كوميديا الرحلات السياحية إلى الحكومة والعسكرى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 12:24 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

كوميديا الرحلات السياحية إلى الحكومة والعسكرى

نشر فى : الخميس 15 ديسمبر 2011 - 9:00 ص | آخر تحديث : الخميس 15 ديسمبر 2011 - 9:00 ص

هذه اللهفة على الالتقاء بمجموعات شبابية والتقاط الصور معها ونشرها على أوسع نطاق تبدو غريبة للغاية على مسئولين كانوا حتى وقت قريب ينظرون شزرا إلى الثوار ويعتبرونهم مخربين وبلطجية أحيانا.

 

واللافت أن عمليات البحث عن شباب من الميدان لاستضافتهم فى قاعات الحكم والإعلان عن ذلك بتوسع ليست وليدة إدراك مفاجئ بأن هؤلاء الشباب الموضوعين دائما على قوائم الاتهام بالتمويل والعمالة والتخريب هم «نبت طيب» كما قال المشير طنطاوى عنهم فى خطاب متلفز، وإنما هى محاولة لتفتيت كتلة الاعتصام المستمر منذ مجزرة شارع محمد محمود، فى إطار حرب نفسية تدور الآن لإيهام المعتصمين الحقيقيين بأن تجمعهم يتهاوى وأن بقاءهم هكذا غير مجد، فضلا عن إثارة الشكوك وتأجيج الاتهامات بين الشباب وبعضهم البعض.

 

وأزعم أن المعتصمين واعون تماما لهذه الفخاخ المنصوبة لاستدراجهم، بالطريقة ذاتها التى باتت محفوظة وشائعة منذ توجيه الضربة الأولى لائتلاف شباب الثورة الحقيقى، عن طريق استنساخ صور باهتة منه، يجرى تلميعها وتسليط الأضواء عليها لتردد خطابا جرت صياغته فى أروقة السلطة، ويحسب زورا على الثورة.

 

ولعل محاولات الدكتور كمال الجنزورى والأطقم المعاونة له لجلب مجموعات من الشباب إلى مكتبه للتفاوض والتباحث، باعتبارهم شباب الثورة لم تأت بنتيجة تذكر، كون الذين ذهبوا إنما جلسوا معه بأشخاصهم وليسوا ممثلين للاعتصام، فكان الإعلان عن لقاء آخر للفريق عنان مع مجموعة أخرى من الشباب لا يمثلون إلا أنفسهم، وإن كانوا قد تواجدوا بميدان التحرير لكنهم ليسوا بالطبع مندوبين عن الثورة.

 

وأعلم شخصيا أن من الأسماء التى أعلنوا عن ذهابها للقاء رئيس الأركان من يبحث عن أى مساحة من الضوء يظهر فيها ويلمع، ومنهم مثلا من سال لعابه فهرول إلى دعوة سحور فى منزل الفريق أحمد شفيق فى شهر رمضان الماضى.

 

والمؤكد أن محاولات اختراق الاعتصام لم تتوقف لحظة، ويدرك كل الصامدين فى اعتصامهم أن أعلى الأصوات صراخا ومعارضة هم الأخطر عليهم، بل ومنهم من تم زرعه برعاية رسمية داخل الاعتصام للتشويش وابتذال الموضوع برمته، وإثارة الانشقاقات والمعارك الصغيرة داخل الكتلة المعتصمة، وقبل ذلك ارتكاب تصرفات وأعمال من سرقات وتحرشات تسىء إلى شكل الاعتصام ومضمونه، علاوة على الرصد الأمنى لأحداثه بالطبع.

 

غير أن الأيام والليالى الصعبة والتجارب المتعاقبة كونت لدى الثوار الحقيقيين خبرات عميقة مكنتهم من الذود عن ميدانهم ضد كل محاولات الاختراق والمحو والمسخ والتشويه التى مورست ضدهم، ذلك أنهم موقنون بأن الميدان هو سلاحهم الوحيد للدفاع عن ثورة صاحبة فضل على الجميع، فى السلطة والمعارضة، وبالتالى هم قادرون على تنقيته وتنظيفه من كل ما تلقيه السلطة فيه من بذور سامة.

 

ويبقى أن النخب السياسية التى لا تزال متماسكة حتى الآن، ولم تذب فى مجالس استشارية، أو لجان حكومية، مطالبة بتواجد أكثر وأعمق بين المعتصمين الذين ينافحون عن آخر ما تبقى من قلاع الثورة.

وائل قنديل كاتب صحفي