عن الدستور ولجنته - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:54 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن الدستور ولجنته

نشر فى : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:15 ص | آخر تحديث : الخميس 3 نوفمبر 2011 - 9:20 ص

ألم يتأخر الوقت كثيرا لصناعة توافق بين القوى السياسية حول المبادئ الأساسية للدستور ومعايير اختيار أعضاء لجنة وضع الدستور؟ مشروع هذا السؤال الذى طرحه سياسيون وإعلاميون ما إن أعلن الدكتور على السلمى عن لقاء الثلاثاء الماضى.


فالسياسة المصرية دخلت بالكامل مرحلة الانتخابات وحمى المنافسة بين القوى المختلفة على أشدها. والعاملان بالقطع لا يشجعان على التوافق وقد يسببان الآن تصلبا فى مواقف بعض القوى التى رفضت فى السابق اعتماد المبادئ الأساسية وتحديد معايير للجنة الدستور، ومن ثم يحولان دون نقاش هادئ وهادف. تتهددنا إذا لحظة استقطاب جديدة وفى توقيت خطير، إن سارت الأمور بهذا الاتجاه.

 

بالمقابل، يقتضى الإسراع بوضع الدستور الجديد وبنقل السلطة إلى برلمان ورئيس منتخبين، وهو هدف تجمع عليه القوى السياسية من إسلامية وليبرالية ويسارية، التوافق حول مبادئ الدستور ومعايير اختيار لجنة الدستور. وفقا للجدول الزمنى المعلن سيعقد الاجتماع المشترك الأول للبرلمان الجديد بمجلسى الشعب والشورى فى الأول من مارس ٢٠١٢، ويتعين على الاجتماع هذا أن ينجز تشكيل لجنة الدستور إن نحن أردنا لها أن تعمل فورا دون إضاعة يوم وعلى أمل أن يرى مقترح الدستور النور قبل نهاية مايو ٢٠١٢ كى يستفتى عليه ثم ينتخب رئيس الجمهورية بصلاحياته واختصاصاته المحددة فى الدستور الجديد بحلول شهر يونيو ٢٠١٢. إن صدقت نوايا القوى السياسية إذا، بما فيها من يفضل إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتهاء من الدستور حيث إن طرح هؤلاء يرى الدعوة لانتخاب الرئيس والإسراع فى أعمال لجنة الدستور فى مسارين متوازيين، لابد من التوافق الآن على معايير اللجنة وحدود التمثيل بداخلها من نواب البرلمان ومن خارجه عصمة للوطن ولهدف نقل السلطة للمدنيين. فى هذا السياق أيضا، سيساعد التوافق على المبادئ الأساسية للدستور كوثيقة استرشادية للجنة على بدء أعمال وضع الدستور من موقع متقدم.

 

من جهة أخرى، يهدف التوافق حول معايير لاختيار أعضاء لجنة الدستور لضمان تمثيل المجتمع بتنوعاته وأطيافه على نحو متوازن. النساء والرجال، أصحاب الأعمال والعمال، السياسيون ونشطاء المجتمع المدنى، الإسلاميون والليبراليون وأصحاب التوجهات الأخرى، القانونيون وأهل العلوم السياسية من المتخصصين فى بنية نظم الحكم والسلطات العامة، القاهريون والمواطنات والمواطنون من خارجها، وغير ذلك من توازنات يتعين مراعاتها إن أردنا دستورا يمثل به كل الوطن ويصبح وثيقة لنا جميعا.

 

هذه هى أهداف النقاش الذى تجدد حول مبادئ الدستور واللجنة التى ستضعه. فإما نقاشا بناءً وتوافقيا، أو حال تصلب مواقف بعض القوى إغلاقا سريعا لهذا الملف وبإحسان إلى حين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية. فمصر لا تحتمل لحظة استقطاب جديدة.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات