ازدراء العقل - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 4:18 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

ازدراء العقل

نشر فى : الثلاثاء 22 يناير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 22 يناير 2013 - 8:00 ص

ما حدث فى جلسة مجلس الشورى مساء السبت الماضى، هو نموذج للاستهانة بالناس، ويكشف ما ينتظرهم من نتاج مثل هذه المجالس التشريعية، حتى لو كانت فى حالة افتراضية.. ففى الصباح وافقت الجلسة العامة على وضع المرشحات من النساء فى النصف الأول من القوائم، وطبعا، وبحكم التشكيل كانت غالبية الأصوات لأعضاء الحرية والعدالة والذين يلفون لفهم، وفى المساء رفضت الجلسة العامة وضع المرشحات من النساء فى النصف الأول من القوائم، بنفس أصوات الحرية والعدالة والذين يلفون لفهم، مضافا إليهم أصوات النور السلفى، وما حدث، بين الصباح والمساء، غالبا ما كان يحدث طوال العام الماضى، صفقات سرية خاصة بين القوتين السياسيتين المهيمنتين، دون الالتفات لمصالح الذين انتخبوهم، أو حتى احترام عقول الذين يتابعون مثل هذه النوعية من المناقشات والقرارات. (التصويت فى الإعادة تم ثلاث مرات بدعوى الخطأ فى العد حتى تم إقرار التعديل على التعديل).

 

المدهش، أن حزب النور قال إن كوتة المرأة أو الأقباط، هو أمر يخدم مصالح تيار بعينه فى الانتخابات، ثم يؤكد أن رفضه للكوتة، لأن فى ذلك تمييزا لم يقره الدستور، وهم طبعا الأحرص على احترام الدستور وسيادته، والأكثر دهشة أن حزب النور قال إن هذا القانون (قانون انتخابات مجلس الشعب) هو تعدٍّ على إرادة الشعب، وإن حزب الحرية والعدالة يحاول تمرير القانون من أجل الحصول على أكبر عدد من المقاعد فى انتخابات البرلمان، ثم أكدت قيادات الحزب أنها قوى المعارضة فى هذا المجلس.

 

فى المقابل، كان الاستهزاء بالعقول من الحرية والعدالة مستمرا، سواء التنكر للحوار الوطنى الذى دعا إليه رئيسهم محمد مرسى، أو سيف الوقت الذى فرضه الدستور عليهم من أجل سرعة إقرار القانون (تماما مثلما حدث فى ليلة الانتهاء من الدستور).. ثم وصلة معتبرة من ازدراء عقولنا، مثلما يقول أحد قيادات مكتب الإرشاد (محمود غزلان) إن أعضاء الحوار الوطنى غير منتخبين، وبالتالى الشورى المنتخب هو المعبر عن الشعب، وأعتقد أن مثل هذه النوعية من التصريحات، تكشف الفكرة العامة التى يحكم بها الإخوان، المرواغة ثم المرواغة ثم المرواغة، على اعتبار أن من يستقبل هذه التصريحات مجموعة من البلهاء.

 

أما ما يغيظ فعلا، ويدفعنا للشعور بازدراء عقولنا، هو الكثير من الكلام عن احترام الدستور والقانون، وكأن الذين أهانوا هيئة المحكمة الدستورية، ثم التكتم على محاكمتهم، والذين حاصروا مبنى المحكمة ومنعوها من أداء مهمتها فى الفصل فى شرعية المجلس الذى يعد القوانين الآن... الذين هللوا لإعلان دستورى معيب غير شرعى وغير دستورى، والذين داسوا على كل ما هو قانونى والذين فعلوا وفعلوا وفعلوا.. غير الذين يرتعدون الآن خوفا ورعبا وفزعا الآن من مخالفة الدستور وعدم احترامه.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات