كل بئر ينضح بما فيه يا سبكي - أحمد فاروق - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كل بئر ينضح بما فيه يا سبكي

نشر فى : الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 2:10 م | آخر تحديث : الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 2:10 م

تابعت بمنتهى الحزن المواجهة التي أجراها الإعلامي تامر أمين في برنامجه "من الآخر" بين المنتج محمد السبكي والموزع والمنتج محمد حسن رمزي، رئيس غرفة صناعة السينما، حول أزمات واجهت الموسم السينمائي الحالي –عيد الأضحي.

من تابع اللقاء للوهله الأولى سيتوقف عند الألفاظ البذيئة التي تضمنتها وصلة ردح السبكي باتجاه رمزي، وهو ما دفع الأخير لتحريك دعوتين قضائيتين ضد الأول، يتهمه فيهما بالتجاوز في حقه وأعضاء غرفة صناعة السينما، تبع ذلك اعتذاران لم يغيرا من الأمر شيئًا في اليوم التالي للحلقة المشؤومه، الأول من مقدم البرنامج لمشاهديه عن تمرير ألفاظ بذيئة دون اتخاذ موقف، والثاني من المنتج أحمد السبكي في نفس البرنامج يعتذر فيه علي الهواء لرمزي وكل منتجي السينما، ومعترفًا على الملأ بتجاوزات أخيه.

في رأيي هذه ليست القضية التي يجب أن نتوقف عندها، فالأمر المخيف أن هذا الرجل بهذه التركيبة يملك كامل الصلاحيات في صناعة أفلام تطرح للجمهور، تحمل نفس أفكاره وطريقته وأسلوبه. أفلام تخاطب الغرائز وليس الروح أو العقل، يتبني شعارًا مسفًا هو "الجمهور عايز ينبسط"، وللأسف نجح مؤخرًا في ترسيخ أسلوب جديد في الإنتاج يتوهم البعض أنه يضمن تحقيق الإيرادات المرتفعة – خلطة السبكي، يعتمد في الأساس على "أغنية ورقصة وإفيه جنسي".

الأخطر من ذلك، أن هذا المنتج أصبح نموذجًا يتم الاحتفاء به في الوسط السينمائي لمجرد عدم توقفه عن الإنتاج في الثلاث سنوات العجاف الأخيرة، وللأسف تسبب قرار مجلس الوزراء بمصادرة فيلمه "حلاوة روح" في جر كثير من الفنانين والنقاد الذين يثق بهم الجمهور للدفاع عن الفن الذي يقدمه، معلنين رفضهم لوصاية الدولة على ما تأتي به السينما من أفكار. لكن في هذه اللحظة وبعد هذه الحلقة التليفزيونية الكاشفة لطبيعة القائمين على صناعة السينما، مضطر للمطالبة بوصاية من الدولة ليس على الشريط السينمائي وإنما على صناع الأفلام أنفسهم، فليس من الطبيعي أبدًا السماح لكل من يملك المال أن يحصل على رخصة "منتج سينمائي"، ويكون لديه كامل الصلاحية في مخاطبة الجمهور بما يشاء.

نتباكي كثيرًا على الزمن الجميل وأفلامه التي كانت قوة ناعمة لمصر، لكن لم نتوقف ونسأل أنفسنا "كيف تتحقق هذه القوة ومن يصنع السينما منتجون بهذه المواصفات؟!" حتي تنتبه الدولة، وينتج للسينما من هو أهل لذلك، أطالب الجمهور عدم الاستسلام لما يقدم له من وجبات سينمائية فاسدة، وأن يدعم فقط السينما النظيفة التي تحترم عقله.

وقبل أن تعلن عن حيرتك في كيفية اختيار الفيلم الجيد، اجهد نفسك في البحث عن أفكار صانع هذا العمل والقضايا التي يتبناها، فالطبيعي أن المادة التي ستشاهدها تمثل هذا الشخص، والمثل الشائع يقول "كل بئر ينضح بما فيه".

التعليقات