مالك مصطفى يصرخ: قاطعوهم - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 1:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مالك مصطفى يصرخ: قاطعوهم

نشر فى : الإثنين 6 فبراير 2012 - 9:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 فبراير 2012 - 9:10 ص

مرة أخرى يفاجئنى مالك مصطفى أحد شهداء الثورة الأحياء بكتابة بديعة، تنحدر بسلاسة من قمة جبال الروح المصرية المسكونة بالوجع، والحلم فى الخلاص من دوامة القتل والدم التى لم تتوقف على يد سلطة لا تفهم من شئون الحكم والإدارة إلا مفردات القمع والسحل والتعذيب.

 

مرة أخرى أنسحب وأقرأ معكم ما سطره مالك مصطفى:

 

 ما كنا نملك فى يوم من الأيام غير أنفسنا، وماكنا لنملك من الأمر شيئا غير أرواحنا.

 

قتلنا لأننا لا نملك غير أصواتنا، وغيرنا يملك شاشات وأثيرا، قتلنا لأننا لا نملك غير حجر فى مواجهة ترسانة أسلحة، قتلنا لأننا لا نملك غير كلمات مطبوعة فى مساحات نادرة فى جرائد، وإنترنت، وغيرنا يملك، مطابع ومؤسسات كاملة، قتلنا لأننا متفرقون، وغيرنا يملك كتائب وجيوشا.

 

لا نملك أمام السلاح غير أن نصاب أو نستشهد، وتفقد أجزاء من أرواحنا كالمصاب بالجزام، جزء وراء جزء تتساقط كلما مضينا فى طريقنا.

 

الغير يملك الكثير ونحن لا نملك غير أرواح مسجونة فى جدران متلونة بدماء أصدقاء قتلوا وأصيبوا، ولم يعودوا يبتسمون لنا فى صفوفنا الاولى.

 

الغير يملك الكثير، ونحن لا نملك غير صور تزين ضمائرنا بشرائط سوداء.

 

الغير يحكمنا، ونحن مساقون إلى مذابح ارواحنا بدون أى بديل.

 

وسنظل نساق، مادمنا لا نقدم أى بديل، مادامت كل بدائلنا تنحصر فى تقديم أجسادنا أضحية فى سبيل ثورتنا، سنظل نساق مادامت كل اختيارتنا تنحصر فى «يانموت زيهم» لكى «نأتى بحقهم»، دون أى محاولة لتعجيز الغير، دون أى محاولة لفرض أمر واقع عليهم، دون أى محاولة لوقف نزيف ارواحنا، وبدأ نزيفهم.

 

2 ــ لكنهم لا يملكون أرواحًا

 

إن كنت تريد أن تحارب أشياء بلا روح، فعليك أن تعجز ما يقفون عليه، عليك أن تدور عليهم، وتربطهم، عليك أن تغلق أبواب قوتهم، وأن تنهى سيطرتهم.

 

سيطرتهم آتية من كثير، من إعلامهم، من تنظيمهم، من مواردهم الاقتصادية المنفصلين بها عن الدولة.

 

الحل هو أن نفرض كلمة «لا» الخاصة بنا، الحل هو أن نبدأ حملة مقاطعة لمنتجاتهم، أن نتوقف عن التعامل معهم، أن نعلمهم أننا لسنا بحاجه لهم، وأن ماءهم ونفطهم وزرعهم غير مرحب به.

 

الحل أن نبدأ حملة مقاطعة رمزية لمنتجاتهم، أن نبدأ حملة مقاطعة معنوية لهم، أن نعلمهم أننا غيرنا اختيارنا من تقديم أرواحنا أضحيات على موائدهم، إلى رفض المشاركة فى إعمار تلك الموائد.

 

أن نعلمهم، أننا بدأنا بناء أرواحنا من جديد، أننا لن نلقى عليهم التحية، أننا سنرفض كل قوانينهم، أننا لن نقترب من إعلامهم، وسنقاطع كل شاشاتهم، وكل جرائدهم، وكل تصريحاتهم، وبرلمانهم، وقبل كل شىء نفطهم وطعامهم.

 

لقد مللنا من الموت، فلنحيا نحن، وليجبروا هم على الرحيل..

 

ويمكن التفاعل مع هذا الطرح على (boycottscaf)

وائل قنديل كاتب صحفي