بحيرة البجع فى الأوبرا المصرية - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بحيرة البجع فى الأوبرا المصرية

نشر فى : السبت 17 مارس 2018 - 9:40 م | آخر تحديث : السبت 17 مارس 2018 - 9:40 م

فى الخارج لحضور عرض مسرحى أو أوبرا أو موسيقى وما إلى ذلك نكاد لا نسمع «نفس» المشاهدين صحيح ربما هؤلاء شعوب لها باع فى هذه العروض ولكن كنا هكذا فى «الزمن الجميل» ونريد أن نعود إلى تلك السلوكيات الحضارية.

وتعتبر «بحيرة البجع» أعظم باليه على مر العصور، وأحد أهم إنجازات المدرسة الكلاسيكية فى القرن التاسع عشر، ومن أكثر الباليهات المحبوبة، والرائجة، ولم تكن تبلغ هذه المنزلة المرموقة فى التاريخ الموسيقى العالمى لولا تضافر عدة عوامل ساهمت فى خلودها واحتلالها المكانة الرفيعة التى هى عليها اليوم فى باليهات العالم، ومن أبرزها: الموسيقى المميزة التى وضعها الموسيقار الرومنتيكى الروسى بيوتر إليتش تشايكوفسكى ولنا فخر عظيم أن استضافت دار الأوبرا المصرية فرقة روسية قدمت عرضا جميلا جدا لباليه «بحيرة البجع» وكانت القاعة الكبرى شبه كاملة العدد والملفت للنظر هو الحضور الشبابى الطاغى مما يفرح القلب. ويأخذ الأمل فى ان شبابنا يستنير بالثقافة العالمية ورغم هذه الإيجابية إلا أننا لنا بعض الملاحظات:

1ـ العرض بدأ ثلث ساعة متأخرا عن الميعاد الأصلى وهو الثامنة مساء.

2ـ عدا قاعة الدور الأول، سمح للمشاهدين الصعود للأدوار العليا اثناء العرض مما سبب ضجيجا وإزعاجا لبقية المتفرجين.

3ـ رغم أن المذيعة الداخلية كررت قبل العرض عدة مرات ضرورة إغلاق التليفون المحمول وعدم التصوير إلا أن عددا كبيرا من المشاهدين لم يبال بهذا التنبيه، فأثناء العرض كان طبيعيا أن نسمع رنات التليفونات وأخذ الصور وتصوير أجزاء من العرض بالفيديو الذى على التليفون المحمول وتسببت استعمال فلاشات التليفون فى إزعاج المشاهدين الباحثين عن متعة المشاهدة لهذا الباليه العظيم.

ونكتفى بتلك الملاحظات التى قد تبدو بسيطة ولكن كلنا نترحم على «الزمن الجميل» زمن الأوبرا وحفلات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهم. فكان الحضور فى هذه الحفلات يتمتع بسلوكيات رائعة وكان الذهاب إلى المسرح أو الأوبرا فى تلك الأيام بمثابة الذهاب إلى دور عبادة لما فيها من صمت وتأمل وخشوع، لذا أدعو دار الأوبرا والمسارح وما إلى ذلك العودة لفرض هذه السلوكيات على المشاهدين مرة أخرى وعدم التسبب والإهمال فى فرضها.
ولذا أطالب وبإلحاح من وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم عازفة الفلوت أن تعزف لحن التحضر فى هذه الصروح الكبيرة وسنكون لها شاكرين.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات