فيروس العنف الكامن فى جسد الجماعة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيروس العنف الكامن فى جسد الجماعة

نشر فى : الأربعاء 4 مارس 2015 - 9:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 4 مارس 2015 - 9:00 ص

الذى لاتدركه جماعة الإخوان وأنصارها والمتعاطفون معها سرا أو علانية، هو أن غالبية الشعب يحملها المسئولية عن تصاعد حجم العنف والإرهاب فى الفترة الأخيرة.

الذى لاتدركه أيضا هذه الجماعة، أنه سواء كانت هى التى تنفذ هذه العمليات بيدها مباشرة أو عبر وسطاء ووكلاء، أو حتى لاتدرى عنها شيئا، فهى التى «ستحاسب على كل المشاريب»، كما يقول المثل الشعبى.

ولاأعرف حتى الآن، كيف لاتدرك هذه الجماعة وأنصارها أن تزايد حجم العنف والإرهاب لايفيدها، بل يضرها ضررا شديدا.

تعتقد الجماعة واهمة، أنه كلما زاد منسوب الدماء فى الشارع المصرى، فإن ذلك يقرب من يوم عودتها للسلطة، أو على الأقل يضمن لها وضعا أفضل.

على الجماعة أن تسأل مواطنين بسطاء عن رأيهم فى التفجيرات، ورد فعلهم عليها.

أسمع رأى مواطنين بسطاء، لاينشغلون كثيرا بمتابعة بيانات الجماعة أو حتى الحكومة، هم واثقون أن الإخوان وراء كل التفجيرات التى تقع فى الشارع المصرى، ويقينهم أن الجماعة مسئولة حتى عن الأعمال الإرهابية النوعية التى تقع فى سيناء.

هذا ما ينبغى أن يقلق ويزعج الإخوان، لأنهم كل يوم يخسرون بصورة فادحة، حتى داخل قوى كانت مقربة منهم أو متعاطفة معهم.

مساء الاثنين الماضى، سرت كثيرا فى منطقة وسط البلد، واستمعت إلى آراء عشوائية كثيرة لمواطنين بعد مشاهدتهم للانفجار الإرهابى أمام دار القضاء العالى، الذى أودى بحياة اثنين من المواطنين، وأصاب أكثر من عشرة آخرين. جميع من استمعت لهم يعتقدون أن الجماعة هى المسئولة وليس أى طرف آخر.

كانت الجماعة وكوادرها والمتحدثون باسمها يرددون قول مرشدهم محمد بديع على منصة رابعة العدوية: «ثورتنا سلمية وستظل سلمية»، لكن هذه النغمة تراجعت كثيرا، حتى رأينا الجماعة تهدد علنا من إحدى قنواتها الفضائية فى تركيا الدبلوماسيين والمستثمرين العرب والأجانب بالرحيل فورا من مصر، وإلا تعرضوا للاستهداف، ومن يتابع صفحات الجماعة والمقربين منها، يوقن أن «الجماعة طلقت السلمية بالثلاثة» منذ زمن بعيد.

قد تتمكن الجماعة وأنصارها ومن يساندها من إشاعة الفزع والرعب فى قلوب كثيرين بفعل العمليات الإرهابية التى صارت يومية، لكن السؤال الأهم هو: هل تعتقد الجماعة أنها ستعود إلى الحكم بهذه الطريقة؟!.

كل من شاهد صور انفجار قنبلة دار القضاء العالى، والشهيدين اللذين سقطا، كان يقول عبارة واحدة: «حسبنا الله ونعم الوكيل».

لاتدرك جماعة الإخوان أنها قد تتصالح مع الحكومة، أو حتى تصل إلى صيغة تهدئة واحتواء، لكن المؤكد أن انطباع الناس عنها صار شديد السلبية. كان كثيرون ليسوا «إخوانا» يعتقدون أن قادة وأعضاء الجماعة «بتوع ربنا فعلا»، وأنهم مهما يبلغ بهم الشطط والتطرف لن يقدموا على هذه التفجيرات العشوائية وسط الشوارع، سواء بيدهم أو بيد وكلائهم، أو حتى بالشماتة والاستفادة من هذا الإرهاب.

مرة أخرى، لدينا سؤال يحتاج الإجابة عليه وهو: هل أوقعت الحكومة وأجهزتها جماعة الإخوان فى فخ العنف والإرهاب، أم أن «جين العنف» كان كامنا فى جسد الجماعة منذ تأسيسها، وكان يحتاج فقط لحظة تنشيط؟!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي