إحنا إللى «خرمنا» اللوائح! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 3:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إحنا إللى «خرمنا» اللوائح!

نشر فى : الخميس 18 ديسمبر 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الخميس 18 ديسمبر 2014 - 7:50 ص

•• يدرك الكابتن عصام عبدالفتاح مدى تقديرنا واحترامنا له، ولذلك طالبته كما طالبت غيره من قبل عشرات المرات بالفصل تماما بين عضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم وبين عمله الإعلامى. وقد زاد الأمر بقيامه بتحليل أداء الحكام وهو مشرف على لجنة الحكام. كيف يمكن قبول ذلك؟ كيف يمكن أن يقبله هو قبل أن نقبله نحن؟

•• هذا ليس موقفا شخصيا ولو كان حكمنا الدولى جمال الغندور يجلس بجوارى ويمارس تحليل أداء الحكام، وهو يشغل منصب رئيس لجنة الحكام فسوف أطالبه بالتخلى عن أحد العملين، فهذا رأيى منذ بدأت العمل فى مهنة الصحافة، ورددته كثيرا، فلايجوز أن يعمل الصحفى رئيسا أو عضوا باتحاد أو مجلس إدارة ناد، وذلك درءا لما يعرف بتضارب المصالح، خاصة فى زمن وفى مجتمع يقوم على الشك، وليس به سوى قليل من اليقين.. وذلك على الرغم من وجود مظاهر لهذا الازدواج، «فى أوروبا والدول المتقدمة».. وقد كان هذا رأيى مع أقرب الناس لى.

(الجملة واضحة حتى لايعلق هواة التعليق بأن أقرب الناس لى كان رئيسا لاتحاد المصارعة فى يوم من الأيام). فحتى لو كنت كما السيف فى الفصل بين عملين، فإن الناس سوف يقدمون الشك فى قراراتك قبل استسلامهم لليقين..

•• طالبت أصدقاء وزملاء بما أطالب به اليوم وهم يعلمون جيدا أن ذلك لم يكن لأسباب خلافية أو شخصية، ولكنه من الثوابت عندى. وكنت اقول كيف تكون عضوا باتحاد كرة القدم مثلا وتقدم برنامجا إعلاميا، وتنفرد بأخبار من فوق طاولة اتحاد الكرة ثم تسبق بها الجميع فى مجال الإعلام. وهو الأمر نفسه الذى أطالب به سيف زاهر. وأدرك أن القرار قد يكون صعبا لكنه من الضروريات، فإما أن يستمر سيف زاهر إعلاميا ومرحبا به، واقولها صادقا، وإما أن يستمر عضوا فقط بمجلس إدارة اتحاد كرة القدم ومرحبا به أيضا.

وهنا بالمناسبة أكرر مرة أخرى أن توزيع لجان الاتحاد وتوزيع المنتخبات على أعضاء مجلس الإدارة أمر غير مقبول، والأجدى أن يقدم كل من يقود كرة القدم فى مصر أجيالا جديدة تمارس أعمال الاتحاد المختلفة..

•• يرى كثيرون أن اللوائح تبيح هذا الازدواج.. وقد أصبحت قصة القانون واللائحة مكررة وشماعة لكل تجاوزات مهنية. فهل أنت تحتاج إلى صياغة ورقة مكتوبة لابنك كى تعلمه أن يغسل يديه قبل الأكل وبعده، وهل أنت فى حاجة إلى لوائح منزلية ترتب بها قيم وأخلاق أولادك، أم أنك تزرع فيهم تلك القيم وتنميها وتربيها بالممارسة والعرف والضمير؟

•• هذا أيضا موقفى من قصة ميثاق الشرف الإعلامى، فقبله هناك ضمير الإعلامى، وكل من يعمل فى مجال الإعلام يعرف جيدا ماهو مباح وماهو غير مباح، ويعرف جيدا أن الحفاظ على سمعة الغير أهم من السبق الصحفى، ويعرف كل إعلامى أن مصلحة الوطن والمصلحة العامة أهم وأبقى من المصلحة الخاصة، والأمر لايحتاج إلى كتاب ألف باء فى الضمير المهنى.. وأنتم وأنا ونحن جميعا نعلم أننا أحسن من نصيغ اللوائح والقواعد والقوانين (هناك أكثر من 12 ألف قانون فى مصر) ولكننا أحسن من يخترق اللوائح والقوانين التى نصيغها..

وهذا ضحك على الناس.. وضحك على النفس و.. هو ضحك يدعو للبكاء؟!!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.