تحديات تواجه التيار السلفى المصرى - العالم يفكر - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 8:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحديات تواجه التيار السلفى المصرى

نشر فى : الأحد 9 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 9 يونيو 2013 - 10:24 ص

إعداد: أيمن أبو العلا

 

كتبت منى علامى الصحفية اللبنانية ــ الفرنسية، المتخصصة فى موضوعات التيار السلفى فى منطقة الشرق الأوسط، تقريرا بعنوان «الخيار السلفى» نشرته مؤسسة كارنجى للسلام الدولى على موقعها الإلكترونى.

 

تناول التقرير شرح الخريطة السلفية فى مصر، وتقدير مدى مساهمة السلفيين فى إنجاح الثورة المصرية، وبعض التوقعات عن مستقبل هذا التيار فى مصر. ويعد هذا التقرير من الأهمية بمكان خصوصا فى الوقت الذى أصبح فيه التيار السلفى المصرى أحد الفاعلين الرئيسيين فى السياسة المصرية خصوصا بعدما فاز بأكثر من 25% من المقاعد فى مجلس النواب المصرى فى عام 2012.

 

تشرح علامى كيف أن مع مرور الوقت اكتسب التيار السلفى المصرى بعض الليونة، الأمر الذى يعتبر تقدما فى العمل السياسى. إلا أن هذا التقدم ترافق معه تحديات كثيرة، أهمها إصابته بانقسامات داخلية وظهور مجموعات جهادية سلفية جديدة فى سيناء بل وفى القاهرة.

 

مصطلح «التيار السلفى» هو تعبير فضفاض حيث يضم ثلاثة انواع رئيسية من التيارات الفرعية؛ فهناك التيار السلفى التقليدى الذى يضم مجموعة من السلفيين الذين لا يؤمنون بضرورة الجهاد، والتيار السلفى الجهادى الخامل الذى علق مؤقتا فكره الجهادى لحين الانتهاء من تجربة العمل السياسى، والتيار السلفى الجهادى النشط الذى يرفض المشاركة السياسية ويدعم أعمال الإرهاب فى سيناء.

●●●

 

بالنسبة للتيار السلفى التقليدى فلم يكن المنتمون له يؤمنون بجدوى الديمقراطية بل كانوا يعتبرونها مناهضة للإسلام، وهؤلاء لم يقبلوا قواعد اللعبة الديمقراطية ولم ينخرطوا فيها إلا قبيل انتخابات 2011 عن طريق تأسيسهم لحزب النور، الذى يعتبر الذراع السياسية لتنظيمهم. وقد بينت تلك الانتخابات أهمية وحجم الكتلة الانتخابية السلفية حيث حقق المرشحون السلفيون نجاحا كبيرا فى تلك الانتخابات.

 

إلا أن التيار السلفى التقليدى تعرض فى الفترة الأخيرة لانتكاسة كبيرة لعدة اسباب منها الانقسام الذى حدث داخل حزب النور حيث استقال عماد عبدالغفور من رئاسة الحزب، وقام بإنشاء حزب سلفى آخر مستقل عن حزب النور وهو حزب الوطن. وترى علامى أنه على الرغم من أن التصدع الداخلى يمثل تحديا أساسيا للتيار السلفى التقليدى المصرى إلا أن التحدى الأكبر لهذا التيار يكمن فى المجموعات السلفية المتشددة التى تعارض البراجماتية الجديدة لدى التيار السلفى التقليدى.

 

تلك البراجماتية التى تعلموها من التجربة الناجحة للإخوان المسلمين الذين استطاعوا تنفيذ جزء كبير من رؤيتهم عن طريق دعمهم للمشاركة السياسية. وكمثال لتلك المجموعات السلفية المتشددة نجد «خلية مدينة نصر الإرهابية» التى قبض على أعضائها وأحيلوا إلى المحاكمة الجنائية على تخطيطهم لاستهداف قوات الشرطة والجيش، والكنائس. ومن ضمن المشتبه بهم (محمد جمال وطارق أبوالعظم وكريم عزام) الذين كانوا قد سجنوا فى عهد مبارك وافرج عنهم بعد الثورة ليعودوا بعد ذلك إلى السجن بتهمة شراء أسلحة.

 

كما تم تفكيك خلية سلفية أخرى يشتبه فى ارتباطها بتنظيم القاعدة حيث إن هناك معلومات تفيد باتصالها بتنظيم القاعدة فى الجزائر وسفر بعض أعضائها لتلقى التدريبات فى إيران وباكستان. وهو الأمر الذى أدى إلى ما أطلقت عليه علامى «شبكة سلفية جهادية عابرة للأوطان»، وغنى عن الذكر النتائج التى قد تكون كارثية لهذه الشبكة إذا لم نتصد لها.

●●●

 

لكن الجانب المشرق من الموضوع أن السلفيين الجهاديين لديهم صعوبات حالية فى استقطاب الأعضاء الجدد حيث إن هناك شعورا غالبا أن طريقتهم فى إدارة الأمور لا تؤدى إلى التغيير. إلا أن تواجد هؤلاء السلفيين الجهاديين يخفض من الشعبية السياسية للتيار السلفى التقليدى، وبالتالى تدمير الجزء الأكبر من مكتسبات التيار السلفى التى تحققت خلال الانتخابات النيابية الأخيرة.

 

وإذا كان يجب على الحكومة المصرية أن تجد حلا لمشكلة التيارات السلفية المتشددة فى سيناء سواء عن طريق الحوار أو الإكراه، قد تجد الحكومة نفسها مضطرة لإعطاء أهمية خاصة للتيارات السلفية التقليدية وسيكون ذلك بمثابة فرصة ذهبية لتلك التيارات لتأدية دور أكبر فى السياسة الوطنية ولاكتساب شرعية سياسية جديدة.

 

ونخلص فى النهاية إلى حقيقة أن التيار السلفى التقليدى «المسالم» تعرض فى الفترة الأخيرة إلى تحديات كبيرة، إلا أن تلك التحديات تحمل فى طياتها بذورا لدور رئيسى جديد فى السياسة المصرية قد يلعبه هذا التيار فى المستقبل.

التعليقات