فضيحة تورنتو - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 6:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فضيحة تورنتو

نشر فى : الأربعاء 9 سبتمبر 2009 - 9:30 ص | آخر تحديث : الأربعاء 9 سبتمبر 2009 - 9:30 ص

 اختيار «تل أبيب» للاحتفال بها فى مهرجان تورنتو ينطوى على صفاقة تتضمن العديد من الأكاذيب والمراوغات، فالمدينة ليس عمرها مائة عام كما يدعى البعض، وليست مبنية على أرض إسرائيلية حسب الرواية الصهيونية، وليست «متنوعة ثقافيا ومنفتحة على حرية التعبير» كما يزعم الحاخام الذى يعمل فى مجال السينما مارفن هاير. «تل أبيب» قامت على أنقاض «تل الربيع» و«يافا» والعديد من القرى الفلسطينية بعد التنكيل بأصحابها وتهجيرهم، قسرا، من بيوتهم، بعد عشرات المذابح لرجالها ونسائها وأطفالها، ولم تعلن عاصمة لإسرائيل إلا فى عام 1948، ولا صوت فيها يعلو على صوت جنرالات إسرائيل، سواء ارتدوا الزى العسكرى أو الملابس المدنية.. بعيدا عن تاريخ مدينة الدم والطغيان جاء قرار الاحتفاء بها صدمة لقطاعات لا يستهان بها، للسينمائيين ذوى الضمائر اليقظة، أعلنوا بشجاعة، مقاطعتهم للمهرجان، وسحبهم لأفلامهم، وجاء فى بيانهم الذى وقعه مئات من المرموقين استنكارهم لـ«تواطؤ المهرجان مع ماكينة البروباجندا الإسرائيلية».

«مهرجان تورنتو»، أطلق دورته الأولى عام 1976، تحت اسم «مهرجان المهرجانات»، ذلك أنه يعتمد على عرض أهم الأفلام التى تم تقديمها فى المهرجانات الكبرى مثل «كان»، و«برلين»، «وفينسيا»، وهو من دون جوائز، وبالتالى ليس لديه لجان تحكيم، ولكن ثمة تنويهات وإشادات تأتى نتيجة استفتاءات من الجمهور أو تصويتات من إعلاميين.. عدد الأفلام المعروضة تتراوح بين الثلاثمائة والأربعمائة، ويعتمد فى الجزء الأساسى من دخله على ضخامة الجمهور الكندى فضلا عن الجمهور الأمريكى الكثيف، وفى هذه الدورة، أشارت بعض التقارير ذات المغزى أن جمعيات صهيونية دعمت المهرجان بمليون ونصف المليون دولار كنديا.

المقاطعة، ليست فعلا ضائعا بلا فائدة، ولعل أهميتها وجدواها تتبلور فى مردود هذا الموقف على مسئولى المهرجان من ناحية، والصهاينة من ناحية ثانية، كاميرون بايلى، المشارك فى إدارة المهرجان، قال مرتبكا «سنعرض فيلمين لمخرجين فلسطينيين»، بينما اعترف الحاخام السينمائى مارفن هاير «إن هذه المقاطعة عبارة عن هجوم على قلب وروح إسرائيل». التعليق على تعليق كاميرون بايلى جاء بلسان جماعة السينما الفلسطينية برام الله الذى يناشد العرب بمقاطعة المهرجان كى لا يضفوا شرعية على الجريمة. أما ذعر الحاخام فإنه ينسف مماحكة البعض، ممن يزعمون بأنهم سيعرضون أفلامهم فى الفضيحة كى لا يتركوا الساحة للإسرائيليين، وأقصد صاحبى فيلمى «شهرزاد» و«هليوبوليس».

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات