تناولت فى هذا المكان قبل أكثر من أسبوعين مسألة سفر وفود من الجمعية التأسيسية لعواصم العالم لمناقشة مواد الدستور مع المصريين بالخارج، وتساءلت عن النفقات الباهظة لهذه السفريات، ومن يتحملها، ولماذا السفر أصلا إذا كان هناك من وسائل الاتصال الإلكترونية ما يؤدى الغرض.. ولم يكن ذلك بأى حال من الأحوال انتقاصا من أهمية المصريين بالخارج، بل كان تساؤلا مشروعا عن التمويل اللازم لهذه السفريات.
ويبدو أن هذه التساؤلات فهمت لدى بعض المغتربين على أنها تصب فى إطار تهميشهم وإبعادهم عن مناقشة دستور بلادهم، وفى هذا تلقيت رسالة من السيدة سوسن غريب التى تعيش فى الولايات المتحدة وواحدة من القائمين على أمر سفر أعضاء التأسيسية لمناقشة الدستور معهم أنشرها عملا بحق الرد وفيها «نحن مجموعة من النشطاء فى الجالية المصرية من عدة مدن. يهمنا أمر المصريين فى أمريكا، ويهمنا أمر دستور بلادنا وعايزين نشارك فى كتابة أول دستور لمصر بعد الثورة، وبعد الحرية وانجلاء حكم العسكر».
وتضيف «لما سمعنا عن وفد اللجنة التأسيسية للدستور الذى يفكر فى أن يسافر للمصريين بالخارج، كى يناقش معهم مسودة الدستور ويأخد رأيهم، كنا فى غاية الفرحة لأنه أخيرا حد هيعبرنا فى أمريكا ويأخد برأينا كمصريين فى الخارج. فبعثنا الدعوة للجنة على أن تزور أكبر عدد ممكن من الولايات هنا فى أمريكا. ولأنه لا يوجد تمويل من الدولة ولا من اللجنة التأسيسية نفسها، اتصلنا بالسفارة والقنصليات وطبعا ليس هناك ميزانية لمناقشة الدستور ولا أى تعاون فقط هناك ميزانية لاحتفالات الثورة ومن هنا اتفقنا على أن نتخطى الصعاب والعراقيل ونستضيف اللجنة على حساب المصريين فى أمريكا».
وتوضح أن الوفد كان مقررا له أن يأتى لمدة أسبوع فقط، ويزور 4 ولايات وعلى حد قولها «يعنى مفيش سياحة ولا حتى يوم راحة لأن أمريكا قارة والمسافات كبيرة».
وتشير إلى أن منظمات تابعة للمصريين بدأت فى جمع المبلغ اللازم من كل الأعضاء والمتبرعين لاستضافة الوفد، فى كل بلد «ونحن على استعداد نبعتلك أسماء المنظمات واتحادات الطلاب والمتبرعين وعلى فكرة المنظمات دى لم يكن فيها إخوان لأنه ببساطة مفيش جماعة الإخوان هنا ككيان شرعى وكل الجمعيات المشاركة مسجلة لدى الحكومة الأمريكية، كل فى ولايتها علما بأن التمويل الذى تحدثت عنه لم يكن يتعدى خمسين ألف دولار لكل ولاية».
وتنهى رسالتها بما يشبه الصدمة حين تقول «السفارة والقنصليات لم تتعاون، على العكس، أصدر قنصل نيويورك بيانا يحذر المصريين من التواصل مع لجنة الدستور، ووصفها بأنها غير رسمية.. وبدأ بعض الأشخاص فى إفساد المبادرة بالترويج لأن الممولين مشبوهون وإنهم اخوان، وانهم طرف تالت، و6 إبريل.. إلخ للتشويه».
انتهت الرسالة وبقى أن أشير إلى أنه لو صح أن الجمعية التأسيسية كانت قد تراجعت عن فكرة السفر ثم عادت وقررت أن يكون السفر للمصريين بالخارج على نفقة من يستطيع من أعضائها فقط، فهذا خبر إيجابى من جانب، لكنه لا يخلو من سلبيات.. وللحديث بقية.