يوم الشهيد.. يا خسارة نسى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 3:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوم الشهيد.. يا خسارة نسى

نشر فى : السبت 10 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 10 مارس 2012 - 8:00 ص

تفرض المفارقة المدهشة نفسها فى هذا اليوم.. مشاريع شهداء جدد يحتفلون بيوم الشهيد، ذلك اليوم الذى استشهد فيه رمز العسكرية المصرية فى أنبل مراحلها الفريق عبد المنعم رياض.. ويحتفلون أيضا بقوافل من الشهداء سقطوا برصاص جنود مصريين، فى فترة انخدشت فيها  تلك الصورة البهية للجندية بفعل رياح الحمق والبلادة التى هبت على البلاد.

 

إن ثوار ٢٥ يناير هم الامتداد الطبيعى للوطنية المصرية الحقة، هم أحفاد وأبناء فارس الشهداء الفريق عبدالمنعم رياض، الذى لقى ربه فى معركة الدفاع عن تراب الوطن المقدس ضد عدو إسرائيلى غاصب ومحتل، وليس فى حرب شوارع ضد متظاهرات نبيلات شاهد العالم كله وقائع سحلهن وإهانتهن وامتهان آدميتهن فوق أسفلت الشوارع وسراديب المعتقلات المظلمة.

 

لقد حاربت مصر كلها فى معركة الاستنزاف وملحمة أكتوبر ١٩٧٣، كان عشرات الآلاف من الجنود يقاتلون على الجبهة، محميين بملايين المصريين خلفهم فى الجبهة الداخلية، كان الشعب وراء الجيش يحمى ظهره، ويقتطع من قوته ويدعمه، ويرسل عشرات الآلاف من المتطوعين للمشاركة فى القتال فى حرب تحرير مصر من احتلال مهين.

 

وفى ثورة ٢٥ يناير انعكست الصورة، وكان الثوار العزل هم جيش مصر، الذى تقدم الصفوف لخوض معركة الكرامة الإنسانية وتحرير البلاد من الفساد والاستبداد، وخلفه كان ملايين المصريين داعمين ومتعاطفين فى أضعف الإيمان.

 

لقد حارب الجنود عنا فى أكتوبر ١٩٧٣ فكرمناهم ووضعناهم فى حدقات العيون.. وحين حارب الثوار عنا فى يناير ٢.١١ أهناهم وألقينا بهم فى عتمة المعتقلات، وبعضهم ألقى فى القمامة كما جرى فى معركة محمد محمود الأولى، وبعضهن تحولن إلى أرضية يؤدى فوقها جنود رقصة القمع والتنكيل المجنونة، كما شاهدناهم فى معركة مجلس الوزراء.

 

لكن مشهد الأمس لم يخل من مفارقات وغرائب أخرى، فالنائب الشاب مصطفى النجار، أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة، سابقا، وزميل محمد محسن الذى قتل غدرا فى معركة العباسية فى حملة دعم البرادعى قبل الثورة ــ سابقا أيضا ــ لم يجد فى أيام السنة الطويلة الثقيلة إلا التاسع من مارس لكى ينظم فيه كرنفالا لدائرته مدينة نصر، يغنى فيه إيهاب توفيق وتحضره فنانة كوميدية، بينما من بقوا قابضين على جمر ثورتهم يحتفلون بشهدائها فى ميدان التحرير.

 

إن أحدا لا يرفض حل مشاكل مدينة نصر، أو يضمر لها أى عداء، لكن المؤكد أن ما يعوذه الميدان فى يوم الشهيد الذى أوصل النائب إلى البرلمان، يحرم على الكرنفال سواء كان فى مدينة نصر أو منية النصر.

 

وربما فاتت هذه الذكرى على النائب الشاب فى غمرة انشغالاته، وربما نسى.. يا خسارة نسى!  

وائل قنديل كاتب صحفي