•• علق الفيفا التصويت على بطولة كأس العالم 2026، والذى كان مقررا له أن يجرى فى منتصف مايو عام 2017. وقال فالكه السكرتير العالم فى مؤتمر صحفى عقده فى روسيا: «إنه هراء أن نبدأ إجراءات التصويت على البطولة فى هذا المناخ الذى يحيط بالمنظمة»، ودافع فالكه عن نفسه بشأن الملايين العشرة التى خرجت من حساب الفيفا إلى جنوب إفريقيا بتوقيعه، وقال مخاطبا الصحفيين: «لقد أردتم رأس بلاتر وتريدون الآن رأسى ..لا يوجد خطأ واحد ارتكبته».

•• ومن المعروف أن جهات التحقيقات الأمريكية والسويسرية تبحث عن أدلة بشأن وجود فساد فى منح كأس العالم إلى روسيا وقطر فى كونجرس واحد بواسطة اللجنة التنفيذية الفيفا، وعقدت جلسات اجتماع مع خمسة من تسعة أشخاص مازالوا أعضاء فى اللجنة وشاركوا فى هذا التصويت. ومن المعروف أيضا أن الفيفا قرر منح جمعيته العمومية (209 اتحادات) حق اختيار الدولة المنظمة لمونديال 2026 الذى يتوقع أن يتقدم لتنظيمه أمريكا وكندا والمكسيك.

•• فى منتصف يوليو المقبل تجرى قرعة مونديال 2018 فى بطرسبرج، حيث يتوقع الإعلان فى اجتماع الفيفا عن موعد إجراء الانتخابات على مقعد الرئيس الذى تنحى عنه جوزيف بلاتر قبل أيام. وعلى الرغم من أن التحقيقات التى تجرى تضمنت فتح ملفات استضافة بطولات كأس العالم منذ عام 1998، فإن الاقتراب من بطولة روسيا المقبلة تبدو بعيدة فى الوقت الراهن، وهو أمر تحكمه مصالح تجارية واقتصادية ويمس شركات أمريكية وأوروبية وآسيوية، بجانب قوة روسيا كدولة.

•• إن علماء الاجتماع وتاريخ كرة القدم اعتبروا أن اللعبة هى البديل المشروع للحرب.. وهى عوضت البشرية فى أحيان كثيرة عن غريزة الصراع الجماعى، وهو الأمر الذى عبر عنه الصحفى الفرنسى جورج زيفلير الكاتب فى الفيجارو حين قال: «منذ الأزل، والمظهر الذى يحكم العلاقات الإنسانية هو الكفاح، فعندما تهاجم جماعة ما جماعة أخرى، فإن رد المجموعة الأخرى هو حتما المواجهة ومنها يأتى التصادم والعنف».

والمباريات فى جميع الأحوال حروب، ففيها التكتيك، والاستراتيجية، والأهداف، والمدربون يحركون لاعبيهم مثل تحريك القادة للجنود. وفلسفة اللعبة تختصر فى مدى نجاح أحد الفريقين فى احتلال أرض الفريق الآخر أو ملعبه.. لكن فى هذه الأيام هناك حرب باردة تجرى فى ساحة كرة القدم بين الغرب وبين روسيا.

•• لقد حذر فيتالى موتكو وزير الرياضة الروسى من المساس بكأس العالم التى ستنظمها بلاده، وهو يشغل منصب رئيس اللجنة المنظمة، وقال: «لن يجد المحققون الأمريكيون والسويسريون أى مخالفات فى عملية إسناد المونديال إلى روسيا، ومن الأفضل لهم ألا يهزوا هذا القارب».

•• لكن إلى أين تمضى عملية التحقيقات التى تجرى فى فساد الفيفا؟
البرلمان الأوروبى من جهته لم يسكت، وطالب بلاتر بالتنحى فورا دون الانتظار حتى انتخاب رئيس جديد. وهذا يوسع من قاعدة الضغط على الفيفا الذى سينتهى به الأمر إلى انهيار كامل يترتب عليه إعادة البناء بالكامل أيضا، إلا أن ذلك الانهيار لن ينعكس بصورة مباشرة على كرة القدم التى سيحافظ عليها العالم كصناعة، بما فيها من تكتلات اقتصادية وعوائد مالية ضخمة للغاية.. هكذا سوف تبقى كرة القدم، لكن هذا الفيفا فى الطريق لأن يكون فيفى؟!