روز اليوسف - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 4:11 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روز اليوسف

نشر فى : السبت 12 سبتمبر 2009 - 9:07 ص | آخر تحديث : السبت 12 سبتمبر 2009 - 9:07 ص

 بأداء منال سلامة، فى مسلسل «أنا قلبى دليلى»، سطعت صورة روز اليوسف على نحو أكسب المشاهد التى تظهر فيها درجة عالية من النضارة، فالواضح أن «منال» أحبت واحترمت «روز» تفهمت واستوعبت شخصيتها القوية، الرقيقة، وعبرت بإشراق عن الكرامة التى تسرى فى عروقها، والتى تتجلى حين تزور ابنها، إحسان، المعتقل فى سجن الأجانب، بسبب مقالاته التى تفضح الفساد. «روز» أو «منال»، مرفوعة الرأس، تكاد تحتضن وحيدها بعيون مغرورقة بالدموع، تمنحه مزيجا من الحنان والشجاعة، ولاحقا، ترفض، بلا تردد، كتابة اعتذار فى صحيفتها، كى يتم الإفراج عن إحسان.

«روز»، كما جسدتها منال، يقظة، مفعمة بلمعان الذكاء، ذات إرادة صلبة، تعرف مواضع قدميها، تسير بخطوات راسخة واثقة، نحو أهدافها، وربما جاء حضورها، فى المسلسل، أعمق من بطلة «قلبى دليلى» وهذه مسألة أخرى، لأن لـ«روز اليوسف» حكاية جديرة بأن تروى:

فى عام 1992، قرر المهرجان القومى للأفلام المصرية تكريم الفنانة الكبيرة أمينة رزق، وأسند لى كتابة كراسة عنها، وفى مساء أحد أيام نوفمبر التقيت أمينة التى اقترب عمرها من الثمانين عاما، وما إن بدأت كلامها حتى انتشر الدفء فى قاعة الفندق الباردة، وبمشاعر ساخنة، وذاكرة تحتفظ بأدق التفاصيل، توالى حضور العديد من الشخصيات التى أثرت فى مسيرتها، وتنهدت بامتنان عندما بدأت تجيب عن سؤالى حول السيدة الأهم فى حياتها.

قالت: روز اليوسف بلا منازع. أحببتها واحترمتها بل فتنت بها، ولا أزال، فنيا وإنسانيا. فتحت عينى عليها. كانت كتلة من الإحساس. تملأ المسرح بحيوية انفعالاتها. إنها المثل الأعلى بالنسبة لى، فى طاقتها، وقدرتها على مواصلة العمل، والإصرار والجدية، قلدتها دون أن أدرى، حتى إن يوسف وهبى قال لى، أكثر مرة «عندما أغمض عينى وأسمعك أحس أن روز اليوسف أمامى»..

أما من الناحية الإنسانية، فإنها أدركت، بشعورها البصير الصادق، ذلك الإحساس بالذنب الذى اعترانى حينما تركت فرقة رمسيس إثر خلافها مع يوسف وهبى حول دور «ليلى» فى مسرحية «الذبائح» الذى كانت تريده بينما أصر يوسف على إسناده لى. دعتنى إلى بيتها. ربتت على ظهرى بحنان وقالت: لست أنت السبب. الخلافات مع يوسف وهبى أوسع وأعمق من مجرد دور أريده.

سحبتنى برقة من يدى نحو دولاب ملابسها، فتحته، طلبت منى أن اختار فستانا، ولما وجدت أن الخجل عقد لسانى، اختارت هى فستانا جميلا. كم أحببت هذا الفستان الذى لازلت أحتفظ به، فقد كان أول فستان غالى الثمن أرتديه.. ومن إنسانة أحبتنى وتبنتى.. إنها تعيش معى.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات