يا فرحة إسرائيل فينا - معتز بالله عبد الفتاح - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 4:58 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يا فرحة إسرائيل فينا

نشر فى : الإثنين 16 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 أبريل 2012 - 8:00 ص

عشنا عقودا فى غفلة واستقالة من السياسة، وفجأة أقبلنا عليها لدرجة الشره والتخمة. من ثورة إلى ثورات محتملة.

 

ثورة محتملة من ناحية أنصار الشيخ الفاضل حازم صلاح أبوإسماعيل بعد أن أصدرت اللجنة العليا للانتخابات قرارها باستبعاده من الترشح فى ضوء ما قد يكون توفر لديها من أدلة بشأن حصول السيدة الفاضلة والدته للجنسية الأمريكية. وقد أوضح قطاع من السادة الأفاضل مؤيدى الشيخ الفاضل أنهم «مشروعات شهادة» أى مستعدون للشهادة فى سبيل الله من أجل أن يدخل السيد الفاضل حازم صلاح أبو إسماعيل إلى قائمة المرشحين، ويا فرحة إسرائيل فينا.

 

ثورة محتملة من ناحية أنصار المهندس الفاضل خيرت الشاطر بعد أن أصدرت اللجنة العليا للانتخابات قرارها باستبعاده من الترشح فى ضوء ما قد يكون توفر لها من تفسير لقانون انتخابات الرئاسة وغيره من القوانين بشأن أهلية المهندس خيرت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة. وقد أوضح قطاع من السادة الأفاضل مؤيدى المهندس خيرت أنهم «مشروعات شهادة» أى مستعدون للشهادة فى سبيل الله من أجل أن يدخل المهندس خيرت إلى قائمة المرشحين، ويا فرحة إسرائيل فينا.

 

ثورة محتملة من ناحية أنصار اللواء عمر سليمان حين تستبعده إذا استبعد لأنه لم يستوف شروط الترشح أو بسبب موافقة المشير على قرار الموافقة على تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية القاضى باستبعاد رموز النظام السابق من الانتخابات فى ضوء ما يراه أنصار اللواء عمر سليمان بأن هذه هى الفرصة الأخيرة لهم لوقف عملية «أسلمة» مصر، وفى أقوال أخرى «أخونة» أو «سلفنة» مصر. والحقيقة أننى لم أسمع من أى من السادة مؤيدى السيد عمر سليمان مدى استعدادهم «للموت شهداء» فى سبيل انتصار سيادته، ويا فرحة إسرائيل فينا.

 

ثورة محتملة من ناحية ألتراس النادى المصرى وأخرى من ناحية ألتراس النادى الأهلى ضد النيابة العامة والقضاء (وضد بعضهم البعض) إذا ما فرطوا فى حقوق الشهداء (من وجهة نظر ألتراس الأهلى) أو بالغوا فى معاقبة المتهمين (من وجهة نظر ألتراس المصرى). رحمة الله على شهدائنا، ويبدو أنهم لن يكونوا آخر شهداء كرة القدم، فالقادمون كثيرون، ويا فرحة إسرائيل فينا.

 

ثورة محتملة من ناحية مؤيدى المجلس العسكرى والذين يرون أن هناك مؤامرة داخلية خارجية مشتركة للنيل من جيش مصر العظيم، وأنه لا بد من مناصرة المجلس العسكرى ضد هؤلاء الذين يريدون تدمير آخر مؤسساته الضامنة لبقائه.

 

وهناك ثورة أخرى محتملة من قبل ساكنى العشوائيات الذين تبارى أهاليهم فى إنجابهم وتبارت الحكومة فى تجاهلهم، وهم الآن يتعاملون مع مصر على أنها دولة بلا حكومة، ويا فرحة إسرائيل فينا.

 

قال ابن تيمية: «وليس لأحد أن يُنَصِّب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالى عليها ويعادى، غير النبى ــ صلى الله عليه وسلم ــ وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البِدَع، الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يُفَرِّقُون به بين الأمة، يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون» ثم ذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «دعوها فإنها منتنة» مشيرا إلى العصبية والانتصار للذات أو لمصلحة يراها المرء فى نفسه. مع ملاحظة أنه لا يوجد شخص ينتصر لذاته أو لمصلحة يراها إلا ويكسوها برداء من الحديث عن الحق والعدل والخير والصالح العام.

 

لا أعتقد أن أصدقاءنا فى لبنان الذين تقاتلوا 15 عاما كانوا يظنون فى أنفسهم أنهم يبحثون عن مصالح خاصة ضيقة وهم يدمرون بلدهم. ولكن بعد أن أنهكتهم المعارك اعترفوا بغقلتهم، ويا فرحة إسرائيل فينا.

 

أرجو أن يفهم هذا المقال فى ضوء القول الكريم والحكيم: «دعوها فإنها منتنة» مع احترامى لتحيزات وأولويات كل واحد فينا.

معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القاهرة وميشجان، ويدير حاليا وحدة دراسات الإسلام والشرق الأوسط في جامعة ميشجان المركزية في الولايات المتحدة. حصل على ماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة وماجستير الاقتصاد ودرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من الولايات المتحدة. كما عمل في عدد من مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة ومصر، له ثمانية كتب والعديد من المقالات الأكاديمية منشورة باللغتين الإنجليزية والعربية.
التعليقات