ما يبقى من زيارة الرئيس لألمانيا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 13 أغسطس 2025 12:41 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

ما يبقى من زيارة الرئيس لألمانيا

نشر فى : الجمعة 5 يونيو 2015 - 9:35 ص | آخر تحديث : الجمعة 5 يونيو 2015 - 9:35 ص

بعد شهر أو سنة من الآن، هل سنظل نتحدث عن الوفد الشعبى المصرى الذى سافر لتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ألمانيا، أم سوف نتحدث عن أثر هذه الزيارة على علاقات البلدين وعلى المنطقة؟

وهل يعتقد الإخوان أن مظاهراتهم فى الخارج سواء كانت حاشدة أو متوسطة أو هزيلة أثناء زيارات الرئيس الخارجية سوف تسقط الحكم أو حتى تحرجه وتهز هيبته؟

لتسهيل الإجابة عن السؤالين السابقين، نذكر أنه أثناء زيارة الرئيس لنيويورك فى شهر سبتمبر من العام الماضى لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سافر وفد شعبى أيضا إلى هناك من رجال الأعمال وبعض الفنانين، وتظاهروا تأييدا للرئيس فى نيويورك بالمشاركة مع المصريين المقيمين هناك. وقتها أيضا نظم الإخوان بعض الوقفات الاحتجاجية المعارضة وكانت فى معظمها هزيلة، وقام بعض أنصارهم بالتهجم على الصحفيين المصريين الذين كانوا يقومون بتغطية زيارة الرئيس أمام مطار جون كيندى وبعض شوارع نيويورك.

شىء مقارب لهذا حدث أثناء زيارة الرئيس لفرنسا سواء بوجود الوفد الشعبى أو بعض المظاهرات الإخوانية وتهجمها على الإعلاميين المصريين.

ما الذى بقى من كل ذلك؟ ظنى الشخصى أنه لا شىء أو أقل القليل.. الباقى فقط هو النتائج السياسية لهذه الزيارات.

بعبارة أخرى الولايات المتحدة لم تقرر تغيير سياستها تجاه مصر وقام رئيسها باراك أوباما وأركان الإدارة الأمريكية بمقابلة الرئيس السيسى فى سبتمبر الماضى فى نيويورك، لأن بعض رجال الأعمال المصريين نظموا وقفة تأييد للرئيس مع الجالية المصرية هناك.

هو بدأ فى تغيير هذه السياسة لأنه اكتشف أن الاستمرار فيها يمثل ضررا بالغا على المصالح الأمريكية فى المنطقة، ولأن هناك قوى مؤثرة فى المجتمع الأمريكى طالبته بذلك.

فى المقابل أيضا فإن مظاهرات الإخوان وقتها لم تمنع الإدارة الأمريكية من الاقتراب من الحكومة المصرية الجديدة، وحتى إصرارها على وجود همزة وصل مع الجماعة حتى الآن لا يرجع لهذه المظاهرات الكوميدية بل لأن هناك تصورات أمريكية تعتقد بإمكانية دمج الإخوان فى المشهد السياسى العربى وإلى ضغوط تركية قطرية فى هذا الصدد.

بالمثل فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحكومتها فى برلين لم تغير سياستها تجاه مصر لأنها خشيت من تأثير الفنانة إلهام شاهين فى الشارع الألمانى ومعها بقية الوفد الشعبى المصرى، هى فعلت ذلك منذ شهور لأنها وصلت إلى قناعة أن ما حدث فى ٣٠ يونيو كان تحركا شعبيا حقيقيا وليس انقلابا، وأن الاستمرار فى هذا الموقف من القاهرة سيضر المصالح الألمانية الاقتصادية وقد يفاقم من ظاهرة التطرف والإرهاب فى المنطقة بأكملها ما يترك أثرا سلبيا على أوروبا والعالم.

سمعنا كثيرا عن اللوبى الإخوانى فى ألمانيا بفعل التواجد القديم والتنظيم الدولى، وبدعم من الجالية التركية الكبيرة وكذلك الاستثمارات القطرية هناك، لكن كل ذلك لم يمنع الحكومة الألمانية من اتخاذ خطوتها الجريئة تجاه الحكومة المصرية، لأن المصالح هى التى حسمت هذا الأمر.
للأسف الشديد انهمك الوسط الإعلامى بل والسياسى المصرى فى جدل حول الوفد الشعبى الذى رافق الرئيس. ونسوا أمر الزيارة.

لو كنت مكان الحكومة والرئاسة لفكرت ألف مرة فى عدم تكرار حكاية الوفد الشعبى مرة ثانية، بالشكل الذى تم به، بل بطرق أخرى تؤدى الغرض وتدعم الموقف المصرى لدى الدولة التى يزورها الرئيس بدلا من مجرد تنظيم مظاهرة فى الشارع هناك.

ولو كنت مكان الإخوان لتوقفت عن هذه المظاهرات الهزيلة، لأنها لم تعد ذات جدوى، وغالبية الدول التى راهنوا عليها خسروها.

ولو كنت مكان الإعلام لأعطيت كل شىء حجمه، الوفد الشعبى مع كل الاحترام كان له نقطة فى بحر الزيارة. انشغل الجميع تقريبا بموضوعات جانبية، ونسوا أهمية وهدف الزيارة ونتائجها الكثيرة. وهذا يعكس المستوى البائس الذى وصل إليه تفكيرنا جميعا.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي