الثوابت المصرية التي لا تتزعزع - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الثوابت المصرية التي لا تتزعزع

نشر فى : السبت 6 يناير 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : السبت 6 يناير 2024 - 7:50 م
يبدو أن الحرب الإسرائيلية – الفلسطينية تدخل منعطفا خطيرا وتتدحرج فيه وتتسع لجبهات جديدة مثل جبهة جنوب لبنان فلم تعد غزة هى الجبهة الوحيدة ولا الضفة أيضا بل الأزمة تتعقد أكثر فأكثر وذلك بسبب تعنت حكومة المتطرفين الإسرائيليين التى لا ترى إلا الهدم والدمار والقتل وتتبنى سياسة الاغتيالات سبيلا لحل القضية رغم أن العالم كله يرى أنه لا سبيل إلى حل الموقف المتأزم فى غزة، بين إسرائيل والفلسطينيين حاليا، إلا بتحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية. وهذا ما أعاد تأكيده الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال استقباله وفد الكونجرس الأمريكى وكل الضيوف الأوروبيين والذين يثنون على رؤية مصر. وقد شدد الرئيس السيسى على أنه لا تغيير للثوابت المصرية فى هذا الشأن، وهذه الثوابت هى أنه لا مفر من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين، وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية التى بات العالم كله يعلمها ومقتنع بها.
وإضافة إلى ذلك، فإن من أهم الثوابت المصرية أيضا الرفض التام والقاطع لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين قسريا من وطنهم إلى أى مكان آخر، لأن هذا ببساطة سوف يعنى تصفية القضية الفلسطينية بكاملها، واحتمالات اتساع الحروب فهى احتمالات أكبر خاصة أن هذا الأمر الذى سيرفضه حتما المصريون والعرب كلهم، خاصة أن الدنيا كلها تعرف حجم التضحيات التى قدمها الشعب المصرى لهذه القضية عبر 75 سنة.
وبالنسبة للموقف الراهن المتأزم جدا فإن أى بداية للحل يجب أن تكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتقديم كل الحماية للمدنيين الذين يفقد أبناؤهم ونساؤهم أرواحهم فى كل يوم، بل فى كل ساعة وإدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع فهم محرومون من الأكل والشرب والتدفئة وسبل الحياة الكريمة الأخرى.
إن الموقف المصرى هو الأكثر توازنا والأكثر واقعية فهو يضع فى اعتباره المصلحة العليا للشعب الفلسطينى الشقيق وأن هذه المصلحة تتحقق بتحقيق «حل الدولتين» التى تبلورت فى أوسلو وسوَّفت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية فى تحقيقه ظانين أن عامل الزمن سينسى الفلسطينيين أرضهم ووطنهم والتضحيات الجسيمة التى تكبدوها وسينسى العالم العربى والعالمى القضية الفلسطينية وقد ثبت باليقين أن 75 سنة من الاحتلال لم يميت القضية كما كان مرجو من سياسة التسويف كذلك السياسة المصرية توازن لصالح أمن سيناء ومعه الوطن لأن نشوب أى حرب كبيرة أو صغيرة فى تلك المنطقة سيشعل المنطقة كلها بل العالم فى حرب الإنسانية كلها فى غنى عنها.
إن مصر بلد عاش لآلاف السنين على السلام، ويؤمن بأن الحرب ليس وراءها إلا الدمار وتأجيج الأحقاد والفناء لجميع الأطراف المتحاربة فالجميع ينهزم أمام الحرب وتداعياتها، ومن هنا فإن على المجتمع الدولى القيام بمسئولياته، وأيضا على الولايات المتحدة القيام بمسئوليتها، باعتبارها القوة الأعظم بالعالم والتى تستطيع أن تضغط على إسرائيل وتجعلها تصغى للإرادة الدولية، ولها خبرات كبيرة بما يجرى فى المنطقة، كما أنها تعرف الثوابت المصرية خير المعرفة.
الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات