من قال إن الإرهاب يحقق الأهداف؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 11 أغسطس 2025 4:28 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

من قال إن الإرهاب يحقق الأهداف؟

نشر فى : الأربعاء 22 يوليه 2015 - 6:45 ص | آخر تحديث : الأربعاء 22 يوليه 2015 - 6:45 ص

قبل المحاولة الفاشلة الاخيرة لتفجير معبد الكرنك بالاقصر فى الشهر الماضى، وبالتحديد فى ١٧ نوفمبر ١٩٩٧ ارتكبت «الجماعة الإسلامية» هجومها الإرهابى الأكثر خسة حينما هاجمت سائحين أبرياء عزل، كانوا يزورون معبد حتشبسوت بالدير البحرى بالمدينة، وقتلت ٥٧ وأصابت ٢٦ معظمهم من سويسرا واليابان .

قبل هذا الحادث وطول سبع سنوات تقريبا نفذت هذه الجماعة مئات العمليات الإرهابية الصغيرة والكبيرة.

هاجمت محلات الفيديو وحرقتها، استحلت أموال محلات الذهب، وهاجمت الكنائس وقتلت حراسها، وهاجمت سائحين فى مرات كثيرة، بل انها كانت تضرب النار بصورة عشوائية على قطارات القاهرة ــ أسوان ليس فقط لتضرب السياحة، ولكن لتصيب كل المواطنين بالرعب.

وكانت قمة توحشهم قتل الطفلة شيماء أمام مدرسة المقريزى وتفجير قنبلة فى مقهى وادى النيل بالتحرير.

وقبل ذلك وبعده كانت هذه الجماعة وأنصارها تستهدف بالأساس رجال الشرطة، وفى القلب منهم ضباط أمن الدولة، ناهيك عن اغتيال بعض السياسيين والشخصيات العامة كما حدث مع د. رفعت المحجوب وفرج فودة، وفشل محاولات أخرى مع صفوت الشريف والنبوى إسماعيل وعاطف صدقى ومكرم محمد أحمد.

ثمانى سنوات من العنف والإرهاب المتواصل فماذا كانت النتيجة؟!.

قبل هذه العمليات كان مواطنون كثيرون غاضبون من سياسات نظام حسنى مبارك الاستبدادية والمنحازة لقلة من رجال الأعمال والغارقة لأذنيها فى التبعية للولايات المتحدة، ورغم ذلك، وقف غالبية المواطنين ضد الإرهاب والإرهابيين.

لماذا كل هذه المقدمة التاريخية الطويلة المعروفة لكثيرين؟!.

لسبب بسيط وهو: ما الذى سيجعل المصريين يتعاطفون مع هذا الإرهاب الجديد رغم ان إرهاب التسعينيات كان أقل وحشية فى حين كان نظام مبارك الأكثر جمودا واستبدادا وتبعية؟!.

ما لم تحدث معجزة أو تطورات دراماتيكية فان نهاية هذا الإرهاب الحالى ستكون بمثل نهاية الإرهاب السابق وربما اسوأ.

المصريون تقبلوا متطرفى التسعينيات بعد ان تابوا وراجعوا أنفسهم حتى لو كانت توبة بعضهم «مضروبة»، مقابل ان توبة الآخرين كانت صادقة جدا، بل ان بعضهم صار داعية إسلامية كما ينبغى للداعية أن يكون، ونموذج ذلك الدكتور ناجح إبراهيم.

ما الذى يجعل إرهابيى سيناء يعتقدون انهم سينجحون فيما فشل فيه إرهابيو أسيوط والمنيا وبقية انحاء الجمهورية، ما هى الأوهام التى تعشعش فى عقول البعض لتجعله يتوهم ان قطع الرءوس سيجعل المصريين يؤمنون بأفكار داعش أو «انصار بيت المقدس»؟.

ما الذى يجعل جماعة الإخوان تتخيل ان «بيانات ونداءات الكنانة» والقنابل والعبوات الناسفة التى صارت جزءا روتينيا من حياة المصريين الآن ستجعلهم يحبون الجماعة؟!.

جزء من المصريين تعاطف مع الإخوان زمن مبارك، وجزء أكبر لم يكن عضوا فى الجماعة أو حتى متعاطفا معها ــ صوت لها فى انتخابات ٢٠١١ البرلمانية، ثم لمرشحها للرئاسة محمد مرسى عام ٢٠١٢، ظنا أنها «بتاعة ربنا»، وسوف تعدل الحال المايل. لكن هذا الشعب هو الذى انقلب عليها وأخرجها من السلطة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

لا يوجد شعب يمكن اخضاعه بالقنابل والمتفجرات والآر بى جى وقتل جنوده غيلة وغدرا، وتفخيخ مواصلاته وتعطيل اقتصاده وخطف وذبح مهاجريه أو مواطنيه فى الخارج.

والمصريون ليسوا استثناء من شعوب العالم، بل ربما هم يتعاطفون مع المظلوم والمسكين والضعيف، وبالتالى فأغلب الظن أن جماعة الإخوان ومعها كل الإرهابيين ارتكبت أخطر أخطائها حينما قررت اللجوء إلى استراتيجية العنف والإرهاب، لأنها فى واقع الأمر دخلت مصيدة لن تخرج منها بسهولة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي