في ما جرى في باريس (٣) ... ما بعد الصدمة - أيمن الصياد - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ما جرى في باريس (٣) ... ما بعد الصدمة

نشر فى : الأحد 22 نوفمبر 2015 - 8:55 ص | آخر تحديث : الأحد 22 نوفمبر 2015 - 2:22 م

عندما يرتدي سبعة «شباب صغار» أحزمة ناسفة، ليفجروا أنفسهم «انتحارا» في وقت متزامن في أماكن مختلفة في عاصمة الحرية باريس، يصبح من المنطق أن تسأل لماذا "ينتحر" هؤلاء، قبل أن تتنادى إلى حرب جديدة «على الإرهاب»، أخشى ألا تكون نتيجتها إلا مشابهة لتلك المثيلة التي أعلنها جورج دبليو بوش في سبتمبر ٢٠٠١ «حربا على الإرهاب» لم يكن نتيجتها إلا مزيدا من الإرهاب.


باريس .. بعد ما جرى (عمرو نبيل ـ AP)

قبل أن نتنادى «للحرب على الإرهاب»، أليس من المنطق أن نسأل لماذا «ينتحر» هؤلاء؟

ربما لا يمكن أن نعرف الأسباب التي دفعت تنظيم الدولة إلى «التدويل» المفاجئ لعملياته بهذا الشكل. سواء كانت رد فعل على خسارته على الأرض كما جرى في «سنجار» أو كردة عصبية لما بدا تنازلا غربيا أمام محاولات الروس إعادة الأسد إلى المعادلة. لن نعرف على وجه الدقة ما كان يدور في رؤوس مخططي الكواليس، كما لن نعرف على وجه اليقين ماذا كان في رؤوس انفجرت للقائمين بالهجمات. ولكننا سمعنا على الأقل روايات قالت بأن من مهاجمي المسرح الباريسي من صرخ بعبارات «دينية» وبأخرى تشير إلى معاقبة الفرنسيين على تدخلهم الأخير في سوريا.
لا يلجأ الأطباء للتعامل مع الورم السرطاني «جراحيا»، إلا إن كان بوسع الجراحة أن تستأصل كامل الورم، وإلا فإن النتيجة المحتومة لضربة المشرط غير المكتملة هي انتشار الخلايا السرطانية في الجسد كله. شيء من ذلك يشبه ما نراه اليوم نتيجة لما يتوهمه البعض من أن قذائف الطائرات تقصف هذه المنطقة أو تلك في سوريا أو البصرة أو اليمن أو سيناء يمكن لها أن تقضي على فكر يعشش في رؤوس لا مانع لديها من الموت انتحارا في ملعب للكرة أو قاعة مسرح أو حسينية شيعية، أو ميدان في أنقرة.

•••

أرجوكم تذكروا أن بن لادن الذي طاردته «حرب بوش» لسنوات مات.. ولكن «الإرهاب» لم يمت.

أن ندين الإرهاب (بكل أشكاله)، فهذا من نافلة القول، ومما لا يحتاج إلى تأكيد أو تكرار. ولكن لنتفق بداية على أن أسلحة العالم كله مهما بلغت ضراوتها؛ صواريخ باليستية أو طائرات بدون طيار لن تنجح في مواجهة مراهق يرتدي حزاما مفخخا في مطعم باريسي أو ساحة تركية. إذ أن في مثل تلك مواجهة مع من اختار «الانتحار» أسلوبًا للحرب، تسقط تلقائيا فكرة «الردع» الكامنة في صور العروض العسكرية أو قوة السلاح. كما تسقط بداهة كل التكتيكات العسكرية التقليدية القائمة على قصف «أراضي» العدو، الذي باتت أراضيه واقعيا هي المسارح والمطاعم ومحطات المترو وساحات كرة القدم الواقعة «إحداثياتها» جغرافيا في شوارعك وعواصمك، وإنسانيا في تفاصيل حياتك اليومية.
ثم لنتفق ثانية على أنه بعد اثني عشر عاما على وقفة جورج دبليو بوش الطاووسية على حاملة الطائرات Abraham Lincoln  (مايو ٢٠٠٣) ليعلن ما تصوره نجاحا لحربه على الإرهاب Mission Accomplished، كان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد نجح واقعيًّا في أن يسيطر على مساحات شاسعة من أراضي "دولتي" سوريا والعراق (!)
هل نجح بوش في «حربه على الإرهاب»، سواء بطائراته أو صواريخه الموجهة أو بإرسال المشتبه بهم إلى مراكز الاستجواب «والتعذيب» في العواصم العربية؟ من لم يقرأ الإجابة في التقرير المهم للكونجرس الأمريكي أواخر العام الماضي (٦٧٠٠ صفحة) فربما يكفيه أن ينظر إلى أخبار الشرق الأوسط وأفريقيا الدموية / اليومية من أفغانستان وباكستان شرقا إلى مالي ونيجيريا غربًا.
أرجوكم تذكروا أن بن لادن الذي طاردته «حرب بوش» لسنوات في كهوف «تورا بورا»، مات .. ولكن «الإرهاب» لم يمت. لماذا؟ لأن بيئته «الشرق أوسطية» الحاضنة ظلت هناك؛ أنظمة لم تعدل يوما بين مواطنيها. وأخرى لم تدرك أبدًا خطر اللعب بنار الطائفية حتى أمسكت في أطراف ثيابها في نهاية المطاف.
أرجوكم تذكروا أن إضعاف «القاعدة»، أو حتى المقتل «الهوليودي» لبن لادن، لم يمنع ظهور داعش الأكثر قوة وانتشارا ودموية. أكرر : إذا بقيت الأسباب ستبقى النتائج. وإن لم نجب عن السؤال الرئيس: من أين يأتي التطرف وأين تجد يذوره تربتها الملائمة، لن نجني غير مزيد من الطائرات تذهب محملة بالقذائف إلى الشرق الأوسط، ومزيد من الأحزمة الناسفة يتأزر بها في الساحات الأوربية أولئك الباحثون عن حظهم في السماء.


حياة بومدين (Reuters)

إذا بقيت الأسباب ستبقى النتائج. وإن لم نعرف: من أين يأتي التطرف وأين يجد تربته الملائمة، لن نجني غير مزيد من الدماء

لا يحتاج الأمر إلى أكثر من النظر إلى الخريطة لندرك أن الاستبداد والتمييز والقمع وهيمنة ثقافات التلقين والاتباع والمجتمع الأبوي الذكورية، فضلا عن الإحساس بغياب العدل وعدم المساواة هى العوامل الرئيسة التى توفر البيئة المناسبة لأفكار متطرفة تبحث عن العدل في السماء حين يعز عليها أن تجده على الأرض.
سيجادل البعض. عن حق أو عن غفلة فيذكرنا بأن قتلة المسرح الباريسي، مثلهم مثلما كان قتلة  «شارلي إبدو» فرنسيين أو حتى باريسيين، ناسيا قضايا الاندماج والهوية ومسألة «الضواحي» والتي لم يتردد رئيس الوزراء الفرنسي نفسه بشجاعة ضرورية أن يصف بعضًا مما فيها بأبارتهايد اجتماعي. un apartheid territorial, social, ethnique   كما ينسى هؤلاء أهمية الإنصات إلى صرخات المهاجمين «التلقائية»، أو على الأقل «لسان حالهم». الأخير قال أنهم يردون على الهجمات الفرنسية على سوريا. وقبل أشهر قرأنا على صفحة حياة بومدين زوجة محتجزي المطعم اليهودي وصديق جناة شارلي إبدو في يناير الماضي إشارتها إلى « مذابح الأبرياء فى فلسطين، والعراق، وأفغانستان،
ألا يذكركم ذلك كله بعبارة بن لادن الشهيرة فى ٢٠٠٢: «كما تَقتلون ستُقتَلون.. وكما تَقصِفون ستُقصَفون…»؟
لا عاقل بالتأكيد بوسعه أن يبرر جرائم هذا أو ذاك، ولكن لا عاقل أيضًا بوسعه أن ينكر إن أردنا «فهما يتجاوز الإدانة، وصيحات الحرب» أن الفكرة قائمة فى كثير من الأذهان؛ هنا وهناك. وأن كثيرا من السياسات تستدعيها وتضع تحت مقولة بن لادن مائة خط. وعودوا من فضلكم إلى التصريحات الأخيرة «الجريئة» لوزيرة الخارجية السويدية Margot Wallström
هو الإحساس إذن بالظلم والتمييز والعنصرية، أيا كان نطاقه الجغرافي؛ محليا أو عالميا، وأيا كان مصدره؛ حاكما محليا مستبدا، أو نظاما عالميا يفتقد العدل والمساواة.


•••

 الخوف كل الخوف، أن تحت لافتة «الحرب على الإرهاب»، يغض العالم الحر الطرف عن القمع الذى هو فى الواقع «المفرخة» الحقيقية للإرهاب

أخشى أن «صدمة الدماء الفرنسية» المروعة، قد تستدرج البعض إلى تكرار «حرفي» لتجربة بوش العقيمة تحت اللافتة الجذابة البراقة: «الحرب على الإرهاب» دون أن يتوقف عند نتائجها المروعة أيضا والتي لم تخرج عن كونها قد أتت بمزيد من الإرهاب بعد أن تجاهلت الأسباب الحقيقية للتطرف في منطقتنا الشرق أوسطية المنكوبة باستبداد أنظمتها الحاكمة من ناحية، وبالتمييز «واللا عدالة» في السياسات الدولية من ناحية أخرى.
كما أخشى أن نجد لدينا من يستثمر ما جرى لحسابات داخلية، فينفخ في النار محاولا استدراج الغرب «المصدوم» إلى الاصطفاف تحت اللافتة ذاتها، غاضًا الطرف عن ممارسات قمعية وتمييزية هي في حقيقة الأمر التي هيأت التربة لنمو أفكار متطرفة تتغذى على ثقافة منغلقة يسهل ترويجها يبن المحبطين الذين يئسوا من أن يجدوا طريقا إلى العدل والمساواة. إذ يبقى مثيرا أن الذين هيأوا التربة خصبة لبذور الإحباط فالتطرف ومن ثم «الإرهاب» هم الأكثر سعادة اليوم بارتفاع رايات الحرب على الإرهاب في عواصم النور والحرية وثراء التنوع الثقافي.
للمرة الألف، كلنا نريد نجاحا للحرب على الإرهاب. علينا فقط أن نعرف أن لنجاح مثل تلك الحرب شروطا، إن لم يسلم بها ذوي العلاقة من حكومات وأنظمة، فنحن نحرث في البحر، أو على أفضل تقدير نكرر تجربة بوش الفاشلة:
١ ـ مجتمعات وأنظمة تعرف قيمة الحرية والديموقراطية والمواطنة الحقيقية واحترام حقوق الإنسان.
٢ ـ نظامٌ حاكم يدرك أن التمييز؛ سياسيا، أو طائفيا، أو قبليا، أو طبقيا يؤدي بالضرورة إلى غياب الإحساس لدى الناس بالمساواة فضلا عن المواطنة الكاملة، فتحل الانتماءات الأدنى (للجماعة أو الطائفة أو القبيلة) محل الانتماء للدولة أو للقيم الانسانية المشتركة. ومع الإحساس بفقدان الأمل في العدل يبحث عنه الناس (وخاصة الشباب) في «الحياة الآخرة» حيث الجنة ملاذا موعودا ومضمونا.
٣ ـ تعليمٌ معاصر لا يقوم على الحفظ والتلقين (والإجابات النموذجية) بل يحترم قيمة العقل ويعرف التفكير النقدي Critical Thinking. فالذي لم يتعلم أن يفكر وأن يقول «لا» لأبيه أو لمعلمه أو لمديره أو لرئيسه، لن يسمح عقله بأن يقول «لا» لأمير هذه الجماعة أو تلك حتى لو طلب منه ارتداء حزام ناسف. باختصار: «التفكير النقدي» الذي نفتقده في تربيتنا وتعليمنا، وقبل ذلك في «نظامنا السياسي» هو الحصانة الوحيدة.
٤ ـ احترامُ الآخر، وحقَه في أن يكون «آخر» بمعنى أن يكون «مختلفًا». علما بأن لا حدود لهذا الاختلاف.
٥ ـ التخلص من تلك الثقافة المركزية القائمة على «الفرد»، أيا ما كانت صفة هذا الفرد أو مكانته؛ خليفة، أو أميرا، أو مرشدا، أو رئيسا، أو زعيما، أو مديرا للعمل، أو رب أسرة.
٦ ـ العدل .. ثم العدل .. ثم العدل؛ الذي يعرف أن «العدالة إحساس» يتجاوز ما في القوانين من نصوص، والذي يدرك أن ليس «لفاطمة» ما ليس لغيرها.

•••

هذا زمن جديد، لا يحتاج إلي السلاح بقدر ما يحتاج إلى جهد «فكري» يبحث عن «ثقافة عولمية جديدة»

أتابع قلقًا «المسكوت عنه» مما يتواتر هنا وهناك خاصة بين العامة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وأخشى وسط هيستريا العنف والكراهية، أن بَعضنَا؛ هنا وهناك يحتاج أن يتريث قليلا، ويعيد قراءة التاريخ.
لأجل عالم أكثر تسامحا وفهما، وفي مواجهة طوفان الصور المرعبة، يحتاجُ بعضُ الأوربيين اليمينيين (كما يحتاج بعضُنا بالمناسبة)، أن يعرفوا أن العنفَ والدماء والوحشية ليسوا صناعة إسلامية، فتاريخهم فيه من الدماء والحروب الأهلية «والعالمية» ما هو أكثر (عدد ضحايا الحرب الأهلية في أسبانيا ١٩٣٦- ١٩٣٩ يصل إلى خمسمائة ألف. وعدد ضحايا الحربين العالميتين يتجاوز الستين مليونا)
لأجل عالم أكثر أمنا، يحتاج المسلمون أن يتعلموا أن الديموقراطية التي يسمحون لمستبديهم بانتهاكها أو تزييفها، وأن حرية التعبير التي يتحسسون منها بدعوى (المقدس / الخصوصية الثقافية) هي التي قضت على العنصرية والعبودية في أمريكا وهي انتقلت بأوروبا من ظلام العصور الوسطى واستعلاء المستعمرين إلى ثقافة أكثر إنسانية وحضارة، وأكثر احتراما للآخر، وأكثر استعدادا للدفاع عن الحق والعدل.
يحتاج الأوربيون أن يتذكروا، والمسلمون أن يتعلموا أن ثقافة الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان هي التي انتقلت بهؤلاء المستعمرين القدامى من همجيين يأتون بالسكان الأصليين ليتسروا بمشاهدتهم في أقفاص «حدائق الحيوان»، إلى مدافعين عن البيئة «وحقوق الحيوان»، وإلى منقذين يوميين لأولئك المهاجرين «غير الشرعيين» إلى سواحلهم المتوسطية.
كما يحتاج المسلمون قبل ذلك كله أن يتذكروا أن هذه «الثقافة الراقية» هي في الأصل بضاعتهم، وأن بعضا مما أسهموا به؛ فلسفة وثقافة وفكرا حرا كان رافدا مهما لنهر حضارة تنير العالم اليوم. (ابن خلدون وابن رشد مثالا). ولكن عليهم أن يتذكروا أيضًا أن ذلك كله كان قبل أن يأخذهم المستبدون «وفقهاؤهم» عبر تاريخهم الطويل إلى ما صرنا إليه من تخلف وفاشية. لا يختلفُ الحجاجُ بن يوسف الثقفي عن صدام حسين، كما لا يختلف فساد دولة أضاعت ما كان من مجد و حضارة «إنسانية» في الأندلس عن فساد هذا النظام أو ذاك في الدولة العربية الحديثة.
يحتاج المسلمون الذين تَعيَّش مستبدوهم على ثقافة إنكار الآخر أن يُعيدوا قراءة الآية «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ». كما يحتاجون أن يُذَكِّروا مستبديهم الذين يريدونهم «تابعين خاضعين» بإدانة كل حوار ونقاش وسؤال، أن إبراهيم عليه السلام لم يتردد أن يسأل ربه «كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي»
كما يحتاج أولئك الذين يهربون من خواء الحاضر إلى استحضار شعارات ماض لم تعد صالحة لعصر نعيشه؛ «خلافة أو إمارة» أن يدركوا لغة العصر و حقائقه.
وقبل كل ذلك يحتاج هؤلاء وأولئك على جانبي المتوسط أن يدركوا أن هذا عصر جديد لم تعد فيه حدود على الأرض، ولا في السماوات المفتوحة لتدفق المعلومات والأفكار والثقافات، وأن الصور تقول أن عدد «المحجبات» في شوارع أوروبا قد لا يقل (أحيانا) عن عددهن في هذه العاصمة العربية أو تلك، وأن الجيل الثالث من المهاجرين «كاملي المواطنة» قد باتوا جزءا من نسيج المجتمع. وأن الحاجة باتت ماسة وملحة لجهد فكري (لا عسكري) يعكف عليه مثقفون من الجانبين في جلسات عصف ذهني تبحث عن أول الطريق لثقافة «عولمية» جديدة.

•••

وبعد..
فهذه هي المرة الثالثة هذا العام الذي أكتب فيها عن ما جرى في باريس. وكنت قد كتبت عشية جريمة «شارلي إبدو» أن الخوف كل الخوف، أن تحت لافتة «الحرب على الإرهاب» تصطف نظمٌ غربيةٌ ديمقراطيةٌ إلى جانب نظمٍ عربيةٍ استبدادية، وتحت اللافتة وتلويحا بفزاعتها، يغض العالم الحر الطرف عن القمع الذى هو فى الواقع «المفرخة» الحقيقية للإرهاب. وأن الخوف كل الخوف أن يكون هناك من نسى كيف ساند الغرب لعقود أنظمة الشرق الأوسط الاستبدادية «طمعا في النفط والاستقرار». فكان ما كان.
هل هناك معنى لأن أكرر ما كتبت. أم أن السيف قد سبق العزل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة الكاتب:
twitter: @a_sayyad
Facebook: AymanAlSayyad.Page
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة:
ـ  الدانمارك (٢٠٠٥) - باريس (٢٠١٥) هل هناك ما تغير
ـ في ما جرى في باريس (٢)
ـ  من أين جاءت داعش؟
ـ الإرهاب هو الحل

أيمن الصياد  كاتب صحفى
التعليقات