مقاطعة وإبطال - معتمر أمين - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 7:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مقاطعة وإبطال

نشر فى : السبت 9 يونيو 2012 - 8:50 ص | آخر تحديث : السبت 9 يونيو 2012 - 8:50 ص

أعرف أن البلد كلها تتابع السباق الرئاسى الذى حول الحلم إلى كابوس، وأسأل نفسى ما معنى ان يكسب مرسى أو شفيق؟ اى أجابة نقولها الآن يجب أن تستند على ثلاثة اشياء: الأول، سابق المعرفة بتاريخ المرشحين وجماعة المصالح وراءهما ونسيج كل واحد منهما الاجتماعى! والثانى، كفاءة كل منهما ومدى صلاحيته للرئاسة! وأخيرا نتيجة اختيار اى منهما وتداعيات ذلك على مصر والثورة والمجتمع والاقليم فى الأربع سنوات القادمة.قبل ان نجيب عن التصورات بخصوص كل مستوى من التحليل، أجد نفسى أحاول الاجتهاد فى الإجابة عن سؤال آخر عام وهو ماذا يعنى ان ننتخب ايا منهما؟ والإجابة الفورية، هى ان شفيق يمثل امتداد أو نهاية عصر مبارك أما مرسى فيمثل أحد روافد الثورة لكنه بالقطع البداية الخاطئة للمستقبل المنشود. فالآن اصبح أختيار الشارع بين استمرار ما ثار ضده أو البداية الخاطئة. وفى الحالتين أزعم ان كوتة العسكر فى المناصب لن تتأثر. هذا وقد ينجح د. مرسى ولا نجد اختلافا كثيرا عن الفريق شفيق كما رأينا من قبل فى البرلمان.

 

●●●

 

على مستوى السيرة الذاتية، كل من شفيق ومرسى وراءه سابق تجربة وقد تحسب لصالح كل منهما وتزيد من رصيده لكن الفارق ان مرسى لم ينله أى حظ من الاتهام بالفساد كما طال شفيق وبالتالى علامة الاستفهام تزداد كلما اقتربنا من حالة الفريق شفيق الذى نجح أو أنجحه العسكر فى اجتياز كل العقبات (35 بلاغا عند النائب العام) من أجل وصوله إلى سباق الانتخابات. قبل ان نكمل، أنا لست ضد شفيق فقط وانما ضد مرسى كذلك وموقفى هو المقاطعة فى اليوم الأول وابطال الصوت فى اليوم التالى لأنى أخشى اذا ذهبت إلى لجنة الاقتراع فى اليوم الاول لإبطال الصوت ان يتحول صوتى ساعة الفرز إلى استنكار: «لا اخترناه ولا بايعناه نجح أزى سبحان الله! ونأمل بالمقاطعة والإبطال ان يعرف الرئيس القادم جيدا انه يأتى على مشهد ينتظر منه الكثير. هذا لا يعنى اننا نريد له الفشل، بل على العكس تماما ارجو له كل التوفيق ولو استطيع ان أساعده فلن أتأخر ولكن بمجرد ان يحيد عن أهداف الثورة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فسنتخلى عنه فورا والباقى معروف.. الشعب يريد أهداف الثورة.

 

بالعودة إلى السياق الرئيسى، وبعرض المرشحين على مقياس الكفاءة، نتسأل، هل دكتور محمد مرسى أفضل ما فى الإخوان؟ واذا كان كذلك لماذا لم يختاروه فى بداية الأمر وفضلوا خيرت الشاطر؟ واذا وجدنا إجابة بطريقة ما عن هذه النقطة وان الجماعة ترى الاثنين على قدر المساواة فدعونا ننتقل إلى النقطة الأساسية: هل يمتلك الدكتور محمد مرسى الكفاءة المطلوبة ومقومات رئيس الجمهورية؟ وكم درجة من عشرة نعطيه على مقياس الكفاءة؟ ثم ماذا بالمقارنة بالفريق شفيق؟ من ناحية أخرى، هل كفاءة الفريق شفيق فى بناء مطار أو مطارات كافية لنقول ان لديه مقومات رئيس الدولة؟ هل نجح الفريق طيار حسنى مبارك فى إدارة مصر بنجاح لكى نأمن للفريق طيار احمد شفيق لنفس المهمة؟ الا يحكم مصر الآن أعلى 19 عسكريا فى الدولة وليس واحدا فقط على مدى اكثر من 15 شهرا، فماذا رأينا إلى الآن؟ هل حتى استقرت مصر؟ وماذا عن البنزين؟

 

وأخيرا بالنسبة لنتيجة اختيار أى من الاثنين فرأيى ولا ألزم به أحد ان الدكتور مرسى يمثل شبكة الإخوان ونسيج المحافظات اما الفريق شفيق فيمثل شبكة المصالح التى كانت متراصة خلف مبارك وجمال ويمثل الرأسمالية المصرية ورجال الأعمال. ورأيى أيضا ان النتيجة المباشرة لاختيار الفريق شفيق هى استمرار كل سياسات مبارك الخارجية قبل الداخلية واستمرار سياسة الـ99% من أوراق اللعبة مع أمريكا. اما فى حالة اختيار الدكتور مرسى فسيكون الإخوان معنا ضد الانبطاح امام إسرائيل. لكن ماذا عن هيمنة أمريكا على القرار المصرى؟ هل سنشهد انتحارا أخلاقيا وسياسيا للإخوان؟ ام ننزلق إلى ما لا تحمد عقباه ونجد إسرائيل عند قناة السويس مثلا؟ هل من حقنا مقارنة أداء التيار الدينى فى الدول التى وصلوا فيها للحكم مثل السودان التى انقسمت ام ان هذا تجاوز لاختلاف ظروف وتجربة البلدان؟

 

●●●

 

عن نفسى لست مقتنعا بالمرشحين ولا أستطيع أن أتحمل مسئولية انتخاب أى منهما وسأذهب لأبطل صوتى.. وهدفى ألا اكون مسئولا عن اختيار يعيد مصر إلى الوراء. وبإبطال الصوت لن ينتهى دورنا فى الحياة السياسية، فنحن كسرنا الطوق وخرجنا من البيت وكان خروجنا اهم من خروج مبارك من الحكم، وإن شاء الله لن نعود إلى الوراء أبدا.. لذلك أتطلع مع باقى المصريين لمبادرة الحلم المصرى الذى أطلقها السيد حمدين صباحى وأتطلع إلى انتخابات المحليات ومن بعدها البرلمان ومن بعدها الرئاسة التى أزعم أنها ستأتينا قبل الموعد اللاحق فى 2016. مصر بخير، والثورة مستمرة، ولنا قائد، والمستقبل لنا بإذن الله.

معتمر أمين باحث في مجال السياسة والعلاقات الدولية
التعليقات