أنسنة مصر - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنسنة مصر

نشر فى : الإثنين 5 سبتمبر 2011 - 9:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 سبتمبر 2011 - 9:20 ص

 هى العبارة الوحيدة التى تحمل كافة مضامين وأهداف الثورة المصرية. فالحرية والمواطنة والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون وكرامة الفرد لها أن تصنع معا مجتمعا إنسانيا يصون الحقوق والحريات ويعيدنا إلى خريطة الحضارة البشرية بعد طول غياب. الأنسنة بهذه المضامين والأهداف هى معيار الحكم الأخلاقى والسياسى على تطورات وتقلبات الة مصر بعد ثورة 25 يناير.

فهل يتماشى مع أنسنة مصر أن يعتقل الآلاف عسكريا ويحاكم بعضهم أمام القضاء العسكرى بدلا من القاضى المدنى (الطبيعى) ولا يعرف الرأى العام معلومات دقيقة عن أسباب اعتقالهم والتهم الموجهة إليهم؟

هل يتماشى مع أنسنة مصر أن يستدعى للتحقيق أمام النيابة العسكرية إعلاميون أو نشطاء مهنيون لتعبيرهم عن وجهات نظر تنتقد أداء المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو تدعو للتظاهر والاعتصام دفاعا عن حقوق عامة أو خاصة؟

هل يتماشى مع أنسنة مصر، وبعيدا عن السياسة بمعناها الضيق ولكن فى قلبها باعتبارها ممارسة تهدف لتحقيق الصالح العام، أن ترتكب جماعات من المواطنين جرائم قتل وتمثيل وتعذيب وعنف ضد مواطنين آخرين قيل إنهم من الخارجين على القانون؟

هل يتماشى مع أنسنة مصر أن تقطع أيدى وأجزاء أخرى من أجساد مواطنين ويمثل بجثث وتجد مثل هذه الجرائم من يدافع عنها باعتبارها ممارسة للقصاص ولردع المجرمين؟ هكذا دون عدالة ومحاكم وقضاة؟

هل يتماشى مع أنسنة مصر أن فئة مهنتها تجهيل المصريين باسم الدين وتشويه المخالفين فى الرأى وارتكاب جرائم قذف وسب بحقهم والعمل على أخذ مصر بعيدا عن حلم الدولة المدنية ودولة المواطنة يسمح لها بالهيمنة على الإعلام والسيطرة على الكثير من المساحات الدينية الشعبية ودون رقابة قانونية؟

هل يتماشى مع أنسنة مصر، وفى ارتباط مباشر بهوية المجتمع الإنسانى العادل الذى نبحث عنه، أن نقبل وبصمت بوجود 50% من المواطنات والمواطنين يعيشون على أو دون خط الفقر دون عمل دءوب ومتكامل للحد من هذه المأساة الإنسانية؟

هل يتماشى مع أنسنة مصر ألا يكون لدينا إلى اليوم قانون موحد لدور العبادة وقانون فعال يجرم التمييز وأن نكون مع كنائس مغلقة لا تستطيع الدولة إعادة فتحها خوفا من عنف جماعات سلفية؟

هل يتماشى مع أنسنة مصر سعى بعض القوى والأحزاب السياسية للاستئثار بالبرلمان وبمكاسب مرحلية هى بحساب المصلحة الوطنية صغيرة ودون اعتبار لضرورة توازن البرلمان وتمثيل جميع أطياف الحياة السياسية المصرية؟

نحن فى بداية طريق طويل وشاق لاستعادة الأنسنة ولبناء دولة ومجتمع الحرية والديمقراطية والمواطنة والعدالة. أمامنا سنوات، إن لم يكن عقود، من العمل والمثابرة والصبر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات