رد فعل - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 2:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رد فعل

نشر فى : الأحد 8 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 8 أبريل 2012 - 8:00 ص

أنجزت السينما المصرية عددا لا بأس به من الأفلام النفسية، أصبح بعضها من الكلاسيكيات التى صمدت لاختبار الزمن: «المنزل رقم 13» 1952 للمخرج الكبير كمال الشيخ الذى قدم لاحقا «بئر الحرمان» 1969. وإلى جانب يوسف شاهين، صاحب «باب الحديد» 1958، و«الاختيار» 1971، ثمة حسام الدين مصطفى الذى حقق «ذات الوجهين» 1973.. وتمكنت الأفلام النفسية أن تتسلل إلى الكوميديا، كـ«سفاح النساء» لنيازى مصطفى 1970.. وهذا كله من باب الأمثلة وليس الحصر. ذكرت هنا بمناسبة عرض «رد فعل» المرصع بأسماء جديدة، على رأسها المخرج حسام الجوهرى، وكاتب السيناريو إيهاب فتحى ووائل أبوالسعود. أما الهدف من سرد عناوين الأفلام، سالفة الذكر، فللتأكيد على أن الجديد، يأتى بعد مشوار السينما المصرية، فى هذا المجال، وبالتالى يصبح السؤال عن الجديد الذى جاء به الفيلم الجديد، أو على الأقل، مدى استفادة «رد فعل» من ما سبقه؟

 

الإجابة تأتيك من قلب الفيلم: لا شىء، فنحن بإزاء قاتل خفى، متسلسل الجرائم. ضحاياه، سكان عمارة فى قلب العاصمة، هم مجرد عناوين عامة وليس شخصيات إنسانية تحبها أو تكرهها، فقبل ظهور العناوين، تجلس سيدة عجوز وحيدة، على مقعد، أصابع من خلفها، ممسكة بحبل رفيع، تلفه حول رقبتها فتزهق روحها. فيما بعد، نعلم أنها ممثلة متقاعدة.. وبعد العناوين، نتعرف على الشخصيات المصمتة: صحفية دائمة الشجار، تؤدى دورها، على نحو تقليدى، انتصار.. صاحب محل ذهب رعديد، يجسده علاء زينهم، بطريقة كاريكاتورية.. محام من الصعيد، لم يجد فيه محمود الجندى سوى لهجته المميزة.. رجل منغمس فى ألاعيب سياسية، بلا مهنة، يتقمصه رءوف مصطفى، بذات الطريقة التى ظهر بها فى أفلام سابقة.. صاحب العمارة العصبى، صبرى عبدالمنعم، الذى يظهر فى مشاهد متعجلة.

 

وربما ثمة «عناوين» أو «أسماء»، بهتت تماما فى الذاكرة.. «رد فعل» يبدو كمن يجرى وراء عدة أرانب، لا تمكنه طاقته من الإمساك بأى منها. والأهم، أنه لم يستوعب دروس كلاسيكيات السينما المصرية، المتعلقة بضرورة التعاطف مع شخصية المهدد بالقتل. فى «المنزل رقم 13» يخفق قلب المتفرج مع فاتن حمامة وعماد حمدى، وفى «بئر الحرمان» تتعلق الأحاسيس بما ستؤول إليها حالة سعاد حسنى، والتى نفزع من مصيرها المحتمل فى «الاختيار».. التعاطف، مع الشخصيات التى تعيش لحظات الخطر، من أهم شروط هذه النوعية من الأفلام.. لا تتوافر هنا.

 

تتوالى الجرائم فى «رد فعل»، مرة بخنجر، وثانية بالصعق الكهربائى، وثالثة بإلقاء الضحية من حالق.. ولكن من دون تشويق أو إثارة، اللهم إلا من خلال طوفان الموسيقى التصويرية المعهودة.. ويصبح ضابط المباحث، عمرو يوسف، فى حرج أمام رؤسائه، ويتولى الطبيب الشرعى، محمود عبدالمغنى، تشريح الجثث وكتابة التقارير، وهو يستقبل ابنة خالته التى تعد دراسة الدكتوراه فى أمريكا، الوجه الجديد الواعد، حورية فرغلى.. والواضح أن محمود عبدالمغنى، حاول، ونجح فى إعطاء ما يشير إلى حقيقته، بذلك الاكتئاب الذى يداهمه بين الحين والحين، وبتذكرة، عن طريق الفلاش باك، ليلة وفاة والده، واتهام والدته للضيوف بأنهم السبب فى وفاة زوجته.. وبالضرورة ــ حسب زعم الفيلم ــ تتخلف عنده عقدة نفسية تدفعه للثأر ممن يعتقد أنهم قتلة والده.. فهل تصدق؟.. وأخيرا، فى مشهد مرتبك، يؤديه عبدالمغنى من دون اقتناع، يحاول قتل ابنة خالته الرقيقة، لكن الإنقاذ يأتى اللحظة الحرجة.. «رد فعل» نتعلم من أخطائه الشىء الكثير.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات