الوصايا العشر.. الخائبة - كمال رمزي - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 9:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوصايا العشر.. الخائبة

نشر فى : السبت 12 فبراير 2011 - 11:07 ص | آخر تحديث : السبت 12 فبراير 2011 - 11:07 ص
لم يسقط الإعلام الحكومى، الفاشل أصلا، ولكن النظام هو الذى سقط، انهار، أخلاقيا وعقليا، مات موتا سريريا وإن كان لا يزال يأتى بحركات تشنجية. وأصبح على إعلامه ألا يخفى وفاته وحسب، بل عليه الإيحاء بقوة ومتانة النظام من ناحية، وتشويه الثورة من ناحية أخرى..

هذه المسئولية الوعرة، أسندت إلى العديد من إعلام النظم التى تلفظ أنفاسها الأخيرة، فى محاولة فاشلة للإنقاذ.. وهذا ما فعله الإعلام الحكومى الذى نفذ التعليمات التالية:

ــ تحاشى استخدام كلمتى الثورة أو الثوار، واستبدالهما بكلمات من نوع احتجاج، أو مظاهرة، وعليك بالتقليل من حجمها، فإذا كان المشاركون فيها مليونا، قل بضعة آلاف، وإذا كان التجمع يضم مئات الآلاف، قل عدة مئات.

ــ لابد أن تختلق أعداء من داخل وخارج البلاد، كأن تزعم وجود مؤامرة كبرى، خبيثة، لا تريد الاستقرار للوطن، ولا بأس أن تتحدث عن «مندسين» لهم أجندة خاصة، وفى ذات الوقت تشير إلى أصابع خارجية، حتى على نحو عشوائى متنافر، وتضع إسرائيل وإيران وأمريكا وحزب الله وحماس فى سلة واحدة.

ــ اعتمد فى اللقاءات التليفزيونية، فى البداية، على حملة مباخر النظام.. ثم، إذا استمرت الثورة، قدم الوجوه المستعدة لمسك العصا من المنتصف، فتكيل المديح للثائرين، متحدثا عن نقائهم وطهارتهم، مؤكدا أن ثمة استجابة للكثير من مطالبهم، مع الإشارة إلى أن السياسة هى فن الممكن.

ــ تخويف الناس من الفوضى، ومن المجرمين، وإفساح المجال لمكالمات تليفونية متفق عليها سلفا، تتحدث بذعر عن اقتحامات وهمية لبيوت وشقق.

ــ احذر المناقشات السياسية، العقلية، والجأ إلى الخطاب العاطفى، فلا تتحدث عن مهنة ودور رئيس الدولة، من الممكن محاسبته، ولكن تحدث عنه كأب، من واجبك أن تحبه وتحترمه.

ــ الجأ إلى فكرة الرئيس النزيه والبطانة الفاسدة.. وإذا سقط شهداء برصاص الشرطة أو بلطجية النظام، فلتنسبها إلى عناصر شريرة ستتم محاسبتها.

ــ حين يضحى النظام ببعض رموزه، عليك بالهليل للأمر، واعتباره هدف الثورة الذى تحقق.
ــ حاول مؤازرة النظام خلال تقديم فنانين متمتعين بقبول شعبى.

ــ روج لفكرة الحوار والمصالحة والاستجابة للتغيير، بهدوء، وعلى مراحل.

ــ احذر التعرض لقضايا شائكة غير مأمونة العواقب، كأن تناقش مسألة دور النظام فى تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، أو ثروات البلاد المنهوبة، المهربة للخارج، خاصة فيما يتعلق بثروة عائلة الرئيس، والتى أعلنت منظمات الشفافية العالمية أنها تصل إلى سبعين مليار دولار.

التزم الإعلام الحكومى بهذه التوجيهات والنواهى.. ولكن بلا جدوى، فالنظام أصلا.. انتهى

 

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات