هل يمضى الأهلى فى طريق الآلام؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يمضى الأهلى فى طريق الآلام؟

نشر فى : الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 - 8:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 - 8:15 ص

** أحرز إيفونا الهدف الأول ثم الثانى. وأضاف عمرو جمال الهدف الثالث، إلا أن شريف إكرامى أخطأ، فمنح أورلاندو هدفا، كما أخطأ سعد سمير فأضاف أورلاندو هدفا، ثم قام سعد ونجيب بمناورة دفاعية مشتركة أسفرت عن هدف ثالث للضيوف.. وكم كان ذلك كرما بالغا.. لكن ليست تلك هى أسباب الخسارة وحدها، فعندما يتقدم فريق بهدفين، ويقترب من الفوز الكبير والتأهل للدور النهائى، ثم يخسر 4/3، فهو فريق لا يستحق النجاح.. وهو ليس الأهلى الذى تهتز شباكه فيعود، ويلعب بقوة وروح وجماعية وتنظيم، ويسأل جمهوره: بكم هدف سنفوز؟.. هذا هو الأهلى الذى عرفناه والأهلى الذى كان.. أما هذا الأهلى الذى خسر أمام أورلاندو فهو شىء آخر، ماسخ، بلا طعم ولا لون له، ولا حتى اللون الأحمر..!

** هذه مباراة لا يتحمل نتيجتها أداء لاعب فرد، ولكنها مسئولية جماعية مشتركة.. لماذا يلعب أحمد فتحى فى الوسط ويخسره الفريق فى مركز الظهير ويخسر معه لاعبا يبنى ويدافع مثل جمعة فى نفس الخط؟!
وماذا يفعل رمضان صبحى وهو يلعب وحده بسيف عنتر، وماذا يفعل جون أنطوى وهو يلعب فى مركز الجناح البعيد عن الصندوق لإخلاء الساحة من أجل إيفونا؟ وماذا يفعل خط الدفاع البطىء للغاية أمام عدائى أورلاندو الذين يملكون سرعة الجرى والانطلاق؟ وماذا يفعل عساكر الشطرنج فى الخلف بدون فيل وحصان وطابية يحارب بها الملك جنود أورلاندو؟

** كنت أعتقد أن تعاقد الأهلى مع جون أنطوى وإيفونا يفرض على المدير الفنى اللعب برأسى حربة، فهما قوة هجومية، لا غبار عليها.. إلا أن تلك القوة لا تساوى شيئا، بدون تموين من خط وسطها بتمريرات من العمق وبدون التموين من الظهيرين المهاجمين بكرات عرضية مستمرة.. ثم كيف يكون جون أنطوى وإيفونا سلاحا هجوميا قويا بدون تنظيم خلفهما من جانب الوسط والدفاع؟
** ولا شك أن الدفاع وقع فى أخطاء ساذجة، لكن الوسط لم يقم بواجبه فى مقابلة لاعبى أورلاندو، فهذا الخط هو روح الفريق وقلبه، له عدة مهام ومن أهمها بناء الهجمات وإفساد هجمات المنافس، وهذا لم يفعله وسط الأهلى، كما اتسم الأداء الجماعى كله بالفردية، والعشوائية، وفقدان التركيز والسيطرة.. وهو ما تجلى فى عدم الاحتفاظ بتقدمه، ولو بتغيير الإيقاع وفرض هذا التغيير على الخصم.

** قصة المؤامرة التى تحدث عنها فتحى مبروك لا تدخل الرأس.. فهذا يستبعد فى الأهلى. ثم إن اللاعب الذى يتآمر على مدربه، يتآمر أولا على نفسه.. لكن تحديد مسئوليات المدرب تخضع لتقييم أعمق بكثير من تلك الانطباعات الوقتية المسطحة.. فهناك علاقاته بلاعبيه، والأداء الجماعى المنظم، والقدرة على تغيير الإيقاع أثناء اللعب، وشخصيته القوية مع لاعبيه، وقراراته العادلة التى يقبلها الجميع، ومن يرفضها فهو على الأقل يكبت رفضه خضوعا للقرار..!

** أفهم أن يكون حزن الزمالك على الخروج أكبر لأنه كان أفضل من النجم ويستحق التأهل للنهائى، بينما لا يجب أن يحزن الأهلى لأنه لا يستحق التأهل إطلاقا، بهذا الأداء العشوائى والفردى.. ولذلك هو يحتاج لعملية إعادة بناء دقيقة ولو طال زمنها، وقد عاش هذا النادى العريق فى فترات سابقة، وإذا لم تكن عملية البناء دقيقة وعلمية ومنظمة فإن الأهلى يمضى فى طريق الآلام..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.