البحث عن رابعة جديدة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البحث عن رابعة جديدة

نشر فى : الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 8:10 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 8:10 ص

خلافًا لتوقعات البعض أصدرت جماعة الإخوان بيانا مهما عصر يوم الأحد الماضى تعلن فيه تأييدها لما سمته «الثورة الإسلامية».

وقال بيان الجماعة نصا: «يثمن الإخوان هذه الدعوة حفاظا على هوية الأمة، والتى ناضل الشعب المصرى ــ والإخوان جزء منه ــ من أجلها، فهوية الأمة هى مصدر نهضتها، وأساس تحررها، ولن يقبل الشعب المصرى طمس هويته والحرب على مقدساته، وتدمير المساجد وحرق المصاحف، وقتل شبابه وسحل نسائه».

وأضاف البيان الذى حمل عنوان «هوية أمة.. وثورة تنتصر»، أن الجمعة المقبلة تمثل «موجة جديدة للثورة المصرية، للتمسك بهوية الشعب وانتصارا لثورته السلمية».

القراءة الهادئة لهذا البيان تكشف عن العديد من النقاط الرئيسية أبرزها أن «برقع السلمية» يوشك أن يسقط تماما عن الجماعة إن لم يكن قد سقط بالفعل.

لن نناقش اليوم الدجل والأكاذيب الخطيرة الموجودة فى البيان من قبيل عبارات تقول «تدمير المساجد وحرق المصاحف» فهى تحريض سافر على الفتنة والحرب الدينية.

لكن سنحاول التركيز على أن بعض أنصار الإخوان لمحوا وشككوا وقالوا وكتبوا وأكدوا أن دعوة «الجبهة السلفية» للتظاهر يوم الجمعة المقبلة هى دعوة مشبوهة تقف خلفها أجهزة الدولة العميقة بحثا عن تخويف الناس من وحش غير موجود إلا فى أذهان أجهزة الأمن.

إذا كان كلامهم السابق صحيحا فلماذا تنضم الجماعة الآن وترحب بهذه المظاهرات المشبوهة وتدعو أنصارها عمليا للمشاركة فيها؟!.

الواقع يقول إن الجهبة السلفية هى «افتكاسة إخوانية» سافرة لكل المتابعين للشأن الإخوانى فى الفترة الأخيرة. وأرجو أن يتابع المشككون الجهد الذى بذله خيرت الشاطر فى شق الصف السلفى بعد 25 يناير وحجم الأموال الإخوانية التى تم استثمارها فى «حازمون» وغيرها من القوى والتنظيمات المتطرفة وهناك تقدير بأن هؤلاء هم الوقود الحقيقى لكل التنظيمات الإرهابية الحالية.

لم يكن السؤال الجوهرى يدور حول من يحرك هذه الجبهة السلفية، بل ما هى الطريقة التى ستتصرف بها جماعة الإخوان؟!.

البعض راهن على أن الجماعة ستسلك طريقها التقليدى وهو المشاركة من دون الإعلان أو ربط نفسها بالمظاهرات خوفا من حدوث كوارث لا تحمد عقباها.

الجديد أن غالبية قرارات الجماعة فى الفترة الأخيرة تميل إلى التشدد والتطرف، لدرجة تدفع البعض إلى التشكك فى وجود قيادة حقيقية للجماعة، وتعتقد أن هناك انفلاتا كبيرا وأن القرار متروك لكل مجموعة على حدة، طبقا للظروف على الأرض أو توافر أموال من الداخل أو الخارج.

النقطة الجوهرية هى خوف كثيرين من حدوث عمليات عنف واسعة وسقوط ضحايا يوم الجمعة بسبب لغة التحدى التى تتحدث بها الجبهة السلفية، ورد الشرطة بأنها ستتصدى بقوة للمظاهرات غير القانونية.

هناك تقدير يقول إن الغالبية نسيت تماما حكاية رابعة العدوية حينما سقط المئات من الضحايا أثناء فض الاعتصام، وإن معظم دول العالم المؤثرة سلمت بكل نتائج ثورة 30 يونيو، وبالتالى فإن كل يوم يمر يتعرض الإخوان لخسارة جديدة خصوصا بعد المبادرة السعودية بالحد من الاندفاع القطرى لتأييد الإخوان.

الخشية الحقيقية هى أن الإخوان بقرارهم الترحيب بالمظاهرات والمشاركة فيها هو استدراج مجزرة جديدة يقع فيها المئات وبالتالى إعادة إحياء مظلوميتهم والحفاظ على قواعدهم التى تتعرض لضربات موجعة من أجهزة الأمن وغالبية المواطنين كل يوم.

نسأل الله أن يحفظ مصر من كل المتهورين والحمقى والمجانين والمتطرفين والظلاميين والعملاء فى كل مكان سواء كانوا يعلمون أم يجهلون.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي