الضريبة الفادحة التى سيدفعها الإسلام - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الضريبة الفادحة التى سيدفعها الإسلام

نشر فى : الثلاثاء 5 مايو 2015 - 9:40 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 5 مايو 2015 - 9:40 ص

قبل ١١ سبتمبر ٢٠٠١ كان الإسلام هو الدين الأكثر نموا وانتشارا فى العالم خصوصا فى الغرب. وبعد التفجيرات الإرهابية المشئومة فى هذا اليوم ضد برج التجارة العالمى فى نيويورك صارت صورة الإسلام مرتبطة فى أذهان كثير من غير المسلمين بالعنف والإرهاب.

الذين يتبنون نظرية المؤامرة يقولون إن هذه التفجيرات نجحت فى وقف انتشار الإسلام، وحولته فورا إلى عدو للغرب بديلا للاتحاد السوفييتى وحلف وارسو، وخلقت عدوا جديدا أفاد الغرب كثيرا. لكن وبما أن مجموعة من المسلمين هم تنظيم القاعدة اعترف وتفاخر بالمسئولية عن هذا الإرهاب، فلا ينبغى علينا أن نلقى بالمسئولية على الآخرين لكى نريح أنفسنا ونعلق كل شىء على نظرية المؤامرة.

إرهاب «القاعدة» صار «إرهابا وسطيا جميلا»، كما يتندر البعض، مقارنة بإرهاب داعش وتفريعاته أو إرهاب الجماعات الشيعية المتطرفة.

الخلاصة ان صورة الإسلام لدى البسطاء من الأمم والشعوب الأخرى صارت مرتبطة بالدم والحرق والقتل والتفجير، وبالتالى فإن انتشار الإسلام توقف للاسف، ولا يمكننا ان نتهم الآخرين؛ لأنهم ببساطة ينظرون للإسلام من خلال أنصاره، لن نستطيع ان نقنع كل شخص فى العالم بأن الإسلام دين السماحة والاعتدال، طالما اننا غير قادرين على اقناع بعض المسلمين المتطرفين بذلك.

هذه المصيدة اللئيمة والجهنمية المستفيد منها كل أعداء المسلمين والغرب، خصوصا إسرائيل وبعض القوى الغربية وربما بعض القوى الإقليمية التى ترفع من الإسلام شعارا لكنها تسعى للهيمنة القومية ليس إلا.
طبعا المتطرفون لا يدركون انهم يدمرون صورة الإسلام بأفعالهم، بل الكارثة انهم موقنون بانهم يدافعون عن الدين ويحاولون إعادة تأسيسه على الصورة الأولى التى تركها الرسول (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدون الأربعة، هم يعتقدون ان دمويتهم هى التى ستجعل الإسلام يسود العالم، فى حين ان هذه الأفعال تعزز من الرأى القائل بأن الإسلام انتشر بحد السيف فقط. وبالتالى فان القاعدة أو القانون الأساسى صار كالتالى: كلما واصل داعش والنصرة وبوكوحرام وأنصار الشريعة وبقية التنظيمات المتطرفة جرائمهم الدموية، كلما استفاد أعداء الإسلام والمسلمين، ومن هنا يتوقف ليس فقط انتشار الإسلام، بل يبدأ العالم فى التوحد ضدنا وتكوين صورة غير صحيحة بان الاسلام دين دموى.

إذن ما يفعله داعش عمليا لا تستفيد منه سوى إسرائيل أولا ثم إيران التى تقول انها ضد داعش، ثم بعض القوى الغربية الكارهة للإسلام.

لو تأمل أنصار داعش ما فعلوه بحق صورة الإسلام ما سامحوا أنفسهم طول العمر.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي