جول جمال - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 4:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جول جمال

نشر فى : الثلاثاء 3 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 3 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

ابن اللاذقية البار، المولود فى أول أبريل 1932، استشهد فى مياه البرلس مساء 4 نوفمبر 1956. وتخليدا لاسمه الغالى، أطلق على شارعين، فى القاهرة والإسكندرية، وعدة مدارس، فضلا عن شوارع أخرى، فى مسقط رأسه، ودمشق، ويتجاوز البلدين، أو حدود «الجمهورية العربية المتحدة»، إلى أحد شوارع رام الله.. وبإخلاص، حاولت السينما المصرية، حسب طاقتها، تقديم اللحظات الحاسمة فى حياته، بفيلم «عمالقة البحار» للسيد بدير 1960، حيث قام شقيقه، عادل جمال، بأداء دوره.

الأجواء المحيطة بالعالم العربى، فى بعض جوانبها، تذكرنا بأجواء حرب السويس، خاصة فيما يتعلق بالغطاء الأخلاقى المهلهل، الذى تتسربل به قوى الطغيان، لتمرير عدوانها.. فمنذ أكثر من نصف قرن، زعمت بريطانيا، ومعها فرنسا، أن بوارجهما الحربية، وطائراتهما، تتجه إلى مصر، لحماية الملاحة فى قناة السويس.. والآن، يتظاهر الأب الروحى للمافيا السياسية العالمية، ممثلة فى أوباما، ومعه «أسرات» مافياوية ذات تاريخ مشين، تقدم رجلا وتؤخر رجلا، أن الدفاع عن حقوق الإنسان، يستلزم توجيه ضربات عسكرية «محدودة»، ضد النظام السورى، الذى يقال إنه يستخدم أسلحة كيماوية، ضد شعبه.

طبعا، أنا لا أثق فى دوافع المافيا، خاصة أن معها ذات الأسماء المعادية لنا فى العدوان الثلاثى، مثل تركيا واستراليا، وقبلهما.. إسرائيل. لكن، ما لا شك فيه، أن التاريخ سيدين أوباما، كما أدان بوش الصغير، وإيدن، وجى موليه، بينما سيظل، اسم جول جمال، وأمثاله، ساطعا فى الذاكرة.

ربما يبدو لنا «عمالقة البحار»، الآن، بطيئا، بدائيا، يجنح إلى التناول العاطفى، ويكاد يخلو من التفسير السياسى، ولكن حين نضعه فى سياقه التاريخى، نجد أنه أول فيلم، وربما الأخير أيضا، الذى يتعرض لمعركة حربية، بحرية. الواضح أن صناعه انبهروا بالإمكانيات الواسعة التى أتيحت له، فالجيش سمح لهم بتصوير المعسكرات والتدريبات والسفن الحربية، فانغمسوا فى الدوران حول هذه الأمور، بإسراف، جاء على حساب أى تحليلات، اللهم إلا من خلال شذرات ملهمة من خطابات عبدالناصر، يتحدث فيها، بصدق وثقة، عن الإيمان بالله، والوطن، والشعب، والنصر بالإضافة لأناشيد تلك الأيام، المفعمة بالحماس، مثل «دع سمائى» و«أنا الليل مقبرة للغزاة»، فضلا عن البيانات العسكرية، ووسط هذه المتابعات، يتسارع إيقاع الفيلم، خاصة فى ثلثه الأخير، ليرصد، على نحو جيد، إصرار جول جمال، وبقية زملائه السوريين، الذين تخرجوا حديثا، على المشاركة فى مواجهة واحدة من أكبر السفن الحربية، بسلاح «الطوربيدات» التى كانت جديدة فى الأسطول المصرى حينذاك.. جول جمال، المتخصص فى لنشات الطوربيد، مع زملائه، ينجح فى إعطاب «جان بارت»، فخر البحرية الفرنسية، ويدفع حياته، مع إخوته المصريين، ثمنا لهذا النصر.

أيا كان تقييم الفيلم، يبقى له أنه الوحيد الذى تغنى ببطولة واستشهاد المواطن العربى، السورى، جول جمال، فى مياه مصر، ويطرح علينا سؤالا: ماذا سنفعل إذا فعلها أوباما؟.. فلنفكر، ونقرر.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات