وطن وملاذ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطن وملاذ

نشر فى : الجمعة 16 يناير 2015 - 8:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 16 يناير 2015 - 8:45 ص

• كان رئيس حكومة إسرائيل ضيفا غير مرغوب فيه فى تظاهرة التضامن الدولية مع فرنسا. فقد حُشر بالقوة تقريبا فى صفّ الزعماء، الديمقراطيين منهم والطغاة، الذين جاءوا لمشاركة فرنسا حدادها والتعهد بمحاربة الإرهاب معا. ومن حق مواطنى إسرائيل أن يتساءلوا: لماذا رئيس حكومتهم بالذات، الرجل الذى رفع الحرب على الإرهاب إلى مقام معتقد دينى، اعتبر شخصا غير مرغوب فيه. الجواب على ذلك برز قبل التظاهرة الضخمة خلال حفل التأبين الذى أقيم فى الكنيس اليهودى فى باريس، فدعوة نتنياهو مواطنى فرنسا اليهود إلى الهجرة لإسرائيل، حيث فقط يمكنهم أن يجدوا الأمن، أساءت إلى فرنسا وإلى قيادتها. ويجزم نتنياهو بأنه ليس هناك دولة قادرة على محاربة الارهاب مثل إسرائيل.

إن هذه التصريحات لنتنياهو تحديدا هى التى تستغلها التنظيمات الإرهابية الإسلامية، وتسجل من خلالها إنجازا، فحتى رئيس حكومة إسرائيل يشجع على رحيل اليهود ويقوم بمهمة الإرهابيين. لكن ليست تصريحات نتنياهو المتغطرسة فقط هى التى كانت وراء طلب فرنسا منه عدم القيام بزيارته، فإسرائيل موضع خلاف فى العالم، وهى الدولة المحتلة الوحيدة التى بقيت فى العالم الغربى، وهذا الاحتلال يغذى جزءا من تنظيمات الإرهاب.

لقد نشأت إسرائيل ملاذا سياديا لليهود، وكان سعيها إلى تجميع الجاليات اليهودية ضروريا من أجل نشأتها وتحولها إلى دولة بما يقارب دول أوروبا. وأيضا الآن لا شىء غير لائق فى الرغبة فى تشجيع اليهود على الهجرة إلى دولة تمنحهم الجنسية فقط لكونهم يهودا، لكن حق العودة بالنسبة إليهم هو أيضا خيار دائم ومفتوح يسمح لهم بالبقاء فى دولة أخرى، وهو بمثابة نوع من الضمان. وفى الوقت الذى يتعين فيه على إسرائيل أن تكون مستعدة لاستيعابهم، فإن عليها أن تقبل بأن الخيار متروك إليهم، ويجب أن تحذر من أن تنشئ لديهم وضع انتماء مزدوج فى دولتهم.

فاليهود هم أيضا مواطنون فى دول عديدة فى العالم. ويحق لهم كمواطنين فى هذه الدول وليس كيهود، المطالبة بالحماية الكاملة من دولهم تماما مثل ضحايا جريمة صحيفة «شارلى إبدو»، والمصابين بالهجمات فى محطة القطار فى لندن، أو مثل آلاف القتلى الذى قتلوا فى هجمات 11 سبتمبر 2001.

هذا هو مغزى المساواة فى المواطنة الذى لا يبدو مفهوما بالنسبة لنتنياهو ولعدد من وزراء اليمين الذين رأوا فى هجمات باريس مناسبة للترويج لحملاتهم الانتخابية على حساب العلاقات بين يهود فرنسا والفرنسيين من غير اليهود.

التعليقات