الالمان يريدون ان تكون لهم حصة معتبرة فى الاعلام العالمى تساوى حصتهم فى الاقتصاد والتكنولوجيا العالمية.

هم يشعرون انهم مظلومون اعلاميا وأن أمما وشعوبا اخرى اقل مساهمة منهم بكثير عالميا يحصلون على حصة أكبر.

صباح امس نظمت مؤسسة دويتشه فيللا المنتدى الاعلامى الدولى فى بون وهو منتدى سنوى تعقده المؤسسة لكى تطرح فيه أهم التحديات التى ينبغى مواجهتها اعلاميا لمدة عام.

مؤتمر هذا العام كان مختلفا من حيث كثافة الحضور. كان هناك نحو 2000 مشارك من كل بلدان العالم. وكانت المشاركة العربية ملحوظة ايضا ومن مصر وحدها كان هناك اكثر من ١٥ من كبار الشخصيات الاعلامية اضافة إلى اعلاميين من معظم البلدان العربية.

الاعلام الدولى تسيطر على الجانب الاكبر منه الولايات المتحدة الامريكية ثم بريطانيا وبعدها فرنسا وكل من هذه البلدان لديها محطات فضائية وصحف ذات تأثير عالمى كبير فى حين ان ألمانيا لديها اعلام محلى قوى للغاية وصحيفة مثل بيلد توزع نحو سبعة ملايين نسخة فى حين ان حضورها الدولى ما يزال دون المستوى رغم انه اكثر موضوعية ودقة بمراحل من اعلام بلدان اوروبية اخرى.

المانيا ادركت وربما يكون ذلك متأخرا خطورة سلاح الاعلام على المستوى الدولى خصوصا ان الاعلام الامريكى يكاد يتحول ليصبح اعلام العالم الاكثر تأثيرا لانه تقريبا من يحدد جدول اعلام العالم خصوصا فى ظل الثورة المستمرة فى الاعلام الرقمى الذى بدأ من امريكا. وكان يقال فى التسعينيات ان الخبر الذى لا تنشره النيويورك تايمز أو الواشنطن بوست ولا تبثه السى ان ان لم يحدث فى الواقع!!!. صحيح ان الفيسبوك وتويتر ككل الاعلام اكثر ديمقراطية وأقل احتكارا الا أن التأير الامريكى ما يزال طاغيا.

خلال افتتاح المؤتمر امس تم اطلاق المحطة الناطقة باللغة الانجليزية لتعمل على مدى الساعة بدلا من محطة تعمل لنصف اليوم فقط مع توفير المزيد من الامكانيات لتنافس دوليا كما تم تجديد الخدمات الاخرى لتظهر بحلة جديدة بما فيها «دى دبليو عربية» التى تبث باللغة العربية لمدة ١٢ ساعة يوميا ودخلت فى شراكات لتبادل المحتوى مع العديد من المؤسسات العربية.

الرغبة فى التواجد الدولى كانت ملحوظة فى كل كلمات المتحدثين خلال الافتتاح ومنهم وزراء حضروا خصيصا لهذا المؤتمر. جميعهم أكد على ضرورة الدفاع عن حريات الاعلام والمهنة وعن حربة الصحفيين اثناء اداء اعمالهم. والاهم التركيز على ضرورة توفير كل الضمانات الممكنة لتكون هناك مصادر معلومات ذات صدقية وبيانات اكثر دقة.

لمن لا يعرف فإن دويتشه فيللا تمثل الاعلام العمومى أو اعلام الخدمة العامة، والذى يفترض ان يماثل الاعلام القومى أو العمومى عندنا وبالطبع فمجال المقارنة منعدم لان الفرق بين المفاهيم والاجواء والتطبيق والمستوى بين البلدين كالفرق بين السماء والارض وربما أبعد!!!.

خلال المناقشات فى لقاء الامس كان الجميع يؤكد على حريات الاعلام والدقة والمصداقية وضرورة التأكد من صحة الاخبار وتوافر كل جوانب القصة الخبرية والدمج المحتم بين كل انواع الاعلام فى ظل التطور الرهيب فى الاعلام الرقمى، وقتها لم أستطع منع نفسى من تذكر الواقع المحزن الذى نعيشه ويمر به اعلامنا.