4 ساعات فى جامعة الفيوم - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

4 ساعات فى جامعة الفيوم

نشر فى : الخميس 20 أبريل 2017 - 10:20 م | آخر تحديث : الخميس 20 أبريل 2017 - 10:20 م
صباح الثلاثاء الماضى ولمدة أربع ساعات زرت جامعة الفيوم بدعوة كريمة من الدكتور خالد حمزة، رئيس الجامعة للحديث إلى الطلاب، على هامش ندوة عن «المرأة المصرية نواة المجتمع»، برفقة اللواء سمير فرج محافظ الأقصر السابق والدكتورة عزة هيكل عميدة كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.

هذه هى المرة الأولى التى أزور فيها هذه الجامعة التى تقع على مساحة ٤٢ فدانا وتضم ٢٥ ألف طالب، وصارت جامعة مستقلة منذ عام ٢٠٠٥، بعد أن كانت فرعا لجامعة القاهرة منذ عام ١٩٧٥.
الملاحظة الأولى أن المدرج الرئيسى للجامعة امتلأ عن آخره، والملاحظة الثانية أن ٩٩٪ من الحضور كانوا طالبات. وعرفت من الدكتور خالد حمزة أن ٦٧٪ من طلاب الجامعة من الجنس اللطيف. وهناك ٥ عميدات تشرفت بمقابلتهن وهن عميدات كليات الصيدلة والزراعة والحاسبات والسياحة والفنادق والتربية.
كل الطالبات الحاضرات بلا استثناء كن محجبات، وعندما سألت أستاذا جامعيا عن تفسيره لهذه الظاهرة، قال لى إن الحجاب صار زيا اجتماعيا فى معظم الريف والصعيد، لكن فى الفيوم عليك أن تفتش عن نفوذ تيار الإسلام السياسى، الذى جند لمحمد مرسى أكثر من ٩٠٪ من أصوات الفيوم فى انتخابات الرئاسة عام ٢٠١٢.
سألته: هل نفوذ الإسلام السياسى، لايزال قويا؟ الإجابة أنه تراجع لكن لم ينته تماما. وحسب تفسيره، فإن القبضة الأمنية لعبت دورا مهما فى هذا الأمر، لكن النار لا تزال تحت الرماد. فى الفيوم النفوذ ليس فقط لبقايا الإخوان، لكن للتيار السلفى أيضا جذور كثيرة هناك، ولا ننسى جماعة الشوقيين التى دخلت فى صراعات مسلحة مع أجهزة الأمن فى قرية كحك أوائل التسعينيات.
تجولنا داخل الجامعة وشاهدنا مكتبات رقمية ممتازة، لكن عدد الطلاب الذى يطلب الكتب قليل. وفى جولة على المنشآت، شاهدنا مبنى تحت الإنشاء، يضم مجمعا للكليات الطبية خصوصا طب الأسنان والصيدلة والتمريض، ويفترض أن يتم افتتاحه فى العام المقبل.
رئيس الجامعة د. خالد حمزة ابن الإسكندرية هو أول رئيس لجامعة الفيوم من خريجيها، حيث حصل على بكالوريوس الهندسة عام ١٩٩٠، وحينما تولى رئاسة الكلية قبل ثلاث سنوات كان أصغر رئيس جامعة «سنه الآن ٤٨ عاما». الدكتور حمزة قال لى إنه يحتاج لاستثمارات كثيرة، ولديه ست كليات بلا مقر، ولم توافق الحكومة إلا على فتح الاعتماد لكلية واحدة هى التمريض، فقام بتحويل المبنى ليكون مقرا أيضا لطب الأسنان والصيدلة وبجانبه مقر كلية الطب والمستشفى الجامعى التخصصى، مشكلين معا المجمع الطبى العام.
هناك نحو ٢٧ مشروعا إنشائيا مختلفا فى الجامعة، وهو يراهن على مشروعات تدر دخلا ثابتا ودائما للجامعة.
لو كنت مكان الحكومة ــ على الرغم من أزماتها المتعددة ــ لأوليت اهتماما متزايدا بجامعة الفيوم، وأى جامعة تواجه نفس ظروفها. المحافظة صارت طاردة لسكانها سواء للعمل فى الخليج وإيطاليا، أو القاهرة الكبرى خصوصا أكتوبر وزايد. الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والسلفيون المتشددون، حولتها لحالة خاصة. مفجرالكنيسة البطرسية قبل أسابيع قليلة محمود شفيق كان أحد طلاب جامعة الفيوم، على الرغم من عدم انتظامه فى الدراسة. تحتاج الدولة وأجهزتها المختلفة والمجتمع المدنى لبذل جهود مكثفة لتساعد الجامعة على كيفية مواجهة التطرف المنتشر فى المحافظة بأكملها. ويمكن للجامعة أن تلعب دورا مهما عبر التواصل المستمر بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، لتكوين حائط صد أمام هجمات المتطرفين المتوالية لتجنيد الطلاب.
علاقة الدكتور خالد حمزة بالطلاب جيدة، بل وعلاقته مع العاملات البسيطات كانت لافتة، وكرم بعضهن فى احتفال يوم الثلاثاء الماضى. تحتاج الدولة بأكملها خصوصا الجامعات لبذل جهود مستمرة لتمنع سقوط الطلاب فى مصيدة داعش وأخواتها وسائر التنظيمات المتطرفة. ولا ننسى أن بعض أبناء الفيوم سقطوا بالفعل فى شباك التطرف. وتم تفكيك أكثر من خلية، ومنها خلايا إخوانية التى كانت تقيم فى مزارع منعزلة.
جيد أن تكون لدينا كليات وجامعات كثيرة وأجهزة وإنشاءات، لكن الرهان الحقيقى أن تقوم الجامعات بدورها التثقيفى والتنويرى والتعليمى بحيث لا نتفاجأ بأن الطلاب الذين تخرجوا من الجامعات، قرروا استكمال دراساتهم العليا فى جامعات داعش والقاعدة؟!.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي