الأخبار الزائفة بين الصحافة والدعاية السياسية - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأخبار الزائفة بين الصحافة والدعاية السياسية

نشر فى : الأربعاء 22 نوفمبر 2017 - 10:15 م | آخر تحديث : الأربعاء 22 نوفمبر 2017 - 10:15 م
نشرت المجلة الأمريكية Columbia Journalism Review مقالا للكاتبان «راسموس كليس بيلسن» ــ مدير البحوث فى معهد رويترز لدراسة الصحافة ــ و«لوكاس غرافز» ــ زميل أبحاث فى معهد رويترزــ والذى يتناول سلسلة من المناقشات التى تدار داخل مجموعة بؤرية (Focus group) ، والتى تضم عددا من متابعى الأخبار من أربع دول (الولايات المتحدة وبريطانيا وفنلندا وإسبانيا) ، والتى قام بتنظيمها معهد رويترز لدراسة الصحافة فى جامعة أكسفورد لمناقشة كيف يفكر المواطنون العاديون فى الأخبار الزائفة؟ 

تضيف تلك المناقشات منظورا قيما للنقاش العام حول الأخبار الزائفة والتى روج لها من قبل مجموعة من الصحفيين والنقاد ووسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا وصناع السياسات وبعض الأكاديميين. 

وتوصل ذلك النقاش إلى أن المواطنين العاديين يواجهون صعوبة التمييز بين الأخبار الحقيقية والأخبار الزائفة المرتبطة بشكل أكبر بالأخبار المنشورة على الانترنت وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، ونظرا لارتباطها بشكل كبير بالصحفيين والسياسيين؛ يطلقون عليهما «مقدمى الأخبار الزائفة».

ذكر أحد المشاركين فى المجموعة البؤرية أمثلة على مقدمى الأخبار الزائفة ومنها الصحف رديئة المستوى وأشكال مختلفة من الدعاية السياسية بما فى ذلك السياسيون حيث يميلون إلى الكذب والمبالغة، فضلا عن الأخبار والتعليقات الحزبية وبعض أنواع الإعلانات. 

***

وجه الكاتبان سؤالا حول ما هى أنواع الصحافة التى يعتقد المواطنون العاديون بأنها تقدم أخبارا زائفة ومضللة؟، ربط المواطن العادى هذا المصطلح بالتقارير السطحية، وغير الدقيقة والإثارة وخاصة المجالات المرتبطة بمشاهير الفن والرياضة وكذلك أخبار كاذبة فى مجال الصحة، من الجدير بالذكر أن ذلك النوع من الأخبار يكون أكثر انتشارا وتتناقله العديد من المواقع مثل زواج فنانة ما أو طلاق فنانة أخرى.. إلخ. إلا أن أحد المشاركين فى المجموعة البؤرية الأمريكية علق بأن الصحفيين المهنيين يرفضون هذا التعريف للأخبار الزائفة، مع الاعتراف بوجود تلك الظاهرة.

بعض الأفراد يربطون الأخبار الزائفة بالسياسيين ويعطون مثالا أكثر وضوحا والذى يتمثل فى تصريحات الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» مثل تصريحه بأنه أثناء حملة تنصيبه سيخرج الآلاف من المواطنين الأمريكيين تأييدا له. بالإضافة إلى تصريحه بخصوص عدد الأصوات التى حصل عليها فى الانتخابات حيث قال إنه الرئيس الحائز على أكبر عدد أصوات ولكن هذا ليس صحيحا حيث وفقا للمراسلين الصحفيين أنه حصل على نحو 304 أصوات فى حين أن «باراك أوباما» حصل على 365 صوتا. هناك عدم توافق فى الآراء بين الأفراد حول هذا النوع من الأخبار الزائفة حيث ينتقد الكثير من المشاركين فى المجموعة البؤرية الرئيس ترامب والتغطية الإخبارية التى رأوا أنها متواطئة معه، إلا أنه وفقا لاستطلاعات الرأى هناك نحو 46% من الأمريكيين يعتقدون أن وسائل الإعلام هى التى تصنع الأخبار حوله، ويرى آخرون أن مصطلح «الأخبار الزائفة» تم اختراعه لمهاجمة الصحافة إلا أن هذا لا يعنى إنكار أن الإعلام جزء من المشكلة. 

***

ختاما، بعض الأفراد يعتبرون الإعلانات المضللة نوعا من الأخبار الزائفة، والتى من الممكن أن تشمل الإعلانات التى تظهر فجأة عند التصفح على العديد من المواقع الالكترونية والتى غالبا ما تكون أخبار إعلانية مجانية تعتمد على المبيعات. 

المجموعة البؤرية الأمريكية ترى أن الأفراد العاديين ــ غالبا ــ لا يمكنهم التمييز بين التقارير الإخبارية والإعلانات على المواقع الاخبارية. كما أن التفاوت بين التقارير الإخبارية المهنية والتوصيات حول الموقع يجعل الأفراد يتنافرون. إلا أن الصحفيين يستطيعون أن يروا الأخبار والإعلانات كأنواع من المعلومات المنفصلة تماما. بعبارة أخرى، إن المستخدمين العاديين عندما يرون نفس المحتوى الذى يراه الصحفيون تكون تصوراتهم مختلفة تماما عن تصورات الصحفيين. كما يتضح من المناقشات من قبل المجموعات البؤرية المدعومة بأدلة قوية من دراسات استقصائية، أن خلفية تصور الأفراد للأخبار المزيفة هى الثقة المنخفضة فى أشكال الصحافة التقليدية. 

يوضح الكاتبان نتائج تلك المناقشات حيث إن هناك اختلافات حول مناقشة الأخبار الزائفة فى الولايات المتحدة وإنجلترا، كان هناك تركيز أكثر وضوحا على المشاركة الأجنبية فى فنلندا ومناقشة حية للصحافة التكنولوجية فى المجموعة البؤرية الإسبانية. كما أن السياق مختلف حيث إن الثقة فى الإعلام كانت أعلى فى إسبانيا وخاصة فنلندا عن الولايات المتحدة وبريطانيا. وبالنسبة إلى القواسم المشتركة فهى واضحة حيث ينظر إلى بعض أشكال الصحافة وأجزاء من محتوى الأخبار المنشورة فى وسائل الإعلام المختلفة على أنها أخبار زائفة ومفبركة. غير أن هذا المصطلح يستخدم استراتيجيا من قبل النخب المهتمة، وتضخيم وسائل الإعلام الإخبارية، وأصبح مصطلحا عاميا حيث يتم تداوله بين المواطنين العاديين، فضلا عن أنهم يرددون بشكل مستمر عدم ثقتهم فى الصحفيين والسياسيين. 

إعداد: زينب حسنى عزالدين. 
النص الأصلى

 

التعليقات