متعة أن تقتل مصريا.. روعة أن تذبح بني آدم - أحمد سمير - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 3:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متعة أن تقتل مصريا.. روعة أن تذبح بني آدم

نشر فى : الإثنين 23 ديسمبر 2013 - 8:25 م | آخر تحديث : الإثنين 23 ديسمبر 2013 - 8:25 م

القتيل (1)

الخامسة والنصف مساء الاثنين 16 ديسمبر 2013..

أسير بالتاكسي.. أمامي مسيرة بشارع الجيش بالمنصورة.. حان الموعد اليومى لبكائيات الإخوان على السلطة الضائعة.

يسدون الطريق بمظاهرتهم.. شيخهم في خطبة الجمعة كان يقول لنا خلال عام حكم مرسي إن قطع الطرق حرام.. دنيا.

أشير لهم بيدي لأمرّ بالسيارة.. فتنظر لي إحداهن باحتقار، وتردد دعاء "اللهم أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها".. أتحمس لدعائها.. اللهم أخرجهم من أم هذه القرية ليرحموا أمّنا.

لم أفهم سر نظرة الاحتقار.. يبدو أنهم منفعلون لسبب ما.. آه.. إنها صورة الفريق السيسي.. يقترب أحدهم برأسه من زجاج السيارة ويهتف: لو بتضايقك رابعة.. طيب رابعة رابعة رابعة.

يا عمي لماذا تضايقني رابعة؟.. أنت من تضايقني الآن.

ينظر لي آخر ويهتف: هنحرركم غصب عنكم.

أهز له رأسي بما معناه: قشطة حررونا.. وأعاود الضغط على آلة التنبيه بإصرار.

يرفعون علامة رابعة فأشير لهم بعلامة النصر.. عناد بعناد.

يجن جنونهم.. يبدأون في الضرب على السيارة بهيستريا.. إنها سيارة أكل عيش يا خراف بديع.

أضغط بنزين.. فتزداد هيستريا ضرب السيارة بالكفوف.

يبدون مرعوبين.. أضغط بنزين أكثر.. فأسمع صراخ ألم.. ثم صوت يهتف قاتل قاتل.. لا أفهم.. هل هناك قاتل يقتحم مسيرة بسيارته الأجرة مصدر رزقه وأرقام السيارة موجودة.. ما هذا الجنون؟!.

أندفع أكثر فيتقافزون على السيارة أكثر.. اهرب.. يبدو أنني سأنجو.. صرخة ألم أخرى.. وفجأة مولوتوف نحو السيارة.. تشتعل فأفتح بابها وأصرخ فيهم: رزقي يا ولاد......

يتجمعون حولي.. أتلقى ضربات.. ما كل هذا الغل.. أسمع "دهس الأخت".. أخت.. أي أخت؟..

الضربات مؤلمة.. أشعر بالعجز.. وحيد وسط أيادٍ تضرب وقلوب تكره.. في البداية أحاول الدفاع باستماتة.. ثم أستسلم محاولا الدفاع عن وجهي لا أكثر.

فجأة ألم حاد بظهري.. للحظات لم أستوعب أنها مطواة.. ولكني رأيت مطواة أخرى تُغرس في رقبتي.

هل هناك في الدنيا ألم كهذا؟.. والسؤال الأهم لماذا يكبّرون كأنهم يستعيدون القدس؟!

يتحشرج صوتي وأنا أقول لهم اتقوا الله، فيقولون وهل تعرفون الله؟.. كنا على بعد 70 مترًا من قسم ثان المنصورة، فأستنجد بالشرطة فيزدادون غضبا عندما يسمعون اسم الشرطة.

يقطعوني كذبيحة.. ما كل هؤلاء.. أليس بينهم عاقل أو مؤمن؟.

قطيع خراف تقتل..

القاتل (2)

يرون نصف الحقيقة..

المتظاهرون خرجوا من مسجد "الشناوي" بعد صلاة المغرب.. نخرج من مسجد ثم تقولون علينا قتلة.. هل أنتم بلهاء؟

بدأ الأمر بسائق يزعجنا بآلة التنبيه.. استفزاز وبرود لا مثيل له..

فلينتظر من يضع صورة السيسي.. يا شعب عبيد.. هل كان سيكون بهذا الحماس للمرور إذا كان كمينا للشرطة ممن تغنون لهم تسلم الأيادي؟.. أمثاله يقضون الساعات خلال مرور تشريفة، ولا يفتح فمه بكلمة.

يصرخ فينا ويشيح بيده كأننا خدم عنده ولسنا من يخرج لأجل تحريره هو وأهله ممن ارتضوا حياة العبيد.

يبدأ في الاستفزاز بعلامة السيسي.. هل غسل الإعلام عقولكم لهذه الدرجة؟

يندفع وسط المسيرة بسيارته.. اسمع صراخا.. يبدو أن أختا أصيبت.. خسيس يقتل النساء كعهدهم مع أخواتنا.. لو سارت مظاهراتنا في تل أبيب سيكون الأذى الذي نتعرض له أقل.

اندفعت نحوه.. هذا حقنا.. انت لو دهس أمك هل ستستضيفه في بيتك وتجيبله شاي مثلا.. مالكم كيف تحكمون؟.

وأنا أضربه لم أره.. رأيت من حبَسَ الحرائر ومن أطلق الرصاص على أخواتنا في المنصورة.. مؤيدو الانقلاب كلهم واحد.. تؤيدون قتلنا.. فلم تندهشون حين نقتلكم؟.

أسمع شخصا من الإخوان يقول "لا تقتلوه.. وحتى إن أخطأ ليس لعامة الناس أن يقتلوا".

بئس الأخ هو.. وهل كل الإخوة الذين يهاجمون على خطأ وفرد واحد هو الصواب.. نصحته قائلا: اتق الله ولا تشق صف إخوانك وهم يواجهون عدوا خسيسا يدهس نساءهم.

هل كنا نسلمه إلى الشرطة فيطلقوه ويلقوا القبض على جرحانا؟

لكل فعل رد فعل.. تتناثر الدماء النجسة على أيادي الإخوة المتوضئة.. أبتسم بانتصار.. لو ضربنا بيد من حديد لما جرؤ الكلاب على قتلنا والشماتة في شهدائنا.

عليه من الله ما يستحق.. وجهه عليه غضب من الله.. حتما هو واحد من كلاب تواضروس الذين أسقطوا الرئيس المسلم.. انتزعت بطاقته لأتاكد.. لكني وجدت اسمه محمد كمال.. إذن ليس له من الإسلام غير اسم.. بالتأكيد مجرد بلطجي.. جهنم وبئس المصير.

فيما بعد سيثبت تقرير الطب الشرعي أن الطعنات جاءت من أكثر من نوع من الأسلحة البيضاء وليس سلاحا واحدا.

يقولون هاتوا اسم القتيلة.. وهل لابد من قتيلة.. ليس هناك قتيلة.. من قتل يُقتل.. من أراد أن يقتل يُقتل أيضا.. وهو أراد أن يقتل.

هناك أخت طاهرة مصابة.. لكن هذا خبر لن تسمعه في إعلام العار.

الجنازة حارة والميت مؤيد للسيسي.. العين بالعين.. هل ذهبنا لبيته لنقتله يا إعلام العهر.. خسر آخرته ودنياه ورمل امرأته بسبب سيره وراء الانقلابيين.

لم نخطئ.. وليعلم من يكرهوننا.. أننا سنقتلهم يوما.

كلب وراح..

من ينتظر الدور (3)

عندما يقتل البشر يجب أن تشعر بالخطر.. عندما ترى الملايين يبررون القتل فانتظر دورك.

صدقني إنها النهاية.. بدأ الإنسان غريبا وسيعود غريبا.

رابط يجدر الإشارة إليه:

بالفيديو: «ذبح سائق المنصورة».. بين روايتي الداخلية والحرية والعدالة

التعليقات