اغتيال العارورى.. ورد «حماس» و«حزب الله» - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 4:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اغتيال العارورى.. ورد «حماس» و«حزب الله»

نشر فى : الخميس 4 يناير 2024 - 8:25 م | آخر تحديث : الخميس 4 يناير 2024 - 8:25 م

اغتيال صالح العارورى يُعتبر ضربة قوية لقدرة «حماس» على العمل ضد إسرائيل فى الضفة الغربية، وعمليات إطلاق الصواريخ وتنفيذ الهجمات، انطلاقا من الجنوب اللبنانى وسوريا. تمكن الرجل من مراكمة قوة سياسية، والارتقاء فى قيادة «حماس»، بفضل قدرته على المبادرة، والتحريض، والتخطيط لهجمات ضد إسرائيل، انطلاقا من الأماكن التى يعيش فيها، مثل تركيا وسوريا ولبنان.
لقد تمكن العارورى من تحويل «حماس» إلى وكيلة تنفّذ أعمالا باسم حزب الله، فعندما لا يرغب نصر الله فى مواجهة إسرائيل بصورة مباشرة، يفضل أن يقوم عناصر «حماس» بالمهمة.
ستكون النتيجة المباشرة المترتبة على اغتيال العارورى شعور قيادات «حماس» السياسية، الموجودة الآن فى قطر، بأنها ملاحَقة، وعلى رأسها رئيس المكتب السياسى إسماعيل هنية، إلى جانب موسى أبو مرزوق، وقيادات أُخرى من «حماس» تعيش فى خارج قطاع غزة.
قد يكون للاغتيال تأثير فى استعداد «حماس» لتنفيذ صفقة تبادُل. بل من المحتمل أن تقوم القيادة السياسية للحركة بالضغط على السنوار من أجل تنفيذ صفقة تبادُل، بحيث يتمثل أحد بنودها فى توفير الحصانة لقيادة «حماس» من الاغتيالات الإسرائيلية. من شأن «حماس» أن تطلب إدراج مثل هذا البند فى صفقة تبادُل، كما أن السنوار نفسه قد يكون معنيا بوجود بند يحميه من الاغتيال.
لقد قامت «حماس» عمليا، بالرد على الاغتيال بتجميد المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، لكن إسرائيل لم تأبه للأمر، فهى تقدّر أن اغتيال العارورى بالذات يساعد، فى نهاية المطاف، فى الدفع قدما بالمحادثات، لأن الاغتيال يمثل زيادة فى الضغط العسكرى على «حماس».
هدد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، إسرائيل بالرد على الاغتيال فى خطاب ألقاه، مساء يوم الأربعاء الماضى، لأن اغتيال العارورى، الذى كان تحت حماية نصر الله، ومقربا من الإيرانيين، يمسّ بصورة كبيرة بهيبة الحزب وشعور قيادته بالقدرة على ردع إسرائيل.
من المعقول الافتراض أن حزب الله لن يقوم بعملية كبيرة، لكنه سيحاول تنفيذ هجمة ما من الجنوب اللبنانى، فإذا نجح فى قتل جنود، أو مدنيين إسرائيليين، أو إحداث تدمير كبير فى الأراضى الإسرائيلية، فسيعلن الحزب أن هذا هو الرد على عملية الاغتيال. لكن حزب الله لن يكسر جميع القواعد وينطلق نحو حرب شاملة. علينا أن نتذكر أن الجيش قضى على أكثر من 10 من عناصر «حماس» عملوا فى خدمة حزب الله مؤخرا، وقاموا بإطلاق صواريخ وقذائف هاون على الأراضى الإسرائيلية، بل حاولوا اقتحام الحدود لتنفيذ عملية. لم يُدرج حزب الله أسماء هؤلاء فى قائمة قتلاه المنشورة، ولذا، من المحتمل جدا أن يواصل الصمت إزاء مسألة اغتيال العارورى أيضا.
فى المقابل، ستحاول «حماس» الانتقام لاغتيال العارورى بإطلاق الصواريخ المتبقية لديها فى غزة، ومن المحتمل أن نشهد عدة هجمات فى الضفة الغربية. الاغتيال سيدفع قادة حماس إلى مراجعة حساباتهم، بل قد يدفع يحيى السنوار إلى الإدراك أن فرص بقائه على قيد الحياة باتت الآن مشروطة، أكثر من أى وقت مضى، بطريقته فى استخدام ورقة المخطوفين التى يمسكها فى يده. ومن المحتمل أن هذا هو الهدف الذى أراد تحقيقه مَن أصدر الأمر باغتيال العارورى، فى اللحظة التى بدت الفرصة الاستخباراتية سانحة وناضجة.

يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات