مواجهة التربص الخارجى لا يتم بهؤلاء الخبراء! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 1:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مواجهة التربص الخارجى لا يتم بهؤلاء الخبراء!

نشر فى : الإثنين 23 مايو 2016 - 9:45 م | آخر تحديث : الإثنين 23 مايو 2016 - 9:45 م

إذا كان هناك تربص دولى بمصر.. فهل تتم مواجهته بمهنيين، ومعلومات موثقة، أم بخبراء من مروجى نظرية النبضة المغناطيسية؟!!.


خلال متابعتى لتغطية بعض وسائل الإعلام الدولى لحادث سقوط طائرة الركاب المصرية فى رحلتها من باريس إلى القاهرة، كانت هناك تغطية مهنية ممتازة من وسائل إعلام كثيرة منها «فرنسا ٢٤» وبعض تغطيات البى بى سى، لكن فى المقابل كان هناك بعض التربص أيضا من وسائل اخرى. الانحياز وضح فى بعض التقارير، أو دس السم فى العسل، كما رأينا فى محاولات تعلية عامل الخطأ البشرى للطيار او «انتحاره» من دون توافر أى ادلة تدعم ذلك!!. سيقول البعض ان التقرير وضع هذه الفرضية ضمن فرضيات كثيرة، والرد ببساطة إنه لم يكن هناك أى سياق يبرر دس هذه المعلومة، وكان هناك إصرار من بعض هذه الوسائل على إدانة مصر وحكومتها وشركة طيرانها، وكأن الرحلة انطلقت من مطار القاهرة!!.


إذا كان بعض هذه الوسائل تمارس انحيازا سافرا حينا ومستترا أحيانا، فهل نواجهها بهذه الطريقة العبثية المضحكة التى نراها من بعض خبرائنا وإعلاميينا؟!


الخبير الأجنبى الحقيقى دارس ومتخصص ومذاكر وتستمع إليه أو تشاهده وبالتالى إذا كنت مشاهدا هاويا، فسوف تقتنع بكل ما يقوله، خصوصا انه يدس السم فى العسل فعلا من دون أن تشعر، بل سينتهى الأمر إلى تبنيك لكل أفكاره وآرائه ومعلوماته حتى لو كان بعضها مغلوطا أو يحمل نصف الحقيقة.


إذن نناشد ونترجى و«نبوس ايادى» كل مسئولينا فى الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات المختلفة ان يعيدوا النظر كليا فى كل من يطلق عليهم لفظ «خبراء».


كتبت كثيرا وأكرر اليوم اننى شاهدت ورأيت العديد من هؤلاء، معظمهم يثير الشفقة. هم صاروا خطرا حقيقيا على الدولة والحكومة والرئيس. كثير من المشاهدين يستمع إليهم ويراهم ليس ليعرف معلومة جديدة، بل ليضحك عليهم، ويسخر منهم. ورأينا فى الشهور الأخيرة اشخاصا يحملون لقب خبراء ومحللين استراتيجيين، منقطعين تماما عن العالم وتطوراته، والنتيجة اننا صرنا فرجة بين الأمم بسبب «هرتلتهم»!!.


المطلوب ببساطة خصوصا فى حالة الأزمات الكبرى مثل حادث الطائرة المنكوبة، ان يتم منع وتقييد هؤلاء من الظهور، لأنه سيتم التعامل معهم باعتبارهم يمثلون وجهة نظر الحكومة والداخلية والجيش والرئاسة.


إذا رفعت الدولة وأجهزتها رعايتها وحمايتها عن هؤلاء فسوف يتوقفون عن الظهور وبالتالى عن الإساءة لمصر وللمجتمع والحكومة.


المسألة سهلة وبسيطة، من حق الحكومة والوزارات والهيئات والأجهزة أن يكون لديهم متحدثون مباشرون أو غير مباشرين، لكن بشرط أن يكونوا دارسين وفاهمين ومتخصصين، ومطلعين على أحدث ما قيل وكتب فى مجال تخصصهم، او فى القضية التى يتحدثون ويفتون فيها.


ليس كل من حمل رتبة لواء يعتبر خبيرا فى العلوم الشرطية أو العسكرية. الأمر يتطلب مهارات كثيرة، أهمها المعلومات الحديثة والاطلاع على كل وجهات النظر فى القضية المثارة، والإيمان بأنه لا توجد آراء قطعية نهائية فى الحياة. كل شىء نسبى وقابل للأخذ والرد. بعض الخبراء الذين ظهروا وتحدثوا فى حادثة سقوط الطائرة تحولوا إلى نموذج للسخرية والتريقة. وبالتالى فإن من يريد الإساءة لمصر فلن يحتاج إلا لمثل هذه النوعيات!!.


إذا كانت الحكومة مصرة على أن هناك استهدافا لها فى الخارج، فعليها أن تبدأ من الآن فى تدريب كوادر حقيقية متعلمة وفاهمة ومطلعة على العالم والدنيا والحقائق والأفكار المختلفة، لكى تتولى عملية الحديث باسمها.. أما استمرار الاعتماد على مثل هذه النوعية من الخبراء، فلا يعنى إلا نتيجة واحدة وهى ان الحكومة سوف تخسر كل معاركها حتى لو كانت صحيحة وعلى حق.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي