نصف إضاءة - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصف إضاءة

نشر فى : الجمعة 5 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 5 أبريل 2013 - 8:00 ص

على الرغم من أن كل التصريحات التى خرجت حتى الآن من المسئولين عن قطاع الكهرباء، تؤكد ان هناك «إظلام» قادم فى هذا الصيف، وأن هذا الاظلام سيصيب جميع المناطق ولعدة ساعات يوميا، إلا أن هذه التصريحات، رغم سوداويتها، تمثل «إضاءة» لما نحن فيه، فها هم المسئولون أخيرا يعترفون امام الشعب بالحقيقة، ويقدمون صورة دقيقة للموقف، ولما سيواجهونه، مع اول ارتفاع لدرجات الحرارة، دون ان ينسى هؤلاء المسئولين توضيح اسباب ذلك للرأى العام، وأن ما يحدث جزء من أزمة الطاقة المستحكمة فى البلاد.

 

لكن ذلك، بصراحة لا يعفى الحكومة من مسئولية الاخفاق فى توفير هذه الخدمة، ضمن الخدمات التى يجب ان توافرها للمواطنين، مثل الماء والصرف الصحى والانتقال والصحة والتعليم، خاصة أن هذا يجرى ضمن اتفاق معروف فى كل الدول مقابل ما تحصل عليه الحكومات من ضرائب ورسوم، لذا بات من الواجب على حكومة الدكتور قنديل ان تعتذر علنا عن هذا العجز للمواطنين، وفى نفس الوقت عليها أن تصارح الرأى العام بما تفعله لمواجهة هذه المشكلة، صحيح ان الإشارة من الآن بعجز الكهرباء فى الصيف أمر جيد، لكنه لا يعنى ابدا ان هذا هو دور الحكومة، بل عليها ان توفر الخدمة وهذا هو الأصل فى مهمتها، وهذا دورها الذى هى موجودة من أجله.

 

حتى الآن لم نسمع من الحكومة ماذا هى فاعلة تجاه هذه المشكلة، خاصة أن هناك شقا آخر فى أزمة الطاقة يتعلق بتوفيرها للمنشآت الانتاجية، والخدمية، وهو الأمر الذى سيهدد معدلات الانتاج، وبالتالى سيصيب الناتج القومى الاجمالى بمؤثرات سلبية هو فى غنى عنها، ناهيك عن ان كل بدائل الطاقة أكثر تكلفة بكثير من الطاقة الكهربائية أو الطاقة التى توفرها الحكومة للمنشآت الانتاجية والخدمية، وكلها أمور تعنى اننا مقبلون على حالة تضخم لا فكاك منها (طبعا سنضيف إليها انخفاض قيمة الجنيه) فكل سلعة لها علاقة بالطاقة سترتفع رغما عن الجميع.

 

لم يعد أمام الحكومة سوى اتخاذ القرارات المصيرية تجاه أزمة الطاقة، حتى لو كانت قرارات مؤلمة، عليها أن تجد بدائل على مستويين، أولا بدائل على مستوى الادارة، حيث يجب على الحكومة الاستفادة من جهود القطاع الخاص الاكثر كفاءة فى الإدارة والإنتاج وبعض التجارب الموجودة أثبتت ذلك، وثانيا بدائل على مستوى الطاقة ذاتها بعيدا عن الغاز والمحروقات، مثل إعادة تدوير المخلفات الصلبة والمخلفات الزراعية وطاقة الرياح والشمس إلى آخره من بدائل، حتى لو كانت ذات انتاج ضعيف فالبداية واجبة وأى مساعدة ستفيد.

 

الاعتراف بمشكلة الإظلام القادم «إضاءة»، أو للدقة «نصف إضاءة»، وإضافة حقيقية للثقافة التى يجب ان تكون عليها الحكومة، لكن «الإضاءة الكاملة» التى ننتظرها من أى حكومة، بعد الاعتراف بالمشكلة، مصارحتنا بالحل الذى تفكر فيه وتريد ان تنتهجه، ومتى سيؤتى ثماره ويزيح غبار المشكلة تماما عن المواطنين.  

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات