قانون علاء مبارك - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 10:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قانون علاء مبارك

نشر فى : الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 - 10:16 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 - 10:16 ص

 ما جاء فى مداخلة المواطن علاء مبارك مع برامج التوك شو، هل هو كلام قابل للنقاش والأخذ والرد أم أنه بنظر البعض اكتسب صفة القانون والدستور بحيث يصبح أى اختلاف معه بابا إلى التهلكة؟

إن ما جرى فى الخرطوم وأم درمان يستوجب الغضب والتعبير عن الإحساس بالإهانة، سواء كان هذا الغضب صادرا من مواطن رئاسى بحجم علاء مبارك أو أى مواطن عادى، لكن إلى أين يقودنا هذا الغضب؟ تلك هى المسألة وذاك هو موضع النقاش والاختلاف، دون أن نمارس نوعا من المكارثية الجديدة.

الحاصل أن الذين أشعلوا الحرائق فى الإعلام الرياضى، وأعنى فيلق الجهلة والمنفلتين فى معظم برامج التوك شو ــ باستثناء محمود سعد «البيت بيتك» ودينا عبدالرحمن «صباح دريم» ومنى الشاذلى «العاشرة مساء» ــ استخدموا كلمات علاء مبارك باعتبارها قانونا ومعيارا وحيدا للفرز وتوزيع صكوك الوطنية، على طريقة من دخل تحت يافطة علاء مبارك فهو آمن.. ومن لم يدخل مطرود من جنة الوطنية.

غير أن الخطير فى الأمر أن الذين أشعلوا الحرائق منذ ما قبل 14 نوفمبر لا يريدون لهذه «المشتمة» أن تتوقف كى لا تبور بضاعتهم وينتفى مبرر وجودهم على هذا النحو السفيه فى برامج لا تفعل شيئا سوى مرمطة اسم مصر وسمعتها أمام العالمين، فيما يعتقدون أنهم حراس الوطنية.

وهؤلاء الذين أمعنوا فى تضخيم مشاهد الاعتداء على المصريين فى الخرطوم وركزوا وعادوا وزادوا فى لقطات يبكى فيها رجال مصر ويتحدثون بكل فخر عن أنهم اختبأوا تحت المقاعد كى لا يراهم المعتدون دون أدنى مقاومة.. هؤلاء للأسف يقدمون للعالم كله صورة مسيئة عن شخصية المواطن المصرى.

لكن الأخطر من كل ذلك أن يقودنا الغضب إلى قطيعة مع كل ما هو عربى، وبدلا من أن تكون المشكلة مع الجزائر يستدرجوننا جميعا إلى خصومة مع دول عربية أخرى، ولعل فى تعبير الإخوة السودانيين عن مرارتهم وجرحهم مما سمعوه من ساقط القول وفاحش الحوار مؤشر على ما يراد لنا أن ننزلق إليه.

وفى ذلك أقسم لى أصدقاء من دول عربية فى الخليج والشام أنهم كانوا طوال المباراة يشجعون ويتحمسون للفريق المصرى وكأنه فريقهم، غير أنه مع انفجار مواسير البذاءة والتكفير بكل ما هو عربى بعد المباراة، عبر برامج التوك شو، أحس الأصدقاء بغصة فى الحلق وجرح عميق فى الروح، بعد أن صار معيار الوطنية المصرية أن تسب كل ما هو عربى وتتبرأ منه.
قليلا من الخجل أيها «التوكشاويون» الصغار.
wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي