مزيد من التفهم الدولى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:41 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مزيد من التفهم الدولى

نشر فى : الخميس 18 سبتمبر 2014 - 8:10 ص | آخر تحديث : الخميس 18 سبتمبر 2014 - 8:10 ص

فى الأيام الأخيرة توافد على القاهرة العديد من الدبلوماسيين العرب والأجانب فى إطار بناء التحالف الدولى لمواجهة داعش. التقيت بعض هؤلاء الدبلوماسيين وكانت الحصيلة متنوعة، ويظل أبرزها ان التفهم الإقليمى والدولى لمصر ما بعد 30 يونيو قد زاد بنسبة كبيرة، وأن كثيرا من القناعات لدى عواصم مهمة قد بدأت تتبدل فى اتجاه احترام رغبة غالبية الشعب المصرى.

دبلوماسى عربى قال لى انكم فى مصر مدينون لداعش بالشكر فلولا هذا التنظيم وممارساته الدموية وأفكاره الظلامية ما غير كثيرون أفكارهم عن خطورة غالبية التنظيمات التى تتحدث باسم الدين.

هذا الدبلوماسى قال أيضا ان عواصم غربية كثيرة لم تكن تدرى التداخل والتأثير المتبادل بين التنظيمات الإسلامية الموصوفة بالاعتدال وتلك المتطرفة.

دبلوماسى أوروبى قال لى ان هذا العامل الجديد لعب دورا مهما فى إعادة كثير من العواصم الأوروبية لقراءة متعمقة لجماعة الإخوان المسلمين، بمعنى ان القراءة الأولية كانت تتعامل معها باعتبارها تنظيما سلميا بل ولديه ديمقراطية داخله، وعندما غاص هؤلاء فى جذور المتطرفين الجدد فى العراق والشام وصل بعضهم إلى ان القناعات الحقيقية لدى غالبية من يقولون عن أنفسهم أنهم معتدلون لا تختلف كثيرا عن جوهر ما يؤمن به داعش أو النصرة والفارق بينهم فقط ان المعتدلين أكثر قدرة على التخفى مقارنة بتهور المتطرفين.

فى تقدير هذا الدبلوماسى ان المراجعة التى أمر بها رئيس الوزراء البريطانى لمجمل نشاط وأفكار جماعة الإخوان المسلمين قد تأثرت بهذا التطور.

كانت لدى لندن فى البداية تقديرات بأن الجماعة معتدلة ويمكن التعامل معها، ولجأت بريطانيا إلى المراجعة فقط حتى تحافظ على العلاقات مع الرياض وأبوظبى والقاهرة. لكن الجديد ان أحداث وتطورات الشهرين الماضيين جعلت لندن تغير رأيها إلى حد ما حتى لو لم ينته التحقيق إلى دمغ جماعة الإخوان بأنها إرهابية.

قابلت أيضا دبلوماسيا أوروبيا كان يرافق مسئولا عسكريا بارزا زار القاهرة، قال لى انه ــ ان آجلا أو عاجلا ــ سوف يتبلور اجماع إقليمى ودولى على التصدى للإرهابيين الجدد فى ليبيا. والقناعة التى تترسح لدى الغرب خصوصا فى البلدان الأوروبية المطلة على البحر المتوسط هو ان تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة وسائر المتطرفين هم الذين يحكمون طرابلس وقطاعات كبيرة من الأراضى الليبية.

ويستغرب هؤلاء موقف جماعة الإخوان المسلمين الليبية وتأييدها العملى لهؤلاء الإرهابيين وتمردها على إرادة الشعب الليبى الذى رفض غالبية المنتمين لتيار الإسلام السياسى فى الانتخابات النيابية الأخيرة.

هذا الدبلوماسى الأوروبى يعتقد انه إذا لم يتم تسليم السلطة للحكومة التى شكلها «برلمان طبرق»، فإن تدخلا عسكريا بصورة أو بأخرى سوف يكون الخيار النهائى، لكن لم يتم الاتفاق بعد على الشكل أو الطريقة أو الوسيلة وقد يتبلور ذلك خلال لقاءات ستعقد على هامش اجتماعات الامم المتحدة فى نيويورك الاسبوع المقبل.

نقطة الاجماع الوحيدة بين كل هؤلاء الدبلوماسيين هى أن التدخل العسكرى سواء كان ضد داعش فى سوريا والعراق أو «أنصار الشريعة» فى ليبيا، لن يكون كافيا، ما لم يترافق مع رؤية سياسية شاملة تقضى على الأسباب التى انتجت وتنتج «الدواعش» فى كل مكان على الارض العربية خصوصا الاحتلال الإسرائيلى ورفضه اعطاء الفلسطينيين الحد الأدنى من حقوقهم، والتداعيات الكارثية لأنظمة الحكم العربية طوال أكثر من أربعين عاما تقريبا، خصوصا فيما يتعلق بفسادها واستبدادها وغياب العدالة الاجتماعية والحريات واحترام حقوق الإنسان.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي