أردوغان وجولن.. الإخوة الأعداء - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 7:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أردوغان وجولن.. الإخوة الأعداء

نشر فى : الإثنين 18 يوليه 2016 - 9:40 م | آخر تحديث : الإثنين 18 يوليه 2016 - 9:40 م
الرئيس التركى رجب طيب اردوغان اتهم حليفه القديم فتح الله جولن، وجماعته بتدبير وتنفيذ الانقلاب العسكرى الفاشل ليلة الجمعة الماضية، رغم ان الأخير أدان ورفض الانقلاب. ولذلك قامت الحكومة بعد سيطرتها على الأوضاع بحملة اعتقالات شملت الآلاف من أعضاء الحركة. ويعتقد مراقبون ان اردوغان سيستغل الانقلاب الأخير ليصفى حساباته نهائيا مع الحركة التى باتت العدو الأول له بعد ان كانت داعمه الرئيسى.

لكن من هى هذه الحركة التى احتلت عناوين الأخبار خلال الأيام الماضية؟.

طبقا للتقارير الإخبارية المتواترة هذه الأيام فإنها تأسست عام ١٩٩٠، لكنها كانت موجودة قبل ذلك بصورة صغيرة منذ عام 1970، وانصارها يسمونها «حركة الخدمة» أو «هيزميت» فى حين يطلق عليها اردوغان «الكيان الموازى» الذى يسعى ليكون دولة داخل الدولة.

الحركة ــ التى تنسب للصوفية ــ قام جولن بتشكيل نواتها الأولى بمدينة أزمير، قبل أن تتوسع ويصير لها اتباع داخل تركيا وخارجها، مستغلة انتعاش الحركات والطرق الدينية فى الثمانينيات من القرن الماضى، متأثرة بـ«طريقة النور»، التى أسسها الصوفى الكردى سعيد النورسى «1873ــ 1960».

الحركة نمت وانتشرت معتمدة على فكر جولن وآرائه ومواقفه، وتوصف بأنها حركة اجتماعية صوفية تركز على مسلمى تركيا، ومنفتحة أكثر على الغرب، وتركز عملها أساسا على التعليم، فهى تبنى المدارس وتمكنت من اختراق المجتمع بإنشاء مؤسسات اقتصادية وإعلامية وطبية وثقافية وإغاثية.

وجاءت القفزة الكبيرة فى نشاط الجماعة بعد انقلاب عام 1980، حيث استفادت من دعم الدولة ومن مساحات الحرية المتاحة، لتبدأ رحلتها مع إنشاء المدارس خارج تركيا، مرورا بتكوين وقف الصحفيين والكتاب الأتراك، الجهة الممثلة للجماعة بشكل شبه رسمى.

وتدير الحركة، أكثر من 1500 مؤسسة بمختلف مراحل التعليم، إضافة إلى 15 جامعة منتشرة فى أكثر من 140 دولة. وأهم ملامح هذه المؤسسات التعليمية أنها تتفق مع علمانية تركيا، ولا تطبق برامج تحمل صبغة دينية متطرفة. وأنشأ أتباعها ما يقرب من مئاة مدرسة مستقلة فى الولايات المتحدة وحدها، كما اكتسبت الحركة زخما قويا فى أوروبا منذ تأسست أولى مدارسها، فى شتوتجارت بألمانيا فى عام 1995.

وفى القطاع الاقتصادى تمتلك الحركة «بنك آسيا»، وجمعية توسكون التى ينضوى تحتها رجال الأعمال المنتمون للجماعة، كما تمتلك عدة مؤسسات إعلامية منها وكالة «جيهان» للأنباء، ومجموعة «سامانيولو» التى تضم ست قنوات تليفزيونية متنوعة، إضافة إلى ثلاث إذاعات، وتغطى هذه المجموعة 150 دولة، ولها بث خاص بأمريكا وأوروبا ودول آسيا الوسطى. كما تمتلك مجموعة زمان الإعلامية التى تصدر جريدة «زمان»، والتى استحوذت عليها الحكومة أخيرا فيما يشبه التأميم.

وتحظى الحركة بسمعة حسنة إلى حد ما، فى الغرب والولايات المتحدة، لأنها تعتبر هناك بمثابة تيار إصلاحى داخل الإسلام يدعو إلى التعليم العلمانى والتعاون مع الكنائس، والحوار بين الأديان، خصوصا أنها خرجت فى وقت تأسيس حزب «الرفاه»، الذى تزعمه نجم الدين أربكان، وكان يواجه اتهامات بمعاداة العلمانية وانتهى امر الحزب عمليا بانقلاب 1997 الهادئ جدا، الذى اطاح اربكان من رئاسة الحكومة واعتقل كثيرين لاحقا من بينهم اردوغان نفسه.

ظل حزب «العدالة والتنمية»، برئاسة أردوغان، منذ تأسيسه واستلامه للسلطة بعد أول انتخابات خاضها فى 3 نوفمبر 2002، متحالفا مع الجماعة، مستغلا نفوذها الواسع فى توطيد حكمه. وحشود الجماعة كانت رأس الحربة الحقيقية فى وصول اردوغان وجماعته إلى السلطة خصوصا فى مواجهة الأحزاب القومية والعلمانية.

السؤال: هو كيف صار الحليفان عدوين فجأة؟!!. الإجابة لاحقا ان شاء الله.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي