الزمن العربى الجديد - محمود الوروارى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الزمن العربى الجديد

نشر فى : الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 9:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 9:20 ص

سيبقى يوم الثلاثاء الرابع عشر من ابريل 2015 تاريخا فارقا فى تاريخ العرب يؤسس لما يمكن ان نسميه الزمن العربى الجديد.

تاريخ يتشابه مع كثير من التواريخ التى شكلت بداية حقب تاريخية جديدة ولعلنا لا ننسى يناير عام 1991 حين اعلن بوش الأب من الكويت ميلاد النظام العالمى الجديد وبداية القطبية الواحدة الأمريكية التى اثبتت مجريات الزمن انها ما عادت قائمة على الأقل كما كانت بدايتها.

الزمن العربى الجديد بدأت ملامحه بصحوة مصر بشعبها اولا فى 30 يونيو ثم بانحياز السيسى إلى محيطه العربى ولعل جملة «مسافة السكة» التى رددها فى حملته الانتخابية كانت فارقة.

الملمح الثانى توافق العرب فى قمة شرم الشيخ على تشكيل قوة عربية مشتركة ثم الوصول إلى تكوين اول تحالف عسكرى عربى ناجح تمثل فى عاصفة الحزم التى تزامن انطلاق ضرباتها فى اول ايام القمة العربية وهو نفس اليوم الذى احتل فيه الحوثيون عدن بعد احتلالهم لصنعاء.

كثر المشككون فى جدوى وفائدة هذا التحالف وزادت التأويلات وقلنا وقتها ان اصعب واعقد انواع التحالفات هى التحالفات العسكرية، وان القادر على اتمام تحالف عسكرى هو قادر بالتبعية على اتمام تحالف سياسى.

وتوالت الضربات لمواقع الحوثيين فى اليمن وتوالت الضربات السياسية فى العالم اجمع وتفككت تحالفات قديمة واعيد ترتيبها من جديد.. اصبح اردوغان الخصم اللدود لسيسى فى تحالف واحد حتى لو كانت مشاركة تركية داعمة فقط، وابتعد اردوغان نفسه عن ايران حتى لو قام بزيارة أخيرا إلى طهران وصفت بزيارة مكايدة سياسية تجاه التحالف البرلمانى الإيرانى الذى طالب بعدم مجىء اردوغان، وظهرت اسلام آباد كقوة مساندة بتصريحات رئيس وزرائها التى وصلت حد تهديد ايران اذا اقتربت من الحدود السعودية، باكستان قوة داعمة حتى لو رفض برلمانها المشاركة فى عاصفة الحزم .

هذا التحرك الإقليمى العاصف توازى معه تحرك دولى آخر ظلت موسكو تشكل رأس الحربة المدافعة عن ايران وظهرت امريكا ومعها فرنسا والغرب يعلنون انحيازهم للتحالف العربى الجديد وبدأت ملامح القرار العربى الذى كان مشروعا مختلفا عليه حتى تحول فى 14 ابريل يوم ثلاثاء الحزم العربى إلى قرار شديد الأهمية.

وبغض النظر عن الأهمية الفارقة فى بنود القرار الا ان القرار فى حد ذاته يجب ان يقرأ من عدة محاور.

اولها ان هذا القرار يؤسس لموطئ قدم لمشروع عربى ظل غائبا طوال عقود طويله عن الإقليم وكنا نتحدث طوال الفترة الماضية عن ثلاثة مشاريع فى المنطقة الأول مشروع فارسى تقوده ايران والآخر عثمانى تقوده تركيا والثالث صهيونى تقوده إسرائيل ولم يكن للمشروع العربى أى وجود، لكن الآن هناك مشروع عربى متواجد وبقوة.

الشىء الثانى ان هناك بعض التفاصيل فى ظروف اقرار القرار العربى تجعلنا نقول وبقوة ان العالم رضخ معترفا بالوجود العربى كثقل فاعل فى مجريات الإقليم بل وفى العالم.

فلو اخذنا فى الاعتبار ان هذا المشروع كل الذين طرحوه من خارج مجلس الأمن فالخليجيون ومصر ليسوا اعضاء فى مجلس الأمن وانهم طرحوا المشروع من خلال الأردن التى لحسن الحظ تتولى الرئاسة الدورية للمجلس، وهذا يعنى ان يتم اقرار مشروع مقدم من دول ليست اعضاء ومن اول جلسة رغم انف دولة كبرى وهى روسيا التى لها حق الفيتو فهذا يعنى ان هذه الدول كشرت عن انيابها وبدأت تلعب بأوراق ضغطها وقوتها، وانها باتت تستخدم دبلوماسية المشرط، وحسبما نقل لى احد سفراء الدول العربية فى الأمم المتحدة ان العالم العربى اصبح يتحدث لغة واحدة يتحدث باسم واو الجماعة، يقولون نحن العرب، هنا يقدر الأوروبيون الذين اسسوا اتحادهم وعملتهم معنى التكتل ومعنى الشراكة وهكذا الأمريكيون يحتاجون حليفا قويا متماسكا، حتى روسيا التى امتنعت عن التصويت واعتبر هذا الامتناع موافقة فى حد ذاتها لأنها كان يمكن لها ان تستخدم الفيتو فتعطل المشروع برمته هى ايضا تبحث عن مصالحها وتعرف انها لو عطلته سيكون هناك موقف عربى موحد ضدها وضد مصالحها.

لغة العرب فى مجلس الأمن لم تختلف عن لغة العواصم العربية فور التصويت على القرار العربى. والواضح هنا ان هناك وعيا عربيا بدا فى الأفق، بدأ وتجلى عبر لغة العواصم، الكل يتحدث لغة واحدة ونبرة واحدة، ولعلنى هنا يجب ان اشير إلى كلمة نهاد المشنوق وزير الداخلية اللبنانى من قلب بيروت وهو يقول «عاصفة الحزم هى تحرير لكامل المستقبل العربى من براثن ايران وغيرها والبداية هى اليمن».

هكذا اعلنها لى صراحة احد شيوخ الأنبار اننا نستنجد بعمقنا العربى بعاصفة الحزم ان تخلصنا من ميليشيات الحشد الشعبى الذى يتغنى بموتنا كما خلصوا اليمن من ميليشيات الحوثيين لغة الاستنجاد العربى من اشقائنا فى الدم والمصير تتعالى من ليبيا وسوريا والعراق ولبنان .

ولعل ما قام به نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية فور التصويت على القرار بدعوة رؤساء اركان الجيوش العربية بالانعقاد فى 22 ابريل الحالى للبدء فى تأسيس القورة العربية العسكرية المشتركة دليل على ان قطار الزمن العربى الجديد انطلق ولن يستطيع احد ان يوقفه.

وهنا تعود بنا الذاكرة المليئة بالألم والجراح ماذا لو كانت هناك عاصفة عربية قبل احتلال العراق وسقوط بغداد أو حتى قبل ان يصبح العراق كله لقمة سائغة فى فم الإيرانيين. وماذا ؟؟؟ وماذا...؟؟؟.

الأسئلة الكثيرة لكن ان نستفيق متأخرين خير من الا نستفيق على الاطلاق.

التعليقات