تصحر - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 2:47 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تصحر

نشر فى : السبت 9 أكتوبر 2010 - 10:03 ص | آخر تحديث : السبت 9 أكتوبر 2010 - 10:03 ص

 ● لم أدرك قيمة وأهمية عمرو أديب، إلا بعد حجبه، مؤقتا حسب أمنياتى، وربما لم يخطر ببالى احتمال غيابه، ذلك أنه، طوال سنوات، الحاضر عندنا فى معظم الليالى، حتى إنه أصبح فردا من الأسرة، بمثابة الابن الودود الذى يزور عائلته، يوميا، فيملأ الأجواء مرحا وفرحا ومشاكسة. يحقق «ونسا» حلوا يبدد به وحشة المرء الوحيد، ويدفع المتابعين له إلى الحوار، فيما بينهم، فهو يتحدث عمَّا يهم الناس، يتكلم بلا تكلف أو افتعال، عفوى وتلقائى، يحترم ضيوفه حتى لو تشاجر معهم، يوجه كلامه، ببساطة، إلى جمهوره، بصوت صادق الانفعال. يجيد الإصغاء، يتعايش معك وتعيش معه. إنها الألفة الصافية. أجمل الصفات والعلاقات فى كل الكائنات.. أيا كان سبب غياب عمرو أديب، فإن اختفاء صوته، وصورته، ترك عند محبيه، وهم كثر، إحساسا بأن التصحر، بدأ يغزو الشاشة الصغيرة.

● عرفته منذ سنوات طويلة، شاب طموح وذكى ومفعم النشاط، يتابع الأفلام السينمائية والمهرجانات بدأب شديد، كتاباته النقدية أشارت إلى أنه سيصبح من أهم نقادنا.. قرأت له ما كتبه عن الغناء ومطربينا، فبدا لى أنه يعد نفسه ليغدو محللا موسيقيا، فجأة صدرت له أكثر من رواية أكدت أنه يتمتع بنفس قصصى لا يستهان به. دخل بقلمه، فى معارك سياسية، وضعته فى مواقع الشرفاء، وأودت به إلى محاكمات أثبت فيها شجاعته.. أتحدث عن إبراهيم عيسى، صاحب لمسة النجاح الواضحة، المعتمدة على الخبرة والكفاءة، التى تجلت فى رئاسته لصحيفة «الدستور». الجريدة التى غدت جزءا من الحياة اليومية عند قطاع كبير من القراء، وأنا منهم، ألتقى فيها مع أصدقاء احترمهم وأحبهم وأطلع، بشغف، على كتاباتهم. لم أتوقع أن يمر الصباح من دون قراءة وائل عبدالفتاح وطارق الشناوى ونجلاء بدير وجمال فهمى وسمير عبدالباقى وإبراهيم منصور وأسامة غريب وآخرين.. لكن ما لم أتوقعه وقع فعلا، اختفت الجريدة أو غيبت. أدركت أن التصحر بدأ يزحف على الصحافة.

● بسبب الأداء الغوغائى فى إعلامنا، إثر مباراة كرة القدم المشئومة بين فريقنا القومى وفريق الجزائر، تصحرت العلاقات بيننا، وامتد التصحر ليشمل مؤسسات اقتصادية، ليمتد إلى علاقات فنية وثقافية، فبعد رفض شراء المسلسلات المصرية، جاء دور الكتب، فوضعت العراقيل أمام مشاركة دور النشر المصرية فى معرض الكتاب بالجزائر.. وفيما يبدو أننا تعلمنا الدرس إلا قليلا، فبعد مباراتنا مع تونس، والشغب الذى اندلع من بعض جمهور نادى الترجى، والاعتذار المتحضر من تونس والترجى والسفير التونسى، ظهر على إحدى قنواتنا، معلق رياضى، يؤجج مشاعر جمهور الكرة المصرى، ويكيل الشتائم، ويوجه الإهانات، للإخوة التوانسة، وكان يليق بأحد المسئولين أن يقول لهذا المعلق: نحن، لا نريد مزيدا من التصحر.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات