•• هو بالنسبة لهم مهرجان، ومناسبة احتفالية.. فقبل 72 ساعة من نهائى دورى أبطال أوروبا تحدث فرانك هينكيل عضو مجلس الشيوخ فى مدينة برلين عن كرة القدم ومتعتها وجمالها، فهى ليست هذا الفساد الذى كان عنوانا يوميا فى الصحف طوال الأيام الماضية.. ثم شاركت شخصيات رياضة وسياسية أوروبية وألمانية فى التجمع عند بوابة براندنبرج، رمز برلين، وتعادل أكروبوليس أثينا عند اليونانيين، وترمز البوابة لوحدة ألمانيا، كما عرض فيلم سينمائى عن كرة القدم فى إطار الاحتفالية.. فالمسألة ليست مجرد مباراة، أو «برشلونة عمهم سيح دمهم»!
•• المباراة يمكن اختصارها فى دفاع إيطالى يمارسه يوفنتوس بميراث الكتناتشيو الضارب فى الجذور، وبين هجوم كتالونى مرعب، مكون من الثلاثى المدمر ميسى، وسواريز، ونيمار، وهم فى جميع الإحصائيات ماكينة أهداف لا ينافسها أى خط هجوم آخر هذا الموسم. والمباراة تختصر أيضا فى ميسى ساحر برشلونة، وبيرلو أسطى يوفنتوس. وقد قدم النجم الأرجنتينى موسما رائعا مع فريقه ويحلم بالثلاثية. ويقال إن ميسى يمكن أن يراقبه أو يضغط عليه خمسة لاعبين، وهو فى تلك الحالة يفلت منهم بتمرير الكرة إلى أحد زملائه ليسجل هو. لكن ميسى لاعب يملك الثقة والمهارة، وإذا فقد أى دفاع تركيزه عنه فإن ذلك قد يعنى هدفا فى مرماه.. أما أندريه بيرلو فهو صانع ألعاب يوفنتوس، وسيكون مسئولا الليلة عن سرعة نقل الكرة من ملعبه إلى ملعب برشلونة. وهو لاعب هادئ الأعصاب لدرجة البرود، ويمكنه أن يلعب مباراة وفى يده اليمنى كأس ممتلئة بالماء المثلج..!
•• سجل ميسى 58 هدفا فى 56 مباراة، وسجل نيمار 38 هدفا فى 50 مباراة، وسجل سواريز 24 هدفا فى 42 مباراة. كم هدفا يا ترى يسجلها هداف الدورى المصرى فى ثلاثة مواسم مجتمعة؟!
•• ميسى يحتاج إلى رقابة مكثفة وحرمانه من تلقى الكرة واستلامها، لأنه إذا أمسك بها فلن يمسك به لاعب. وهو يعمل فى إطار جماعى مع تشافى، وسواريز وإنيستا، ونيمار.. بينما بيرلو يستحق أن يراقب رجل لرجل. وهو أسلوب قديم، إلا أن إيقاف بيرلو يعنى تعطل عقل يوفنتوس، فيبقى للفريق الإيطالى القوة أو لعله يكافح استحواذ برشلونة باستحواذ مماثل، فقد لعب يوفنتوس بعض مبارياته فى الطريق إلى النهائى بفلسفة الاستحواذ وتمرير الكرة وتبادلها، والتحرك فور تمريرها.. بمعنى أن كبير الكرة الإيطالية عليه أن يلعب مع برشلونة بالتيكى تاكا الإيطالية.. لكنه من المؤكد يحلم بكسر نحسه فى النهائى، ولعله يفوز حتى لا يكون الفريق الذى خسر فى المباراة النهائية لدورى ابطال أوروبا 6 مرات!
•• أخرج من هذا المهرجان المتوقع، الذى يليق بأهداف وجمال كرة القدم وقيمها، إلى فساد الفيفا المذهل لدرجة أن هذا الاتحاد الدولى الموقر «سيد قراره» منح أيرلندا خمسة ملايين يورو كى تصمت ولا تحتج على هدف فرنسا فى المباراة الفاصلة التى أهلتها إلى كأس العالم عام 2010 بجنوب إفريقيا حيث لمست الكرة يد تيرى هنرى قبل تمريرها، وعلى الرغم من اعتراف اللاعب الفرنسى، ومطالبة أيرلندا بإعادة لمباراة رفض الفيفا، بصوت عال، ثم قدم الرشوة إلى الاتحاد الأيرلندى وهدده بالصمت وإلا..
وبالفعل صمت الاتحاد الأيرلندى ولم يتكلم إلا بعد استقالة بلاتر أخيرا.