العدل أساس الملك يا رئيس الجمهورية - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العدل أساس الملك يا رئيس الجمهورية

نشر فى : الإثنين 25 مايو 2015 - 9:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 25 مايو 2015 - 9:00 ص

السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. تحية طيبة وبعد

لم يمنح الشعب المصرى حاكما توقيعا على بياض كما منحك أنت.. طلبت منه تفويضا ففوضك.. طلبت منه الصبر والفرصة فمنحك إياها.. طلبت من الأم المصرية البسيطة دعم خياراتك فقالت: لبيك يا أملنا فى العدل والستر، ووقفت فى طوابير امتدت تحت لهيب الحر أو انهمار المطر.. استشهد ابنها على جبهات القتال ضد الإرهاب وذهبت لتعزيها فتقدمت هى لتعزيك.. «شد حيلك يا ريس.. اثبت يا ريس.. ربنا هينصرك يا ريس».

الطبيعى يا سيادة الرئيس أن تنحاز إلى مثل هذه الأم التى تمثل الأغلبية الكاسحة من المصريين.. الطبيعى أن تنحاز لحق ابنها فى تَبَوُّؤ أى منصب ما دام هو مؤهلا له على أسس موضوعية قابلة للقياس.. لا على أسس استعباد بعض الهيئات والمؤسسات فى الدولة لعموم الشعب واحتقارها لهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!

سيادة الرئيس: لقد فرحت مثل هذه الأم ونحن معها عندما ثرت لكرامتها وكرامة أبنائها بطرد ذلك الوزير العنصرى الذى احتقر «الشقيانين» من عموم المصريين«ابن الزبال مينفعش يكون قاضى».. لكن المشكلة أنك أتيت بمنقوع العنصرية نفسها وسلطته فوق الرقاب، من حيث أردت أن تقيم«العدل»!

قل لى بالله عليك: كيف لك أن ترضى بكسر قلب مثل هذه الأم على ضناها الذى تفوق وتخطى أبناء الباشوات والبهوات.. وبالرغم من ذلك يتم حرمانه من منصب هو به أجدر فى أى بلد يحفظ لأبنائه تكافؤ الفرص.. ولا يصدّر لهم «تلاكيك» استعلائية وعنصرية فارغة من عينة «غير لائق اجتماعيا»، لأن أبويه أميان.. أو لم يحصلا على مؤهل عال؟

قل لى يا سيادة الرئيس: كيف تطالب ذلك الشاب المحروم من حقه بأن يكون وطنيا ومخلصا ولا يتعاطف مع الإرهابيين ويقدم الروح رخيصة من أجل مصر، التى هى أمه ونيلها هو دمه؟ هل يستطيع ذلك الشاب أن يفعل ذلك كله؟.. عبدالحميد شتا الذى زاملته فى المدينة الجامعية بجامعة القاهرة حسبها فى أقل من نصف ساعة وفضل الانتحار على كره بلده الذى تخلى عنه.. لعلك سمعت قصة هذا الشاب المتفوق الذى طرد من «عزبة» الخارجية بحجة أنه «غير لائق اجتماعيا».

السيد الرئيس.. أقول لك مخلصا: لن تستطيع أن تتقدم بمصر وتخرج بها من عثراتها من غير العدل.. وإذا كان فى هذا البلد من يصر على الظلم فافرمه بالقانون؛ لأنه لا يستحق أن يكون مصريا، أنا شخصيا لا أصدق حكاية صراع الأجهزة والمؤسسات من حولك.. أو تصرفها بغير إرادتك؛ لأننى أعرف أن الموت أهون على الجنرال من أن تقول له «أنت غير مسيطر».. وبالرغم من ذلك أرجوك أن تحاكم كل من تتأكد أنه يعرقل خطاك نحو العدل والبناء أيا كان موقعه؛ فالوطن أمام لحظة لا يتحمل فيها بعث مراكز القوى من جديد فى صورة أجهزة ومؤسسات تحتكر التعيين فيها للأبناء والأحفاد من دون بقية خلق الله.

سيادة الرئيس.. المصريون فى انتظار أوامرك بتعيين العشرة الأوائل فى كل كلية من كليات الحقوق فى النيابة العامة ما دام آباؤهم لم يرتكبوا جريمة مخلة بالشرف.. فى انتظار أوامرك بتعيين العشرين الأوائل فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة دبلوماسيين فى وزارة الخارجية؛ فلهذا أنشأ الرئيس عبدالناصر هذه الكلية، فى انتظار أوامرك بإلحاق أوائل الثانوية العامة بأى كلية يختارونها مدنية أو عسكرية.. افعلها يا سيادة الرئيس وسترى من هذا الشعب ما لم يره حاكم قبلك.. افعلها وامنح شباب مصر الأمل فى غد أفضل.. فلا فواتير عليك لأحد.. إلا للشعب الذى اختارك لتقيم العدل من بعد طول الظلم.

التعليقات