مؤتمر أخبار اليوم.. كيف نستفيد منه؟! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مؤتمر أخبار اليوم.. كيف نستفيد منه؟!

نشر فى : الأربعاء 15 نوفمبر 2017 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 15 نوفمبر 2017 - 9:25 م
فى السابعة من مساء الأحد الماضى انطلقت الدورة الرابعة من مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادى، فى نفس التوقيت الذى كان منتخبنا الكروى يواجه نظيره الغانى فى مباراة تحصيل حاصل، ولذلك لم يتأثر المؤتمر بالمباراة.
فى الافتتاح كان هناك رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ونحو عشرين وزيرا، وأكثر من ٢٠٠٠ رجل أعمال ومستثمر ومصرفى يمثلون جميع القطاعات الصناعية والإنتاجية، طبقا لصحيفة الأخبار فى عددها يوم الأحد الماضى.
عنوان هذه الدورة فى عامها الرابع: «مصر طريق المستقبل.. الاستثمار والتصدير من أجل التشغيل». وعلى مدى ثلاثة أيام كانت هناك ٦ جلسات عامة، و٥ جلسات قطاعية متخصصة.
عندما تنظر إلى جدول أعمال المؤتمر وجلساته، وتدقق فى أسماء وأوزان الحاضرين قد تصاب بـ«الخضة»، فالحضور على أعلى مستوى، وزراء ورؤساء هيئات ومؤسسات وأجهزة ومصالح كبرى جدا، إضافة بالطبع إلى كبار رؤساء الشركات الخاصة الكبرى.
كان هناك نجوم رجال الأعمال مثل محمد السويدى وأحمد الوكيل ومحمد فريد خميس وحسين صبور وأحمد أبوهشيمة وصفوان ثابت ومحمد أبوالعينين وياسين منصور وفتح الله فوزى وأيمن إسماعيل وطارق توفيق وحلمى أبوالعيش وجمال الجارحى ورفيق الضو وعلاء السقطى والعائد بعد غياب هشام طلعت مصطفى.
المنظمون نجحوا بالطبع فى حشد هذا العدد الكبير من نجوم السياسة والمال والأعمال ورؤساء الهيئات والمؤسسات والجمعيات والأجهزة الكبرى. وهو جهد كبير يستحقون عليه الشكر. لكن السؤال الذى شغلنى كثيرا طوال أيام المؤتمر هو: كيف يمكن تسخير مثل هذه اللقاءات المهمة جدا فى تغيير الواقع الاقتصادى الصعب والمأزوم الذى تعيشه البلاد ولو بنسبة واحد فى المائة حتى لا تتحول المؤتمرات إلى مجرد لقاءات اجتماعية لتبادل القبلات والأحضان؟!
غالبية الكلمات التى جاءت على لسان المتحدثين كانت توصيفا للواقع، أو أفعال تبدأ بكملة «سوف».
جيد أن نوصف الواقع، لكن كما يعلم كثيرون، نحن نقوم بتوصيف الواقع منذ عشرات السنين. وأذكر جيدا أنه فى المؤتمر الأول لأخبار اليوم الاقتصادى قبل أربع سنوات أن أحد المتحدثين قال إن التوصية بالاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة كانت موجودة فى مؤتمر مصرفى عقد عام ١٩٢٧! .هذه التوصية لا تزال تتكرر منذ عقود طويلة. وبالتالى فهناك مشكلة «ينبغى البحث لها عن حل».
على سبيل المثال لو أن هذا المؤتمر أو غيره من المؤتمرات ركز على نقطة واحدة صغيرة ولتكن مثلا تذليل عقبة ما أمام المستثمرين، أو زيادة معاش تكافل وكرامة أو افتتاح مصنع أو منشأة توظف ألف عامل، لو حدث ذلك، فسوف تكون الفائدة كبيرة جدا ومحسوسة وملموسة وسوف يظل أثرها ممتدا لسنوات وسنوات.
على سبيل المثال فإن محمد فريد خميس رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين طالب الحكومة خلال المؤتمر بأن تعالج ٣ سلبيات لكى تزيد الاستثمارات وهى ارتفاع تكلفة إنشاء المشروع وتشغيله ثم البيروقراطية وأخيرا حوافز الاستثمار، إضافة إلى مشكلات متراكمة مثل التهرب الكلى ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتنمية الصعيد. لو تم حل مشكلة واحدة من هذه المشكلات فسوف يكون لذلك أثر ملموس.
وجهة نظر ياسر رزق كما جاء فى كلمته الافتتاحية هى: «أن هذا المؤتمر صار أهم محفل سنوى يجمع كبار المسئولين وصناع القرار بالخبراء ؤالمفكرين ورجال الصناعة والإنتاج والمال والأعمال فى مناقشات صريحة ومداولات مفتوحة تتأسس على أوراق عمل مدروسة، نوقشت فى جلسات تحضيرية عديدة تسبق أعمال المؤتمر، ليخلص على ضوء كل ذلك إلى توصيات محددة موقوتة بجدول زمنى تتابع تنفيذها أمانة دائمة للمؤتمر تضم فى عضويتها المسئولين والخبراء وممثلى رجال الأعمال برئاسة وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، إضافة إلى أن مقررات المؤتمر السابقة هى محل نظر واهتمام الرئيس السيسى.
مرة أخرى جيد أن يجتمع ويلتئم هذا العدد الكبير من المسئولين والمختصين والخبراء، وجيد أكثر أن يعود التفاعل بين الحكومة ورجال الأعمال وأن يتبادلوا الأحاديث الودية والابتسامات بعد فترات من التوتر. لكن الأكثر أهمية أن نرى خطوات جادة لبدء حدوث انفراجة فى الواقع الاقتصادى يشعر بها غالبية المصريين خصوصا الطبقة الوسطى ومحدودى الدخل.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي