قطامش - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 3:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قطامش

نشر فى : الخميس 14 أبريل 2011 - 10:17 ص | آخر تحديث : الخميس 14 أبريل 2011 - 10:17 ص

 كلها فاشلات والأخيرة ناجحة.. قنوات تليفزيونية عدة، حاولت اكتشاف مواهب عربية، على غرار برامج مبهرة، بريطانية وأمريكية، لكن المحاولات بلا جدوى، ربما لسوء الإعداد، أو لسيطرة الهدف التجارى على الطموح الفنى. والواضح أن قناة «M.B.C» استوعبت دروس الفشل، فتحاشتها، وبالتالى حققت خطوة واسعة فى إمتاع جمهورها بتقديم عشرات النابغين فى شكل مسابقة، يقوم بتحكيمها، إلى جانب المشاهدين، ثلاثة إعلاميين مرموقين: عمرو أديب، نجوى كرم، على جابر. تعليقاتهم الدقيقة، الذكية، الموجزة، لا تقل جاذبية عن العروض المقدمة.

فى هذه الدورة، فاز شاب مصرى موهوب، اسمه عمرو قطامش، متعدد المهارات، يتمتع بحضور جميل، دافئ الألفة، مما أزاد من طاقته فى الأداء التمثيلى، المتوافرة أصلا، فهو كوميدان بالسليقة، يتحرك بخفة على خشبة المسرح، يسيطر على ملامح وجهه، يتحول بها من الدهشة إلى الغضب إلى السعادة، على نحو سلس وناعم، وصوته واضح النبرات، قابل للغناء المسرحى الذى لا يتطلب أن يكون حلوا بقدر اشتراط قدرته على التعبير، وهو ما يتوافر عنده بسخاء.. لكن الأهم، عند عمرو قطامش، والذى جعله يحرز قصبة الفوز، يتمثل فى أمرين: الموقف، والشعر.

عمرو قطامش، من شباب التحرير، قلبه مترع بحب الوطن، يثق فى قدرة جيله، والشعب المصرى، على تغيير واقع بليد وآسن إلى حياة تفيض بالجدية والبهجة. إنه من طلاب العدل، يؤمن بالعلم والعمل، يتسم بروح يقظة، متوثبة، وأحاسيس ساخنة، فضلا عن خيال يمتزج بالأمانى ولا يطيش فى الأوهام.. وهو يجسد موقفه هذا شعرا، وشعره مما أطلق عليه «الشعر الحلمنتيشى»، ذلك الشعر الفكاهى الساخر، الذى لا يخلو من كاريكاتير، يجمع بين العمق والبساطة، تمتزج فيه العامية بالفصحى، وقد أنجز فى مجاله مئات القصائد الخلابة، كتبها طابور عظيم فى الجدود والآباء: بيرم التونسى، بديع خيرى، حسين شفيق المصرى، فتحى قورة، أبوالسعود الإبيارى، وآخرون، ولعل من أجمل أنواع «الحلمنتيشى» تلك التى تعارض القصائد الكلاسيكية الرصينة، والكثير منها تجدها فى الأفلام الكوميدية، الاستعراضية، التى حققها حسين فوزى وعباس كامل وحلمى رفلة، وأداها إسماعيل ياسين ومحمد فوزى وشادية.. وهذا اللون من الفن الضاحك يحتاج لأكثر من دراسة متأنية.

لم يأت عمرو قطامش من فراغ، فهو ابن الحاضر، والواقع، والتحرير من ناحية، ووريث تركة ثرية من فنون أنجزتها أجيال سابقة، وفيما يشبه «المونودراما»، صال قطامش وجال على خشبة المسرح، يخرج من شخصية ليدخل فى شخصية، فمن الشاب الذى يقال عنه «سيس» يقلد المذيعة المنزعجة من «شريرى ميدان التحرير» ليؤكد فى النهاية أن شباب السيس «أسقطوا نظاما ورئيسا».. انتقل قطامش من جولة إلى أخرى، معبرا عن نبض شباب الثورة، وبالضرورة، لمس قلوب وعقول المتابعين، فحق له الفوز.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات