دفاعًا عن خصوصية عائلة علاء عبدالفتاح - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دفاعًا عن خصوصية عائلة علاء عبدالفتاح

نشر فى : السبت 13 سبتمبر 2014 - 7:55 ص | آخر تحديث : السبت 13 سبتمبر 2014 - 7:55 ص

تقريبا غالبية المصريات يرقصن فى بيوتهن إذا كانت هناك مناسبة اجتماعية تستحق ذلك، مثل حفلات الخطوبة وعقد القران والزفاف وأعياد الميلاد ونجاح الأبناء ومناسبات أخرى كثيرة، يتفنن المصريون فى اختراعها هربا من هموم الحياة وبحثا عن أى لحظة فرح.

وعلى حد علمى لا يوجد هناك ــ أخلاقيا أو قانونيا أو اجتماعيا ــ ما يمنع الفتاة أو السيدة أن ترقص داخل بيتها مادامت وسط أهلها، ولم يطلع عليها أحد.

إذن ما الهدف من عرض بعض اللقطات شديدة الخصوصية داخل محاكمة علاء عبدالفتاح يوم الأربعاء الماضى؟!.

الذى اتخذ قرار عرض لقطات للسيدة الفاضلة منال زوجة علاء عبدالفتاح وهى ترقص داخل منزل أهلها بمناسبة حفل عيد ميلاد، أخطأ خطأ فادحا ويستوجب منه أن يتقدم باعتذار ليس فقط للأسرة، ولكن لكل المصريين، لأنه فى الحقيقة أساء لنفسه أولا وللجميع ثانيا وليس لأسرة علاء عبدالفتاح.

السؤال الثانى: هل هناك مبرر قانونى لعرض هذه اللقطات يرتبط بالقضية؟ سمعنا المحامين وسمعنا علاء خلال عرض اللقطات وهم يصرخون: ما علاقة ذلك بالقضية؟ وللأسف لم نتلق أى إجابة.

ثالثا: هل أراد البعض أن يمارس عملية اغتيال معنوى لعلاء عبدالفتاح وأسرته بعرض هذه اللقطات؟.

لو أن الأمر كذلك فالمؤكد أن الذى اعتقد ذلك ارتكب حماقة كبرى.. فالرقص داخل المنزل مرة أخرى ليس عيبا ولا حراما ولا مشينا.

وحسنا فعلت المحكمة حينما استجابت لطلب الدفاع واستبعدت هذه اللقطات التى جعلت كبريات الصحف ووكالات الأنباء العالمية تبرزها، بل إن وكالة الأسوشيتدبرس عنونت قصة خبرية كبيرة بعنوان ساخر هو: «رقص الزوجة فى المنزل دليل إدانة ناشط فى المحكمة!».

مشهد الرقص الذى تم عرضه خلال المحاكمة يبرز التناقض الحاد فى الشخصية المصرية.. تذكرون أن كثيرا من المصريات رقصن أمام لجان الاستفتاء على الدستور المعدل فى شهر يناير الماضى. يومها خرجت أبواق الإخوان المسلمين تسخر ليس فقط من الدستور ولكن من المصريات وتتحدث عن «الكباريه السياسى لدولة 30 يونو».

يومها استنفر الجميع من إعلاميين وسياسيين يدافعون عن المصريات ورقصهن أمام اللجان. شخصيا كنت واحدا من هؤلاء ورأيت فى هذا المشهد ما لا يخدش الحياء وأنه مجرد تعبير عن الفرح، لأنه لا يمكن أن نتصور سيدة تريد خدش حياء الناس بالرقص وسط مجموعات فى الشارع فى عز الظهر!.

إذن السؤال هل الرقص أمام لجان الاستفتاء حلال وشرعى ووطنى، والرقص داخل منزل مغلق وسط العائلة عيب ومشين وخارج؟!

لست فى وارد مناقشة هل علاء عبدالفتاح مخطئ أم مصيب، برىء أم مدان، لأن هذا ما سيتقرر فى المحكمة، لكن علينا أن نستنكر بكل الطرق الممكنة جميع المحاولات التى تحاول تشويه واغتيال سمعة بعض السياسيين لمجرد أننا نختلف معهم.

ينطبق ذلك على كل المتهمين سواء كانوا اشتراكيين ثوريين وشيوعيين وليبراليين أو إخوانا وسلفيين وحتى داعشيين أو من رموز نظام حسنى مبارك.

المبدأ واحد وينبغى ألا يتجزأ ومن يسمح ويبرر تشويه سمعة معارض اليوم، لن يجد من يدافع عنه غدا إذا تعرض لنفس الأمر.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي