التعدد اللغوى وقيم المواطنة العالمية - قضايا مجتمعية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التعدد اللغوى وقيم المواطنة العالمية

نشر فى : الأحد 25 سبتمبر 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : الأحد 25 سبتمبر 2016 - 9:35 م
نشرت مؤسسة الفكر العربى مقالا لـ «مخلص الرحمن» ــ باحث الدكتوراه حول الاختلافات اللغوية والدينية وغيرها من الاختلافات التى تتسبب فى العديد من النزاعات فى حال عدم توظيفها بشكل صحيح، ويلقى الكاتب الضوء بشكل خاص على التعدد اللغوى والذى يُسهم فى تطور المجتمعات حال إدراكهم لأهميته وكيفية توظيفه.

يبدأ الكاتب بأن العالم قد شهد حربَيْن عالميَتَيْن، ولا يزال يشهد العديد من الصراعات والنزاعات. وأنه لو تأملنا لوجدنا أن سبب حدوث معظم هذه النزاعات والصراعات يرجع إلى الاختلافات اللغوية أو العرقية أو الدينية أو الإيديولوجية أو الاقتصادية، لأن كل طرف يرفض الاعتراف بالآخر: بلغته، وعرقه، ودينه، وايديولوجيته. بل يسعى كل طرف إلى تحقيق مصالحه وأهدافه على حساب الطرف الآخر.

لعل هذا ما يصلح لأن يُسمى بـ«النظرية الأحادية» التى لا يعترف صاحبها بالآخر، ما يُفضى إلى إقصاء الطرف الآخر وتهميشه، وزرع بذور الكراهية والصدام بين أصحاب اللغات والثقافات المتعددة، وبالتالى إلى زَعْزَعَة الأمن والسلام فى المجتمعات. فثبت أن الاعتراف بالتعددية هو الحل الوحيد لكثير من الصراعات والنزاعات. من بين هذه التعدديات، يلعب التعدد اللغوى دورا رياديا فى إنتاج الوعى الثقافى والتفاهم الدولى، وبالتالى فى الاندماج فى المجتمعات الدولية.

إن المُواطَنة تعنى الشعور بالانتماء إلى الوطن والولاء له. أما المُواطَنة العالمية فهى الشعور بالانتماء إلى مجتمع أوسع وأرحب يتخطى الحدود الجغرافية والوطنية. فالمواطن العالمى ينتمى إلى إنسانية عالمية مشتركة، ولا يتعصب للغة أو ديانة أو إيديولوجية، بل يتزود بالمعلومات عن القضايا الدولية والقيم الإنسانية العالمية ويتفاعل ويتأثر بما يجرى فى الكون

***

يتطرق الكاتب إلى الهند ويؤكد أنها بلد لا تتميز بالتعدد الدينى والثقافى فحسب، بل بالتعدد اللغوى أيضا؛ فشعب الهند يتحدث بـ780 لغة فى الأقاليم المختلفة ولهذا يعد مثالا رائعا للتعدد اللغوى؛ حيث يجرى حب التعدد اللغوى فى شرايين مواطنيها، ويتحدث معظم مواطنيها بلغتين أو أكثر، ويربط بين أفراد شعبها تعايش سلمى قائم على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل. لذا تمثل الهند نموذجا حيا للوحدة فى التعددية، وتَصلُح أن تكون قدوة حسنة لتعزيز روح المواطنة العالمية، وللتأكيد على أن التعدد اللغوى لا يخالف الوحدة، بل يمهد الطريق إلى الترابط الودى بين الشعوب متعددة اللغات.
فى السياق ذاته تؤكد الدراسات أن تعلم اللغة أو اللغات الأجنبية يسهم بقدر كبير فى خلق روح التسامح والمودة والرحمة فى الإنسان متعدد اللغات تجاه بنى جنسه بعامة وتجاه أهل تلك اللغات بخاصة. وبذلك، تتطور روح التفاهم والتضامن الدولى وتنمو الجوانب الإنسانية فى شخصية متعلم اللغة أو اللغات الأجنبية.

إن التعدد اللغوى يسهم فى تيسير الأمور المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية، لكون العالم بات بمثابة قرية صغيرة؛ فهو يساعد فى إحداث التنويع الاقتصادى من جانب، ويلعب دورا رياديا فى العولمة الاقتصادية وفى تسيير عجلة التبادل التجارى من جانب آخر، لأن التأثير الكبير الذى جاءت به العولمة فى عصرنا الحاضر يشمل مجالات مختلفة من حياتنا. وقد ازدادت أهمية اللغات مع ترسُخ جذور العَولَمة الاقتصادية والاقتصاد الرقمى، وتطور وسائل الاتصال ومجتمع المعلومات الحديثة. فالتعدد اللغوى يدعم القدرة التنافسية لشركات التجارة والأعمال فى الأسواق متعددة اللغات، بحيث يؤدى ذلك إلى زيادة مردودها الاقتصادى.

بالتالى يختتم الكاتب بأن معظم النزاعات والصراعات تنشأ من عدم الاعتراف بالآخر، بلغته، ودينه، وثقافته، وعرقه. ولكن عندما يتعلم المرء لغة الآخر يجد أثناء ذلك فرصة للتبادل والتفاهم والتفاعل مع أبناء تلك اللغة، وبالتالى تنتج فى داخله، شيئا فشيئا، روح التسامح وعقلية التصالح، واحترام الغير.

المقال كاملا:
قضايا مجتمعية قضايا مجتمعية
التعليقات