ماذا بعد اعتراف الإخوان بالعنف؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 13 أغسطس 2025 7:40 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

ماذا بعد اعتراف الإخوان بالعنف؟

نشر فى : الخميس 4 يونيو 2015 - 8:20 ص | آخر تحديث : الخميس 4 يونيو 2015 - 8:20 ص

الحقيقة المؤكدة الأساسية التى يمكن لأى عاقل أن يخرج بها من الجدل الدائر الآن داخل جماعة الإخوان بعد السجال العلنى بين محمود غزلان وعمرو فراج، هى أن الجماعة تمارس العنف والإرهاب ضد الحكومة والدولة والمجتمع.

محمود غزلان ــ قبل القبض عليه ومعه عبدالرحمن البر ــ اعترف بوضوح أن بعض أعضاء الجماعة «تفلتوا من السلمية ولجأوا إلى العنف»، فى حين رد عليه عمرو فراج وآخرون بالتأكيد على أنهم سائرون على منهج العنف وساخرون منه بضرورة التوقف عن الحديث عن السلمية.

منذ يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ هناك المئات وربما الآلاف من أنصار الإخوان يؤكدون ليل نهار أن الإخوان جماعة سلمية، وتسير على منهج الإمام حسن البنا، وأن الحكومة تفترى عليها حينما تتهمها بالمسئولية عن عمليات العنف والإرهاب.

المدافعون عن الجماعة ــ حقا وباطلا ــ كانوا يقولون دائما إذا كانت هناك جماعة اسمها أنصار بين المقدس أو «أجناد مصر» أو أى اسم آخر قد أعلنت عن مسئوليتها عن عمليات العنف والإرهاب، فلماذا يتم اتهام الإخوان ظلما وعدوانا؟!.

قد يقول البعض إن عمرو فراج يعبر عن نفسه، أو أنه تراجع عن كلامه القاسى، لكن عقب هذا الكلام كرر عشرات الشبان نفس موقفه، ثم جاء البيان الحاسم والمعنون بـ«نداء الكنانة» من قبل ١٥٠ عالما إخوانيا أو مقربا منهم إضافة إلى عشر هيئات عربية، ويدعو عمليا للعنف المسلح لإسقاط الحكومة، ولقى ترحيبا من أحد المتحدثين الرسميين باسم جماعة الإخوان وصفحتها الرسمية المكنى محمد منتصر.

قلنا وقال غيرنا كثيرا إن الإخوان كانوا يكذبون حينما كانوا ينكرون ارتكابهم للعنف، وقلنا وقال غيرنا كثيرا إن هذا العنف متأصل فى جماعة الإخوان منذ نشأتها، ولم يصدق كثيرون.

قبل شهور انفردت «الشروق» بنشر قصة مهمة خلاصتها أن الإخوان هم عمليا الذين يقفون وراء العمليات الإرهابية التى كانت تنسب لمجهولين. وقتها لم يصدقنا كثيرون أيضا، رغم أن مصدر الخبر كان أحد الأعضاء العاملون فى جماعة الإخوان.

ما الهدف من كل ما سبق؟!.

ببساطة الكلام موجه إلى أولئك الذين يكذبون، أو حسنى النية، أو أبرياء لدرجة أنهم لايزالون لا يريدون رؤية الواقع.

اليوم لا نناقش الأسباب التى دفعت أعضاء جماعة الإخوان خصوصا الشباب للجوء إلى العنف، ولو أن أحدا خرج وقال إنهم اضطروا لذلك اضطرارا بعد إخراجهم بالقوة من الحكم، لأمكن مناقشته، لكن نحن بصدد مناقشة فكرة الإصرار على الكذب، أو التدليس والتضليل الذى يمارسه الكثير من أنصار الإخوان ويتعاملون مع المجتمع باعتباره جاهلا أو أعمى أو أطرش، رغم أن الحقيقة مثل سطوع الشمس فى منتصف أغسطس.

وإذا كان بعض الإخوان قد كذبوا فى هذه القضية فما الذى يضمن لنا أنهم لم يكذبوا فى قضايا أخرى مماثلة.

ما الذى يضمن لنا مثلا أن أنصار بيت المقدس ليست إحدى اللافتات الإخوانية هى أو غيرها من المنظمات التى تمارس العنف والإرهاب؟.

ما الذى يضمن لنا أن الإخوان ليسوا مخترقين من قبل أجهزة مخابرات خارجية ليتم استخدامهم كرأس حربة لتدمير هذا البلد.

مرة أخرى الهدف من كل ما سبق ليس إدانة أو تشويها، هو فقط رسالة إلى كل من يهمه الأمر فى هذا الصدد بأن يُعمل عقله بعد اعتراف الإخوان العملى بممارسة العنف.

على هؤلاء أن يسألوا أنفسهم، هل كانوا يعرفون ذلك ويدلسون، أم أنهم انخدعوا وتفاجأوا، أم ماذا؟ وهل يملكون الجرأة لمراجعة أنفسهم؟.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي