تبرع ولو بجنيه لفاروق حسني - وائل قنديل - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 12:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تبرع ولو بجنيه لفاروق حسني

نشر فى : السبت 25 يوليه 2009 - 7:49 م | آخر تحديث : الأحد 26 يوليه 2009 - 8:30 ص

 منذ أن أصدر المفكر الكاريكاتيرى الكبير الأستاذ ممتاز القط توجيهاته بالتحرك الفورى لدعم فاروق حسنى، مرشح مصر لانتخابات اليونسكو، والشارع الأوروبى يعيش حالة من الحراك والتفاعل مع الدعوة التى انطلقت من منطقة الترجمان بالقاهرة وسمع دويها فى قارات الدنيا الست (زائد الإقيانوس).

بداية لا توجد أى شبهة تريقة على أى أحد هنا فالأستاذ القط بالفعل مفكر حيث يسبق أى كاريكاتير ينشر فى أخبار اليوم عبارة «فكرة رئيس التحرير»، وبصرف النظر عن أن أفكار القط أو فُكيراته بالأحرى من النوع المحمل برءوس فكاهية تصيب متلقيها بنوبات لا تتوقف من الضحك الهستيرى إلا أنها تبقى أفكارا يمكن أن تغير وجه العالم يوما ما.
وكله كوم والكاريكاتير الخاص بدعم فاروق حسنى كوم لوحده، وفى حدود معلوماتى المتواضعة هذا أول كاريكاتير فى التاريخ بدون رسم ولا كلمات على طريقة النكتة الصامتة والكسيحة أيضا ما يجعلنى أشفق على فاروق حسنى الآن فى هذه المعركة الطاحنة.

وأتخيل فاروق حسنى واقفا على باب مقر الانتخابات تحت يافطة ذات ألوان غاية فى البهرجة مكتوب عليها «ممتاز القط يؤيد فاروق حسنى مرشحا لليونسكو» وأضمن له فى هذه الحالة أن يفوز باكتساح ولكن فى انتخابات النقابة العامة للعاملين فى الصحافة والطباعة.

غير أن أفكار القط تجاوزت حدود الحشد والتأييد إلى فتح حساب باسم أخبار اليوم لتمويل حملة دعم فاروق حسنى على طريقة «اتبرع ولو بجنيه» ويقال إن البحث جار عن مخرج عالمى لتقديم فيلم دعاية يظهر فيه الوزير مرتديا ملابس مهلهلة وفى عينيه حزن من النوع التجريدى لكسب تعاطف الجماهير.

واقترح على صناع الحملة توزيع تيشرتات مجانية فى العواصم الأوروبية تحمل اسم وصورة فاروق حسنى ورمزه الانتخابى «الهلال» طبعا، على أن يتطوع رجال الأعمال المساهمون فى الحملة بتوزيع وجبات وخطوط شحن موبايل واشتراكات مجانية فى أخبار اليوم.

لا تتهمنى بالهزل فى موضع الجد لأنه ليس أكثر هزلا وهزالا من هذه الحملة البائسة التى لا تصلح حتى للتأثير فى انتخابات اتحاد الطلاب على مستوى أصغر إدارة تعليمية فى مصر.

ولا أدرى لماذا لا يتحلى منظمو الحملة بقليل من الرحمة والشفقة إزاء هذا الشعب المسكين الذى يطلب منه دوما أن يتبرع ويتطوع فى الأفراح والأحزان بينما لا يشاركه أحد من السادة المسئولين والأخوة «الحملجية» لا فى فرح ولا فى حزن، كما أن القصة كلها مسكونة بالألغاز وعلامات الاستفهام وبواعث الاندهاش إذ لم يقل لنا أحد من السادة «الحملجية» فيم سيتم صرف أموال التبرعات وكيف ومن يراقب ومن يسائل، وإذا حدث ولم ينجح الوزير فما هو مصير فلوس الحملة؟

وائل قنديل كاتب صحفي