عن المؤامرة التى تتعرض لها مصر - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 4:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن المؤامرة التى تتعرض لها مصر

نشر فى : الجمعة 25 يوليه 2014 - 8:45 ص | آخر تحديث : الجمعة 25 يوليه 2014 - 8:45 ص

هل تتعرض مصر لمؤامرة خارجية؟!. الإجابة هى نعم، لكن يجب الاستدراك بسرعة والقول إنه بهذا المفهوم فإن مصر تتعرض لمؤامرة خارجية منذ قديم الزمان، وطبقا للمفهوم نفسه فإن كل دول العالم تتعرض لمؤامرات مماثلة.

ما يثير العجب فى مصر وجود رأيين متطرفين فى هذا الصدد: الأول لا يرى الأمور إلا من منظور المؤامرة الكونية الشاملة التى تتعرض لها مصر، والرأى الثانى يرى فى مروجى نظرية المؤامرة مجموعة من المهووسين الذين لا يريدون أن يعملوا أو يبذلوا جهدا ويفضلوا تعليق كل فشلهم على شماعة نظرية المؤامرة.

منذ سنوات طويلة ونحن فى مصر أسرى هذين الرأيين وصرنا نتحدث فى الأمر بطريقة حوار «الطرشان».

اللواء هانى عبداللطيف المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية رجح أول أمس أن حادث الفرافرة تقف وراءه أجهزة مخابرات أجنبية.

ومنطقيا يمكن تصديق هذا الأمر، لكن الذى يريده المواطن البسيط دائما أن تكون هناك معلومات محددة تكشف هذه المؤامرة، لأنه لا يعقل أن يظل الأمر مجرد شماعة.

لنتحدث بهدوء عما يحدث فى سيناء مثلا ونسأل هل الأموال والأسلحة التى تتدفق على هذه المنطقة لاستنزاف الدولة المصرية عمل فردى أم تقف وراءه دول وأجهزة مخابرات؟.

لنفترض أن هناك تنظيما فعلا اسمه «أنصار بيت المقدس».. أليس فى حاجة إلى أموال ضخمة لإعاشة أفراده ولشراء الأسلحة الثقيلة التى يحارب بها الدولة، والآلات التى يحفر بها الأنفاق؟.

السؤال المنطقى أيضا: هل كميات الأسلحة الضخمة التى تدخل مصر من الحدود المختلفة خصوصا الليبية هى عمل فردى أم منظم؟!.

وعندما تنهار الدول فى المنطقة من حولنا وتتفكك جيوشها، خصوصا فى العراق وسوريا وليبيا، أليس من حقنا أن نقلق ونخشى أن يكون هناك من يخطط لإكمال الحلقة؟!.

الذى حل الجيش العراقى بقرار أهوج، ما الذى يمنعه من المساعدة فى تفكيك الجيش المصرى؟!.

كان فى إمكان أمريكا وأوروبا وحلف الأطلنطى جمع الأسلحة من الثوار الليبيين الذين أسقطوا القذافى فلماذا لم يفعلوا، وتركوها مع قوى كانوا يعرفون أنها متطرفة؟!.

لا نستطيع أن نلوم أمريكا والغرب على ما يحدث فى سوريا، لأن أهل البيت تكفلوا بالتآمر على أنفسهم، ولا نستطيع أن نلوم إسرائيل علنا على ما يحدث فى سيناء لأن المتطرفين يجدون أحيانا مأوى لهم فى قطاع غزة عبر الأنفاق.

المؤامرة لا تعنى فقط أن هناك عدوا واضحا وصريحا يتربص بى، من الممكن أن يكون هناك شقيق أو صديق يفعل ذلك سواء بحسن أو سوء نية.

حركة حماس على سبيل المثال حينما تتماهى مع جماعة الإخوان، وحينما تضع العراقيل أمام المصالحة الفعلية مع حركة فتح، فإنها تحقق أهداف إسرائيل، حتى لو كانت لا تدرك ذلك. وبالمثل فإن أولئك الذين يقولون عن أنفسهم أنهم مجاهدون، حينما يقاتلون الدولة المصرية فى سيناء أو الوادى الجديد، فإنهم ينفذون مؤامرة ضد وطنهم لا يستفيد منها إلا إسرائيل، حتى لو كانوا لا يعرفون أنهم يعملون لمصلحة العدو الأكبر.

ورغم ذلك فإن السلطات فى مصر لا يمكنها طوال الوقت أن تتحدث عن المؤامرة، من دون أن تخبرنا عن تفاصيلها أو بعض تفاصيلها، ليس فقط لكى يصدق الشعب هذا الأمر، لكن لكى يشارك الدولة فى مواجهة هذه المؤامرة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي