حانجيب حقهم... ونحقق حلمهم - وائل خليل - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حانجيب حقهم... ونحقق حلمهم

نشر فى : الأربعاء 8 فبراير 2012 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 8 فبراير 2012 - 9:10 ص

رغم حزن يملأ القلب على شباب سقطوا شهداء فى بورسعيد فيما أصبحنا ندرك جميعا أنه مؤامرة من التقصير والتخطيط الأمنى. وحزن على متظاهرين مازالوا يسقطون مصابين وشهداء فى الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية. رغم كل هذا فلابد أن ندرك أن ثورتنا تسير فى طريق الانتصار... نعم... الانتصار.

 

لقد شهدنا فى الذكرى الأولى لاندلاع الثورة انطلاق مئات الآلاف ــ إن لم يكن الملايين ــ فى الشوارع والميادين فى كل بقاع مصر مصممة على استكمال ثورتها هاتفة بملء الحناجر بسقوط الحكم العسكرى وحتمية تسليم السلطة للمدنيين. فوجئ الجميع وعلى رأسهم سلطة عسكرية لم تدخر جهدا فى تشويه الثورة واتهامها وشبابها الثائر بكل التهم من العمالة والتمويل إلى المسئولية عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لأغلب المواطنين.

 

فقد انقلب سحر النظام عليه وعبر فاعليات أبدعتها صفوف الثورة مثل عروض «كاذبون» التى كشفت أكاذيب النظام حول جرائمه فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء. أو سلاسل الثورة التى نزلت الشوارع فى مختلف أحياء ومدن مصر مدافعة عن الثورة  ولتكشف للناس أنه «لولا الثورة لكان جمال مبارك رئيسا» كما قالت إحدى اللافتات التى وقفنا بها فى السلاسل. عاد الشارع للالتفاف حول ثورته ورمى خلف ظهره ادعاءات العباسية وماسبيرو والمجلس العسكرى.

 

بدا فى الأيام التالية لذكرى الثورة أن العد التنازلى لبقاء العسكر فى السلطة قد بدأ ومعه تداعت خريطة الطريق التى تناسب خططهم وتسمح لهم بوضع الدستور الجديد تحت سيطرتهم وبما يحافظ لهم على وضع خاص فوق المحاسبة من قبل ممثلى الشعب.

 

ولكن جاءت مذبحة استاد بورسعيد وسقوط 80 شهيدا معظمهم من شباب الألتراس وعنف الداخلية فى مواجهة احتجاجات الشباب الغاضب فى الشوارع المحيطة بها فى الأيام التالية وخرقها المستمر لمحاولات التهدئة و«الهدنة» وحقن الدماء، جاءت لتعيدنا لأرض الواقع ولتؤكد لنا أن السلطة التى نسعى لتسليمها للمدنيين ليست فقط فى انتخابات رئاسية، وأن بقايا النظام القديم وتحالف المصالح المرتبط به لن يتراجع بسهولة فى وجه السلطة المدنية المنتخبة.

 

وفى قلب تحالف المصالح وبقايا النظام نجد منظومة الأمن ــ الداخلية ومن ماثلها من حاملى السلاح العسكريين. إن تسليم السلطة للمدنيين لابد أن يسبقه ويتواكب معه حل لأزمة حاملى السلاح النظاميين ــ الشرطة بالأساس ــ وتعاملهم مع أفراد الشعب المصرى. منظومة الأمن  التى كانت من الأسباب الرئيسية لاندلاع الثورة نجدها قد عادت بفلسفتها وعقيدتها السابقة القائمة بالأساس على إهدار كرامة المصريين وحقوقهم الإنسانية.

 

منذ أحداث مسرح البالون فى يونيو الماضى مرورا بالعباسية فى يوليو وماسبيرو فى أكتوبر ومحمد محمود فى نوفمبر ومجلس الوزراء فى ديسمبر ثم بورسعيد ومحيط وزارة الداخلية فى فبراير ونحن ندرك بدماء الشهداء والمصابين أن حاملى السلاح النظاميين المكلفين بحماية المواطنين بالأساس لم يتغيروا. كل مطالب تطهير الداخلية وإعادة هيكلتها لم يستجب لها ولم تتم. كل مطالب القصاص العادل من قتلة المتظاهرين ــ منذ اندلاع الثورة وبعد سقوط مبارك ــ لم يستجب لها ولم تتم محاسبة أى من المتهمين من صفوف الشرطة والجيش.

 

الذراع الأخرى لبقايا النظام هى مؤسسة الإعلام الرسمى والتى دأبت عبر قنوات التلفزة والصحف المسماة بالقومية على الحط من شأن الثورة والثوار ونشر أخبار التضليل والتخويف هادفة بذلك لدفع قطاعات الشعب للارتماء فى أحضان الحكم العسكرى والرضا به كبديل لمخاطر هدم الدولة والفوضى المزعومة.

 

●●●

 

تسليم السلطة لن يأتى فقط عبر إجراءات قانونية وتشريعية ولكن عبر تكاتف القوى السياسية والحركات الثورية وتجاوزها للخلافات الجانبية ونضالها المشترك فى الشارع ومع الشارع من أجل تحويل منظومة الأمن ومنظومة الإعلام لأدوات فى يد الثورة وتعمل فى صالح الثورة.

 

اليوم صدر تصريح عن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية فى العاشر من مارس المقبل. هذا التصريح لا يرقى لطموحات الملايين الذين نزلوا الشوارع لإنهاء حكم العسكر ولا يلبى مطالبهم. وعلينا ألا نتوقف قبل أن نحقق انتقالا سريعا وحاسما للسلطة للمدنيين المنتخبين. بانتخابات رئاسية فى منتصف أبريل وتسليم الرئيس المنتخب قبل نهايته. يجب ألا نقبل بدستور يكتب فى ظل الحكم العسكرى. وأخيرا يجب ألا نتوقف قبل تطهير عميق للداخلية وإعادة هيكلتها وقبل تطهير حقيقى للإعلام وتحريره.

 

ليس عندى من شك من أن شعبنا سينتصر فى هذه المعارك، مهما عظم الثمن، مثلما انتصر فى سابقاتها. سننهى الحكم العسكرى وسنبدأ معا فى بناء دولة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة التى يستحقها المصريون بعد بطولاتهم الأسطورية وصمودهم وإصرارهم على استكمال ثورتهم.

 

قبل أيام علا هتاف فى مسيرة أمهات وسيدات مصر احتجاجا على مذبحة استاد بورسعيد وعلى عنف الأمن ضد المتظاهرين فى الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية: حا نجيب حقهم... ونحقق حلمهم. 

 

سنضمد الجراح وندفن الشهداء ونثبت على طريق الثورة... فإن اعداء الثورة ومناوئيها يسقطون واحد وراء الآخر والنصر ــ كما قال الشيخ أمام ونجم قبل سنوات طول ــ أقرب من أعيننا ومن أيدينا.

وائل خليل ناشط يسارى
التعليقات